إسرائيل تغرق صناعة الصيد في غزة
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(%)   AIG: 0.16(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.81(4.71%)   ARKAAN: 1.29(0.00%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.45(2.68%)   BPC: 3.60(0.55%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.10(0.00%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.50(1.96%)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.80(%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.95(%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.65(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.21(0.83%)   TPIC: 1.95(0.00%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.99%)  
12:44 مساءً 03 تشرين الثاني 2016

إسرائيل تغرق صناعة الصيد في غزة

غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - سرق الاحتلال الاسرائيلي أحلام الصيادين في حياة كريمة تمكنهم وذويهم من تلبية أبسط مقومات الحياة في قطاع غزة، حتى بات غالبيتهم يصنفون من ذوي الدخل المعدوم والفقر المدقع.

العديد من الصيادين الذين كانوا يعيشون ربيعاً في مصدر رزقهم بعرض البحر، انقلب بهم الحال إلى أسماء في سجلات الشؤون الاجتماعية، للحصول كل شهر أو اثنين على مساعدات غذائية طارئة.

تعددت الأسباب وسوء الحال واحد، فكانت ممارسات الاحتلال من اعتقال ومطاردة ومصادرة لمعداتهم، من أشد الأسباب فتكا لتردي أحوالهم بصورة بائسة إضافة إلى تضييق مساحات الصيد مرارا وتكرارا لتصل إلى عمق 5 أميال بحرية، لا تحقق الصيد المطلوب ولا الأمن الغذائي للمواطنين.

"الاقتصادي" تجول في ميناء الصيادين، واستمع إلى شكواهم من ضنك الحال الذي وصلوا إليه منذ سنوات.

الصياد الهارب من مهنته محمود بكر 53 عاماً، والمعيل لعشرة أفراد "تأكل الصخر" على حد تعبيره اضطر لترك مهنة الصيد وركن قاربه على شاطئ ميناء غزة، ليبدأ العمل منذ عام في بيع المشروبات الساخنة على بسطة متنقلة.

وعند سماعه سؤال "الاقتصادي" عن الدافع وراء تركه لمهنة الصيد، تغيرت ملامحه البسيطة كليا إلى مزيج من الغضب واليأس صارخا: "تركت الصيد عشان ما أموت، عشان كل ما أفوت البحر بياخدوا مركبي، مش بكفي ضيقوها علينا وقللوا مساحة الصيد".

منشغلاً في تلبية طلب أحد الزبائن، تابع: "وعيت على هذه الدنيا ما بعرف مهنة غير الصيد، إلي بشتغل في الصيد حوالي 35 عام لكن اليوم ما عادت تجيب همها ولا بنزيناتها (وقودها)".

"في السابق كان الخير كثير وكنت اقدر ألبي احتياجات جميع أفراد عائلتي مهما كانت، لكن بعد عام 2006 وارتفاع أسعار الوقود، الحال صلار صعباً.. بالكاد أطعم أولادي"، مؤكدا أنه في حال تم توسعة مساحة الصيد سيعود إلى الصيد.

ويكمل: "اكسب القليل من وراء هذه البسطة لكن العمل فيها أفضل بكثير من العمل في الصيد.. اشتاق للصيد خاصة وأنا أراقب زملائي السابقين في المكان، لكن قرار عودتي للصيد مرهون بفتح البحر أمامنا لنصطاد من خيراته".

ولا يختلف حال الصياد صلاح أبو ريالة (46 عاما) المنهمك بإصلاح شباكه قائلاً: "زمان كان البحر مفتوح بس اليوم مسكر ومحاصر فكيف بدنا نصيد ونترزق".

ويكمل بتهكم: "مساحة 5 ميل مساحة قحطاء، الصيد يبدأ بعد هذه المسافة وفي حال جازفنا وتجاوزنا هذه المسافة تبدأ قوات الاحتلال البحرية بإطلاق النيران أو اعتقالنا ومصادرة قواربنا".

ويقول لـ "الاقتصادي": " لكي أعيش يجب أن اصيد بمبلغ 2000 شيكل، منهم 1000 شيكل يذهب وقودا"، وما تبقى يتوزع ما بين اجرة عمال وصيانة مستمرة للمركب والشباك وهو لا يكفي لأعيش حياة كريمة، فأنا لا استطيع تلبية غالبية احتياجات عائلتي بالإضافة إلى ان العمل في الصيد موسمي.

وزاد: "يعتقد المواطن أن صياد السمك يأكل السمك باستمرار، فهو صياده، لكن لا يعلمون أني أشتهى السمك لكني امنع نفسي عنه لكي ابيعه حتى استطيع ان أتدبر اموري".

بدوره قال زكريا بكر، مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي أن المعيق الاكبر لقطاع الصيد هو الاحتلال الاسرائيلي، بممارساته التعسفية في حق الصيادين من اطلاق نيران ومصادرة معداتهم ووضع قطع غيار القوارب على القائمة السوداء الممنوعة من الدخول لقطاع غزة إلى جانب الحروب المتكررة من استهداف مباشر لسفن الصيادين وتقليص مساحات الصيد بشكل صارم والتي تحرمهم من الصيد بشكل جيد وتحقيق الربح المطلوب.

وأضاف بكر لـ"لاقتصادي": أن قوات الاحتلال البحرية تقوم بشكل يومي بإطلاق النيران على الصيادين لتعيق صيدهم لافتا إلى ان غالبية الصيادين أصبحوا يعتمدوا على المساعدات الخارجية بشكل رئيس بدلا من الصيد بسبب ما تقوم به قوات الاحتلال.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الزراعة في بيان سابق لها انه تم التوصل الى اتفاق يتم بموجبه توسعة مساحة الصيد في شواطئ قطاع غزة من ستة أميال إلى تسعة أميال اعتباراً من الاول من الشهر الجاري "تشرين الثاني"، وذلك لمدة أربعة أسابيع يتم من خلالها تقييم الوضع وفي حالة التزام الصيادين بالمسافات التي تم الاتفاق عليها سيتطور الي الأفضل ويتم التمديد الي فترات أخرى لكن قوات الاحتلال أوقفت العمل بعد يوم واحد من العمل بالتوسعة.

Loading...