رام الله - الاقتصادي - آيات يغمور - بحلوله تنخفض درجات الحرارة، لترتفع بعدها طلبات المستهلكين تباعاً متراوحةً ما بين أساسية أو كمالية، الأولى ضرورية والأخرى من أجل الرفاهية.. فما هو تأثير قدوم الشتاء على جيوب المواطنين؟
يقول تجار التقاهم "الاقتصادي"، أن قدوم فصل الشتاء يشهد إقبالاً من المستهلكين على عديد السلع الأساسية والكمالية، كالغاز والوقود والملابس والسجاد والمدافيء، وزيادة استهلاك الطاقة، والبحث عن مصادر بديلة لها في حال انقطاع التيار الكهربائي.
ويروا أن زيادة الطلب في السوق تزيد من الأسعار، "هذه هي ثقافة السوق الفلسطينية المبنية على الاقتصاد المفتوح، فعديد السلع ليس لها حد أقصى يتم البيع فيه.. زيادة الطلب تعني زيادة الأسعار وزيادة المعروض يتبعها عروض وتنزيلات".
وتبعاً لهذا السلوك الاستهلاكي الذي ترتفع وتيرته شتاءً- والذي يشمل شراء السجاد وأغراض التدفئة المبالغ بها- فإن الأسعار تشق طريقها نحو الارتفاع نتيجة زيادة الطلب، وهو ما يفتح شهية التجار على رفع الاسعار ايضاً.
وتستقبل جمعية حماية المستهلك شكاوى المواطنين التي تزداد شتاءاً نتيجة لارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية التي غالباً ما تعود أسبابها إلى السلوك الاستهلاكي غير المنطقي.
في حديثٍ خاص لـ "الاقتصادي"، قال رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية: "إن الطلب على الغذاء من قبل المواطنين كالخضار عامة والفواكه الموسمية خاصة، إلى جانب الحمضيات والخبز وأدوات التدفئة بأصنافها، ما هو إلا انعكاسٌ لسلوك استهلاكي غير محمود"، مؤكداً على أن الغالبية تقوم بشراء سلع زائدة لا يتم استهلاك غالبيتها.
لا تتدافعوا خوفاً من نفاذ الكميات!..هذا ما أشار به هنية على المواطنين خاصة في فصل الشتاء، ناصحاً إياهم بعدم نشر روح الخوف من نفاد الكميات، كما دعا جهات الاختصاص إلى العمل كل في مجال اختصاصه من أجل تأمين احتياجات المستهلك من السلع.
مصطفى الطريفي، تحدث خلال وقت سابق من الأسبوع الجاري مع "الاقتصادي"، وأرجع أحد أسباب أزمة شح الغاز في الشتاء إلى ثقافة الاستهلاك، عبر شراء كميات كبيرة من الغاز قبل المنخفض بأيام قليلة.
وشهدت السوق الفلسطينية في فصول الشتاء خلال الأعوام القليلة الماضية، ارتفاعاً في أسعار الغاز المنزلي لدى بعض التجار، مع شح توفره في السوق، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، منها الكستناء التي وصل سعر الكيلو إلى 30 شيكلاً.
الحل
يبدو عزيزي المستهلك أنك صاحب القرار في ارتفاع الأسعار هذا الشتاء..أو على الأقل جزء من الحل فلا تكن سبباً في أزمة تشعل من خلالها حرب الأسعار، فالحل يكمن حسب ما أفاد به صلاح هنية بالتخطيط لميزانية الأسرة شهرياً، علماً بأنها محدودة ونصح بعدم التهور في شراء احتياجات ليست ذات أولوية أو حاجة ومصيرها الإتلاف بعد انقضاء فصل الشتاء.
ومن السلع المرشحة أسعارها للصعود بسبب عادات الاستهلاك: الملابس الشتوية بأنواعها، وأدوات التدفئة (مدافيء الغاز والكاز والكهرباء)، أجهزة تسخين المياه، الكستنا على اعتبار أنها سلعة موسمية، والسجاد والأغطية.