غزة - الاقتصادي - اسلام أبو الهوى - تقبل المواطنة فادية سيف (37 عاما) من سكان حي الشجاعية، على عدد من معارض التنزيلات المنتشرة في أسواق مدينة غزة، لتوفر بعض المنتجات اللازمة لاسرتها بأسعار زهيدة.
وقالت إن تلك المعارض تعد فرصة مميزة للأسر من ذوي الدخل المحدود خاصة وأنها تشمل الكثير من المنتجات حسب وصفها، "من الإبرة حتى الصاروخ (مجازاً)، مشيرة إلى أن زوجها عاطل عن العمل بعد أن تعرض لإصابة خلال العدوان الأخير على القطاع ولديها خمسة من الأبناء".
وتضيف أن بناتها يفضلن شراء الاكسسوار من هذه المعارض نظراً لسعرها الزهيد خاصة مواد التجميل التي تُباع في الخارج بمبالغ أضعاف ما تُباع في تلك المعارض.
وكانت معارض لبيع السلع انتشرت بكثافة في اسواق غزة خلال مرحلة نمو الأنفاق ثم عادت لتشهد تراجعا بعد إغلاقها، لكنها ظلت تمثل قبلة لذوي الدخل المحدود الباحثين عن منتجات بأسعار زهيدة.
" كل شيء عنا بـ2 ونص وبس.. نقي واختار ولا تحتار"، لافتة علقت على واجهة أحد المعارض، تقول المواطنة سيف إنها تجسد حقيقة ثمن ما يقدم من منتجات في هذه المعارض فكل السلع تباع بـ2.5 شيقل رغم أنها تبدو للناظرين بانها أغلى من ذلك بكثير.
ويجد الكثير من المواطنين ضالتهم في هذه المعارض باحثين عن منتجات بأسعار منخفضة غير آبهين بالجودة وسط حالة الفقر والبطالة التي تجتاح القطاع.
وبلغت نسبة البطالة في قطاع غزة بعد الربع الثالث للعام الجاري حسب جهاز الإحصاء المركزي 43.2 % بينما بلغت في الضفة نحو 19.6 % فقط.
أما معدل الاجر اليومي للمستخدمين بأجر في غزة فقد بلغ 59 شيقلا في الضفة 96.6 %.
ورغم أنه لم تصدر بيانات جديدة من الجهاز المكرزي للاحصاء، حول نسبة الفقر في قطاع غزة، غير ان اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار قالت مؤخرا إن 90% من سكان قطاع غزة وخاصة بين فئة الشباب والخريجين يعيشون تحت خط الفقر.
وتقدم هذه المعارض منتجات مختلفة مثل الاكسسوارات ومواد التجميل والجوارب الشتوية والكفات الصوفي وبأحجام مختلفة.
ويقول عز شبير المسؤول عن المبيعات في معرض "يا بلاش كل شيء بـ2 ونص" إن فكرة المشروع مستوحاة من بعض المعارض في مصر.
مشيرا إلى أن صاحب المحل أراد افتتاح مشروع شبيه به بعد اقبال كبير من قبل المواطنين بسبب انخفضا أسعار المنتجات فيه.
ويضيف لـ" الاقتصادي": المعرض يعتمد بالدرجة الأولى على البيع الكثير والربح القليل وهذا ما يجعل الأمر مُجديا بالنسبة لنا، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة، تسببت بتراجع كبير في نسبة الشراء الأمر الذي دفع صاحب المعارض لإغلاق فرعين من أصل أربعة فروع".
ويقول شبير إن طبيعة المنتجات التي تعرض في الشتاء تختلف عنها في الصيف، منوها إلى أنه في الشتاء تزدهر مبيعات الأشياء الخاصة بالتدفئة مثل "الجوارب الصوفية، وكفات الأيدي، والقبعات الصوفية وغيرها"، وفي الصيف تشهد رواجاً أكبر مثل الاكسسوارات مواد التجميل والعطور.
ويوضح أن جميع الأسعار في المحل موحدة فلا يمكن لك أن تجد شيئا يُباع أكثر من 2.5 شيقل.
ويشير شبير إلى أن هناك الكثير من المواطنين يشترون عددا من المنتجات ويعملون على تطويرها مثل المخدات التي يقوم مواطنون بتطريزها بعد شرائها، ويتم اعادة بيعها بمبالغ كبيرة تصل إلى 80 شيقلا.
"أمل الكفارنة" شعرت بالانبهار من السعر المتدني لبعض مستلزمات التجميل التي تُباع في تلك المعارض، وأشترت بعض الأشياء في ظل السعر الباهظ التي تُباع به في الخارج، إلا أنها اكتشفت الفارق الكبير بين المنتجين فبعد التجربة وجدت أن الجودة مختلفة تماماً عن تلك التي تُباع بأسعار أغلى من التي تعرضها معارض الـ2 ونص.
وتتساءل الكفارنة: كيف يتم بيع أنبوب كريم بـ2.5 شيقل في المقابل يُباع في مكان آخر بمبلغ لا يقل عن الـ15 شيقلا أو أن تلك المسكارة التي لا يقل سعرها عن 20 شيقلا تُباع بسعر أقل بكثير من سعرها الأساسي؟.
وتضيف لـ" الاقتصادي: أن تلك المعارض تبيع بعض المنتجات كالألعاب وادوات المطبخ بأسعار مغرية ولكن شراء مستلزمات التجميل من منها مغامرة خطيرة لا أحبذها وأفضل شراءها من محلات موثوقة المصدر.
من جهته، قال ماهر الطباع مدير العلاقات العامة والاعلام بغرفة تجارة وصناعة غزة لـ"الاقتصادي" إن هذه المعارض تلقى رواجا واسعا بسبب الاوضاع الاقتصادية السيئة في قطاع غزة، وانتشار البطالة ما يجعلها مناسبة لأصحاب الدخل المحدود من جهة ومشاريع اقتصادية ناجحة لأصحابها من جهة ثانية.
وأضاف إن بعض المعارض تقدم منتجات بسعر 2.5 شيقل، لكنها تعرض كذلك سلعا أخرى بأسعار أكثر من ذلك لكنها تبقى ضمن الحد المقبول، منوها إلى أن فكرة المعارض تنتشر بشكل كبير في مصر قبل أن تنتقل لقطاع غزة.
وأكد الطباع لـ " الاقتصادي": أن مستحضرات التجميل تخضع لرقابة شديدة عند دخولها، لافتا إلى ان هذه المعارض تركز بشكل كبير على السلع التي ليس لها تاريخ انتهاء صلاحية كالأدوات المنزلية، والإكسسوار والقرطاسية.