القدس - الاقتصادي - أصدرت إدارة مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، بيانا توضيحيا حول حالة الطفلة المريضة ريتال محمد حسين، والبالغة من العمر سنتين ونصف، والتي تناقلت بعض وسائل الإعلام خبرا عن تعرضها لحالة "تلف دماغي" إثر إجراء عملية جراحية لها في مستشفى المقاصد، حيث أكدت الإدارة التزام وحرص المستشفى على اتباع الإجراءات الطبية السليمة لإنقاذ حياة المريض، واتباع سبل العلاج الصحيحة من أجل سلامته.
وأشار البيان إلى أن إدارة المستشفى تشعر بالأسى للحالة المرضية الصعبة التي تعاني منها الطفلة ريتال، مؤكدة أنها لم ولن تعمد إلى إخلاء مسؤوليتها من أي خطأ طبي في حال كان ذلك صحيحا، بل تلجأ إلى فتح تحقيق في مثل هذه الحالات من أجل التبين من صحة مسار العلاج جملة وتفصيلا، واتخاذ الإجراءات الطبية والمهنية الضرورية، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات العقابية المناسبة في حال ثبوت وجود خطأ، انطلاقا من مبدأ أن صحة المريض أولوية قصوى لا يسمح التلاعب بها.
كما جاء في البيان أن إدارة المستشفى والأطباء المعنيين قد اجتمعوا بلجنة التحقيق الطبية التي شكلتها وزارة الصحة الفلسطينية، شارحين للجنة حالة الطفلة ريتال وخطورة وضعها الصحي، والإجراءات الطبية والعلاجية التي قام بها المستشفى، لمحاولة إنقاذ الطفلة.
وفي بيان المستشفى، أوضح البروفيسور نزار حجة رئيس قسم جراحة قلب الأطفال في مستشفى المقاصد، أن الطفلة ريتال كانت قد وصلت إلى مستشفى المقاصد بحالة صعبة ومعقدة، بسبب تأخر اكتشاف حالتها المرضية وعدم حصولها على العلاج المناسب لأكثر من عامين ونصف (أي منذ ولادتها)، وذلك بعد أن تم رفضها للعلاج في كافة المشافي التحويلية.
وأضاف د. حجة أن عملية قسطرة قد أُجريت للطفلة ريتال حسين ، والتي تبين أنها كانت تعاني منذ الولادة من وجود ثقب في القلب بين البطينين الأيمن والأيسر إثر تشوه خلقي، أدى إلى حدوث ارتفاع ضغط الدم الرئوي الثانوي بشكل كبير، الأمر الذي كان سيودي بحياتها بكل تأكيد في حال لم يتم إجراء العملية.
وأشار د. حجة أن عائلة الطفلة كانت قد أُبلغت منذ البداية بخطورة الوضع الصحي لطفلتها نتيجة لتأخر علاجها منذ عامين ونصف، فيما عملت الطواقم الطبية على تقديم العلاج اللازم لها، حيث تم إدخالها لإجراء عملية تضييق للشريان الرئوي من أجل تخفيض ضغط الدم الرئوي، وقد لوحظ بعد العملية أن الطفلة قد تعرضت لانخفاض حاد في دقات القلب، مما دفع الطاقم الطبي إلى القيام بإجراء إنعاش قلبي رئوي بشكل متكرر، من أجل الحفاظ على استمرارية عمل القلب والمحافظة على سلامة عمل الدماغ.
وأوضح د. حجة أن كافة سبل العلاج السليمة قد قدّمت للطفلة خلال هذه الفترة من أجل استقرار وضعها الصحي، إلا أن صعوبة حالتها أدت إلى تلف دماغي لا يمكن تفاديه كونه أحد المضاعفات التي تلي مثل هذه العمليات الجراحية المعقدة، موضحا أن ما جرى للطفلة ليس خطأ طبيا، ومشددا على أن عائلة الطفلة كانت على علم ودراية كاملة بخطورة وضعها.
وذكر البيان أن إدارة مستشفى المقاصد تلتزم بمسؤوليتها الطبية والإنسانية تجاه جميع المرضى النزلاء في المستشفى، وتقوم بإجراء تحقيقات في حال حدوث أي خطأ طبي، أو استقبال أي شكوى من المرضى وعائلاتهم، وتقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة والمعايير الطبية المتبعة عالمياً، من أجل الحفاظ على حياة المريض، كما أن الطواقم الطبية في مستشفى المقاصد تسعى بكل ما أوتيت من علم وخبرة وكفاءة؛ إلى تقديم العلاج الطبي الأنسب للمريض، وإجراء العمليات الجراحية التي لا مناص من إجرائها من أجل إتمام العملية العلاجية التكاملية.
وشددت الإدارة في بيانها على أن أطباء المستشفى يقدمون للمريض الراشد وعائلته، أو عائلات المرضى الأطفال، صورة متكاملة عن الوضع الطبي للحالة، كما أن هناك بعض الحالات (مثل حالة الطفلة ريتال) التي تستدعي توقيع العائلة على موافقة لإجراء تدخل طبي أو جراحي، في حال اتخاذ قرار إجراء عملية قد تشكل خطرا كبيرا على حياة المريض، كما حصل في هذه الحالة، حيث تم أخذ موافقة ذوي الطفلة على إجراء العملية لها، وإعلامهم بما قد يحصل لها من مضاعفات تنجم بسبب حالتها الصحية التي كانت في غاية الصعوبة قبل العملية وبعدها.
