وكالات - الاقتصادي -قالت نتائج دراسة جديدة إن نصف البشر لديهم استعداد لتصديق أحداث لم تقع لو قيل لهم عدة مرات إنهم شاركوا فيها في الماضي. 

وكمثال على ما توصل إليه الباحثون يمكن أن يقال لك: هل تتذكر زميل الدراسة القديم الذي كنت تلعب معه في المدرسة وكان شكله كذا، فتقول لا أتذكر، لكن لو تم ترديد الأمر عدة مرات ربما تصدق أنه كان لك صديق بهذه السمات، على الرغم من أن الأمر كله حكاية مختلقة.

وبحسب البروفيسورة كيمبرلي ويد أستاذة علم النفس في جامعة وارويك البريطانية والمشرفة على الدراسة: "الذاكرة عملية متغيرة، تقوم فيها الدماغ بتخزين واستعادة المعلومات والخبرات السابقة، ومن خلال هذه البيانات نقوم بتشكيل علاقاتنا وقراراتنا في الحاضر، وإحساسنا بهويتنا".

لكن وفقاً لدورية "ميموري" العلمية التي نشرت الدراسة لا تعتبر عملية استدعاء وتذكّر المعلومات بسيطة، فهي تتضمن إعادة بناء الذاكرة، ويمكن أن تتأثر عملية إعادة البناء بالمعتقدات والسياق الاجتماعي، وأيضاً اقتراحات الآخرين.

وتوضح مؤلفة الدراسة: "نظام عمل الذاكرة يعيد بناء نفسه في كل مرة يُستخدم فيها، ومن تعقيدات ذلك أن الإنسان يمكن أن يزيد، ويعيد صياغة تاريخه الشخصي وفقاً لأحداث لم تقع أصلاًّ. وبصيغة أخرى: بعض الأشخاص يختلقون ذاكرة كاذبة".

وقد شارك في تجارب هذه الدراسة 423 شخصاً، أظهر 53 بالمائة منهم استعداداً لتصديق أنهم مرّوا بأحداث وخبرات مختلقة. وقال 30 بالمائة من المشاركين إنهم بالفعل تعرّضوا لهذه المواقف والخبرات بعدما شاهدوا صوراً ملفقة لهم كوثائق على هذه الأحداث الكاذبة! وأظهر 23 بالمائة منهم اقتناعاً تاماً بأن هذه الأحداث كانت من تجاربهم الشخصية.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الأحداث والوقائع المشوّهة يمكن أن تؤثر على سلوك وتوجهات الأشخاص. وتحيط نتائج هذه الدراسة مصداقية الذاكرة الشخصية بأسئلة وشكوك تقلل من مصداقيتها وجدوى الاعتماد عليها بالكامل.