رام الله – الاقتصادي - أنت تجلس في سيّارة،  ليست سيّارتك الخاصّة، أنت في الواقع لا تعرف من يملك هذه السيّارة، كلّ ما تعرفه هو أنّ هذه السيّارة قد وُضِعَت، بطريقةٍ ما، على سطح مبنى قديم تاريخيّ، هنا في وسط البلدة القديمة في رام الله، وأنّك تشاهد فيلماً مصريّاً غربيَّ الطابع من سنوات السبعينيّات، رائحة الفشار تملأ المكان، وقد تلطّخ المقوَد بين يديك بالزبدة.

سينما سيّارة؛ مسرح سينمائي على سطح بيت الصاع في رام الله التحتا، هي مشروع للفنّان فيل كولينز بتكليف من بينالي رواق الخامس، وهي النسخة الأخيرة من مشروع كولنز "أوتو كينو!" والذي أقيم في برلين قبل خمس سنوات، قام باختيار برنامج الأفلام، عدد من الفنّانين وصنّاع الأفلام وأهالي البلدة القديمة وجيران بيت الصاع.

يستمرّ المشروع أربعة أسابيع فقط، ويوفّر 21 مقعداً لليلة الواحدة كحدّ أقصى،  لكن، إن كنت تسكن بالجوار، يمكنك أن تشاهد البرنامج من شرفتك، كما ويمكنك التقاط البثّ الصوتيّ على جهاز الراديو الخاص بك باستخدام تردّدات الراديو القصيرة والطويلة (FM/AM).

تتعامل سينما سيّارة مع بُنى قائمة في محاولة لإنتاج أشكال جديدة من العروض العامّة، وفي الوقت ذاته خلق جمهور جديد.

 المكان الذي سيستضيف الحدث، بيت الصاع، هو صرح إنشائيّ يعود إلى العام 1910، رمّمه رواق بالتعاون مع بلدية رام الله وبدعم من تراث ولونيا وولونيا بروكسل العالمية مؤخّراً،  من المخطَّط أن ينضمّ بيت الصاع، في نهاية المطاف، إلى صفّ العديد من "المتاحف" في فلسطين، ولكن، بدل أن يكون احتفاءً بالماضي، تنوي سينما سيّارة، وباسم مستقبل بعيد ما، أن يكون احتفالاً ب "هنا" و"الآن".  

سينما سيّارة تضع فرضيّة مفادها أنّ الفنّ المعاصر والترميم المعماريّ والسياسات الثقافيّة لا تحتاج إلى أن تكون في حالة صراع مع الارتباطات المحلّيّة الفاعلة، كما تأمل سينما سيّارة أن تثير، لدى فضاء بيت الصاع وأبعد، بعضاً من حبّ الاستطلاع، والحماس والحسّ بالملكيّة الجماعيّة.

لقد قام باختيار برنامج الأفلام عدد من الأصدقاء والعائلات المقيمة في الحيّ، ونادي إسلامي رام الله، والفنّانون إميلي جاسر، وعريب طوقان، وآلاء يونس، ومجموعة فنّانين "سابفيرسيف فيلمز" (أفلام مقاومة ثورية)، وصانعو الأفلام بيجي آهويش، وكايسي آسبرووث، وقيّما المعارض رشا سلطي وتيرداد ذوالقدر وفيل كولينز وسينيشيا ميتروفيتش من شادي لين للإنتاج.