غزة - خاص الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - المبتكرتان الناجحتان مجد المشهراوي وروان عبد اللطيف اللاتي لم تتجاوز أعمارهن ال23 ربيعا، لكنهن بكل تفوق ونجاح استطعن ان يبرهن أن قلة الامكانيات في قطاع غزة كانت وراء بحثهن ل صناعة حجر "Green Cake".
"الجرين كيك"، هو حجر آمن للبيئة يستخدم في تصنيعه الرماد ويمتاز بوزن أقل عن الحجر العادي بالإضافة إلى جودة عالية وتكلفة منخفضة.
"الاقتصادي" التقى بالمهندسة الشابة مجد المشهراوي لتروي قصة المشروع الناجح الذي اكتمل نصابه بعد سنوات من الجد والبحث والاطلاع.
تقول المشهراوي في حديث لـ"الاقتصادي": إذا الحياة أعطتك ليمونا فأصنعه عصيرا "أي ان الحصار المستمر على قطاع غزة خاصة في القطاع الانشائي دفعنا للبحث عن حل لحجر الطوب الذي أصبح بمثابة سلاح نووي يضع الاحتلال كل العقبات امام دخوله للنهوض بالقطاع وإعادة الاعمار بعد تدريب ميداني لاحظنا فيه غلاء أسعار مواد البناء إلى جانب رداءة في الجودة".
"كان في جعبتنا الكثير من المعرفة في مجال تخصصنا، فكنا نبحث باستمرار ونمضي الساعات الطويلة طمعا في التعلم من تجارب الاخرين حتى اهتدينا إلى فكرة تكاد تكون سخيفة أكثر من أنها مجنونة وهي صناعة الطوب من مواد عديدة منها التبن، الطين، الورق وبعد مرات عديدة وعديدة من التجربة والفشل اهتدينا إلى صناعة الطوب من الرماد"، كما تقول
ولفتت إلى ان استخدام الرماد في صناعة الطوب سيخلص البيئة من مشاكل الدفن وتسربها للمياه الجوفية إلى جانب إنتاج طوب بوزن خفيف وتكلفة أقل من تكلفة الطوب العادي.
ورغم غياب شريكتها روان عن ساحة الميدان معها منذ فترة طويلة، بسبب ارتباطها وانشغالها في الحياة الاسرية الجديدة، إلا أنها كانت حاضرة في حديث مجد عن جرين كيك.
تقول المشهراوي: "كانت روان ترفض الهزيمة او الاستسلام فعند كل تجربة تفشل أو سخرية احدهم من مشروعنا كانت تزيد اصرارا على الاكمال فتبث الحماسة والامل في روحي من جديد".
"كان الطريق امامنا محفوفا بالسخرية والعقبات الكثيرة، لكن وقودنا كان هو الطموح في تحقيق نجاح نوعي بعد مسافات من الجد والمثابرة قطعناها، لنصل إلى هدفنا".
وزادت: "فكانت اول الصعوبات استهجان المحيط للفكرة عملنا في القطاع الانشائي لاعتقادهم أنه حكرا على "الذكور" بالإضافة لعدم وجود مكان نستطيع فيه التجربة والتنفيذ لكن عن طريق علاقتنا الشخصية والعائلية تم استضافتنا من عدة مصانع دون أي مقابل وشراء الرماد اللازم للمشروع من جيوبنا إلى ان نجحنا في انتاج حجر الكرين كيك المقاوم للحرائق والعازل للصوت بمنتهى النجاح والتفوق".
النجاح الباهر الذي حققه جرين كيك لفت انظار الجميع "فتلقينا الكثير من العروض لكننا رفضنا لعدم حصولنا على براءة اختراع من جهة، وايماننا الكامل بأننا أحق بهذا المشروع بأن ننفذه من الألف إلى الياء لا العمل من خلال احد من جهة اخرى".
واختير مشروع جرين كيك ضمن مشروع مبادرون الداعم للشباب الريادي والذي يستهدف الخريجين والخريجات ذوي الافكار الابداعية والريادية ليمكنهم من تحويلها لمشاريع ناجحة.
وتزيد مشهراوي: "في السنة الاخيرة لنا في الجامعة، تأهل مشروع ""Green Cake للدور قبل النهائي في مسابقة مندي MIT لريادة الأعمال لكن اغلاق المعبر المستمر منعتنا من السفر والمشاركة كانت عبر الفيديو كونفرنس".
وتضيف بنبرة واثقة: "الآن يشارك جرين كيك في مسابقة أنا ريادية لعام 2016 مع بنك فلسطين، وأنا واثقة من نجاح مشروعنا وسأعمل جاهدة بكل ما أوتيت من مقومات لتطوير مشروعي وتحقيق طموحي في أن أصل للعالمية".