رام الله - الاقتصادي - (آفاق البيئة والتنمية) - كشف مسح إحصائي مناخي جديد أجرته مؤخرا مجلة آفاق البيئة والتنمية حول اتجاهات حالات الطقس المتطرف، أن فلسطين لم تشهد خلال عشرات السنين الأخيرة، ارتفاعا جديا ذات دلالة إحصائية في أحداث الطقس المتطرفة، وتحديدا الثلوج والأمطار.
بينما طرأ ارتفاع كبير في وتيرة موجات الحرارة خلال أشهر الصيف، حيث عايشت فلسطين هذا الواقع بشكل واضح، لاسيما خلال العقدين الماضيين
وبحسب سجلات الطقس والتوثيق المناخي الخاص بمجلة "آفاق"، فقد استند التدقيق الإحصائي إلى أحداث الطقس المتطرفة خلال نحو المائة سنة الأخيرة، وتحديدا خلال الفترة 1920-2015 في مناطق مختلفة من فلسطين.
وشمل التدقيق تحليل المعطيات الخاصة بالعواصف المطرية وأحداث الثلوج القوية وموجات الحرارة الشديدة.
ورغم أن حالات التساقط الكبير للثلوج أثارت اهتمام الناس خلال العقد الأخير، إلا أن المسح الإحصائي خلال المائة سنة الأخيرة، لم يبين وجود اتجاه ملحوظ في وتيرة الأحداث التي تراكمت فيها الثلوج بمقدار 20-30 سم فأكثر في القدس أو في رام الله تحديدا.
وفي المقابل، وجد المسح الإحصائي معطى مثيرا مفاده أن وتيرة أحداث تساقط الثلوج لم تهبط، وذلك بالرغم من الارتفاع الحراري؛ وبالتالي فإن الجهود التي استثمرت، خلال السنوات الأخيرة، في الاستعدادات لمواجهة مثل هذه الأحداث، لم تضع سدى.
كشف المسح عن وجود ارتفاع كبير في تواتر موجات الحرارة خلال فصول الصيف في العقدين الأخيرين؛ حيث ارتفع متوسط درجة الحرارة اليومية بمقدار ست درجات مئوية فأكثر عن المعدل العام خلال ثلاثة أيام متتالية.
هذه الزيادة في تواتر حدوث الهبات الحرارية تعتبر متلائمة مع الاتجاه العام للزيادة في متوسط درجة الحرارة خلال ذات الفترة.
كما لم تتضح خلال المائة سنة الأخيرة، اتجاهات هامة وذات شأن فيما يتعلق بحالات الأمطار المتطرفة جدا، والتي هطلت أثناءها كميات من المطر فاقت 110 ملم خلال يوم واحد، أو كمية متراكمة مقدارها 200 ملم، وذلك تحديدا في الحدث الذي يتم تعريفه بالعاصفة.
وبحسب القياسات التي جرت في منطقة القدس-رام الله، فإن الفترات الزمنية الفاصلة بين هذه الأحداث، خلال أشهر تموز-أيلول، تراوحت بين ثمانية وتسعة أيام، وذلك في الفترة بين عامي 1950 و1980؛ لكنها هبطت لفترة زمنية تراوحت بين ستة أيام وستة أيام ونصف، خلال العشرين سنة الأخيرة.
الجدير ذكره أن موجات الحرارة المتطرفة التي ضربت أوروبا وأميركا الشمالية خلال العقود الأخيرة، تسببت أحيانا في تفاقم الوفيات في أوساط الشرائح السكانية الحساسة، وبخاصة المسنين.
موجات الحرارة الممتدة لفترات طويلة يمكن أن تتسبب في اندلاع حرائق ضخمة ناتجة عن جفاف المواد القابلة للاشتعال في الغابات.
كما أن موجات الحرارة تؤثر على مدى استهلاك الكهرباء المترافق مع النمو السكاني وارتفاع مستويات المعيشة، وبالتالي كلما ضربت منطقتنا هبات حرارية ساخنة كلما حطم استهلاك الكهرباء رقما قياسيا جديدا المرة تلو الأخرى.
نتائج هذا المسح جاءت منسجمة مع نتائج مسح إحصائي مناخي سابق حول أحوال الطقس في فلسطين (التاريخية) منذ أوائل عشرينيات القرن الماضي وحتى أوائل العقد الحالي، أجرته أيضا مجلة "آفاق" ونشر في ذات المجلة (عدد أيار 2015).
فتبين أن كميات المتساقطات في فلسطين لم تتغير بشكل جدي خلال الفترة الممتدة بين عامي 1921 و2013. وفي المقابل، تشير اتجاهات درجات الحرارة إلى ارتفاع واضح وكبير، وبخاصة خلال العقدين الأخيرين.
وخلص المسح السابق (عام 2015) إلى عدم وجود تغير جوهري في كميات المتساقطات التي هطلت في فلسطين خلال عشرات السنين الأخيرة؛ إذ لوحظ عدم وجود أي سنة خلال الفترة 2003-2013 زادت فيها كمية الأمطار التي تم قياسها عن 10% فوق المعدل السنوي التراكمي.