بيت لحم – معا -  تجتاح المنطقة موجة حر شديدة يتبعها تأثيراتها السلبية على القطاع الزراعي في بعض مناطق فلسطين، ما قد يتسبب برفع أسعار اصناف من الخضار والفواكه والسلع والدواجن، في ظل تعرض عديد المزارع والمحاصيل الزراعية لأضرار بليغة.

وقال مدير دائرة الخضار في وزراة الزراعة محمد اللحام لـ معا إن معظم المحاصيل حالياً في مرحلة الاثمار، وإن ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلها السنوي في هذا الوقت بالذات سيؤدي الى جفافها أو نضجها مبكراً وتدمير بعضها خاصة في مناطق الأغوار.
 

تغير الأسعار وانتشار الأمراض

وأضاف أن لموجة الحر تأثيراً واضحاً على القطاع الزراعي من خلال رفع أو خفض أسعار بعض المنتجات الزراعية، وانتشار الأمراض الصيفية بشكل عام.

وأوضح أن الخضار المكشوف وخاصة عائلة "القرعيات" مثل الكوسا والفقوس والخيار ستشهد اسعارها في السوق ارتفاعاً كبيراً بعد نحو 10 أيام، لأن المحاصيل البعلية ينتهي موسمها مبكراً في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وتوقع اللحام أن ينخفض سعر البندورة بشكل حاد؛ لأن المحصول سوف ينضج بسرعة ما سيزيد من معدل الإنتاج والعرض في السوق وبالتالي انخفاض السعر.

حث المزارعين على الالتزام بارشادات التوعية الزراعية للتخفيف من حدة ارتفاع درجات الحرارة والتقليل من تأثيراتها على محاصيلهم، داعياً المزارعين اللجوء إلى الري التكميلي للأشجار المثمرة والخضراوات للمحافظة على الرطوبة اللازمة من خلال زيادة ساعات الري في ساعات الليل أو الصباح الباكر.

وأعلنت وزارة الزراعة نفوق دواجن في المزارع؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ما يرجح ارتفاع اسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة.
 

معادلة الأسعار تخضع لعاملي العرض والطلب

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الإقتصاد عزمي عبد الرحمن إن تقلبات الطقس تتسبب بموجات الإرتفاع أو الإنخفاض التي تطرأ على أسعار السلع في السوق.

وأشار إلى أن دخول موجات الحر قبيل شهر رمضان الذي ترتفع فيه الأسعار عادة، قد يزيد من فرص ارتفاعها بشكل كبير خاصة في الأسبوع الأول من رمضان الذي يكثر فيه الطلب على السلع الغذائية وخاصة الخضار.

ولفت عبد الرحمن إلى أن لدى وزارة الإقتصاد خطة متكاملة ومحكمة للرقابة على أكثر السلع استهلاكاً في السوق الفلسطيني، لحماية التاجر والمستهلك على حد سواء.

وأكد أن معادلة الأسعار فيما يتعلق بالغذاء والسلع هي خاضعة فقط لعاملي العرض والطلب، فإذا كان هناك شح في كميات الانتاج الزراعي لا شك أن العرض سيقل مع تزايد الطلب وخاصة على السلع الاساسية ما يؤدي إلى ارتفاع الاسعار.
 

سبب موجة الحر

وعن موجة الحر وتقلبات الطقس، تحدث الراصد الجوي لـ معا قصي حلايقة أن المنطقة تعرضت منذ ثلاثة أيام لموجة حارة عملت على رفع درجات الحرارة بشكل كبير مُقارنة بمعدلاتها العامة لشهر آيار، حيث تجاوزت المعدل ب 10-12 درجة.

ووصلت الحرارة في القدس الشريف إلى ما بين 34- 36 في ذروة تأثر الحالة أمس الثلاثاء، فيما تخطت 43 درجة في أجزاء من الاغوار والمناطق الداخلية  .

وقال حلايقة إن سبب هذه الموجة، هو تحرك كتلة هوائية موسمية حارة جداً من مناطق شبه الجزيرة العربية، نتيجة نشاط منخفض جوي حراري من جهة الجنوب، دفع بالتيارات الهوائية الجافة نحو مصر وبلاد الشام.

وتوقع أن تنحسر الموجة اعتباراً من اليوم الأربعاء مع بقاء الطقس حاراً بدرجة أقل، فيما تصبح الاجواء صيفية معتدلة يومي الخميس والجمعة.