بيت لحم - خاص معا - ليس الصدفة وحدها تجعلك مليونيرا بل تحتاج لجهد وشقاء وعناء حتى تصل إلى ذلك وتدخل عالم المال والأعمال.
رجل الأعمال الفلسطيني عماد عبد الجبار من قرية ترمسعيا قضاء رام الله من مواليد 1961، تصل حجم استثماراته في فلسطين والأردن لوحدهما حوالي 150 مليون دولار وهو الذي عمل في تنظيف غرف الفنادق وفي ورش "الباطون" قبل ان يصبح مليونير.
معا التقت رجل الأعمال عبد الجبار الذي قال عن بدايته "أنا من مواليد قرية ترمسعيا برام الله والتي درست بها حد الحادي عشر بينما درست التوجيهي بمدرسة سنجل عام 1984 وتخرجت بمعدل 94% وحصلت على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة اليرموك".
عامل تنظيف قبل المليونير
وعن حياته الشخصية والاجتماعية يكشف عبد الجبار "أنا مثلي مثل أي فلسطيني فلاح يعيش في ظروف قاسية تحت الاحتلال مع مصادر دخل محدودة أجبرتني أثناء دراستي الثانوية ان اعمل في احد الفنادق بالقدس كعامل تنظيف للغرف والحمامات وكذلك كعامل باطون في الورش وهذا مصدر فخر واعتزاز لي لأنني كنت أساعد والدي في توفير جزء من احتياجاتي التي كانت تثقل والدي الذي يتكبد مسؤولية عن عائلة كبيرة حتى اضطر لبيع قطعت ارض بـ 3الاف دينار أردني لتوفير أقساطي الجامعية".
وعبد الجبار متزوج ولديه 4 أبناء يحملون الهوية الفلسطينية ويتواصلون مع الوطن بزيارات دائمة وجميعهم يعملون معه في الشركة التي مقرها دبي "البنت الكبيرة مهندسة تعمل معه والثانية تكمل الدكتوراه في الهندسة بجامعة بريطانية وأيمن يعمل معه واحمد يدرس الهندسة في جامعة دبي.
20 عاما قبل الاستقلال
وعن مشواره المهني يضيف "بعد تخرجي عملت مهندس موقع مع شركة يملكها فلسطيني في دبي لمدة 5 أعوام وبعدها عملت لأكثر من 15 عاما في مكتب استشارات حتى قررت الاستقلال بمكتب استشارات خاص عام 2006 "لاكاسا" ويبلغ عدد العاملين في الشركة أكثر من 250 مهندس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما يمتلك عقارات واستثمارات في دبي وعمان والدوحة وهي عبارة عن أراضي وبنايات.
أعاد الـ 3 ألاف دينار مليون
وعن والده يقول "لقد بقي في خاطري قطعت الأرض التي باعها والدي ب3 ألاف دينار أردني في سبيل تعليمي الجامعي لأعمل على تجميع مليون دولار وابعثها لوالدي لكي يشتري ارض بديلة للتي باعها من باب رد الجميل له وكدعم معنوي لأعزز قناعته أن مجهوده واستثماره في تعليم أبنائه لم يذهب أدراج الرياح بل ال3 ألاف تعود مليون عندما يكون الاستثمار في مكانه".
كما انه يؤكد عدم نسيانه للقرية التي عاش بها وأحبها "ترمسعيا" أول ما فتحها الله علي وأصبح عندي مال قررت ان أتبرع لمدرسة البنات في القرية وبنيت 8 غرف صفية قبل أن ابني لنفسي بيت في القرية وحتى أشقائي كانوا يعيشون في منازل مستأجرة إلا أنني وجدت ان القرية والمدرسة أولوية في حينه ..واليوم الحمد لله لدي بيت جميل في القرية وأشقائي كذلك.
الاستثمار بفلسطين أفضل من أمريكا
وعن مشاريعه في فلسطين يوضح ان الاستثمار في فلسطين أفضل بكثير من الاستثمار في أي مكان اخر وحتى لو كان في واشنطن ويضيف " أنا لا انطلق من باب المزايدة الوطنية في الاستثمار بالأرض الفلسطينية لالالا أنا أتحدث عن الاستثمار بمفهوم اقتصادي " الربح والخسارة" فنسبة العائد هنا أفضل بكثير في ظل المنافسة الشرسة في السوق العربي والخليجي وكذلك الأزمات العالمية في الأسواق الأوروبية والأمريكية والدليل أنني عملت مشروع شقق سكنية بمدينة رام الله وكان العائد 35% في العام وهذا رقم لن يسهل تحقيقه في مكان اخر .
مدرسة الريحان فكرة خلاقة
وعن مشاريعه في فلسطين يبين انه حتى اللحظة استثمر بمبلغ قريب على الـ 50 مليون بشكل مبدئي على أمل توسيع اكبر لمشاريعه "مشروع مدرسة ضاحية الريحان برام الله بتكلفة 28 مليون دولار مع 250 فرصة عمل، وهي نموذج للاستثمار بالتعليم ببعد اقتصادي وبعيدا مرة أخرى عن المزايدة بالرغم من الرسالة الكبيرة في الفكرة التي تتمثل بمدرسة نموذجية بمواصفات جودة عالمية دولية من خلال إدارة أمريكية وطاقم تعليمي أمريكي لحد 30% بينما ال70% فلسطينيين وذلك للانتفاع من خبرات وكفاءات خارجية واكتساب تلك المهارات والمعارف لننتقل بعد 5 سنوات ل100% فلسطينيين براتب 2000 دولار حد أدنى للمعلم لكي نوفر له الراحة النفسية مما يدفعه للإخلاص والإبداع عبر تجربة تربوية حتما ستساهم في رفع جودة التعليم وستشكل نموذجا يسحب عليه في كافة المحافظات الفلسطينية بمخرجات تعليمية دولية ستؤهل لزيادة في الدخل القومي من خلال جيل أكاديمي مخترع ومبدع ومبتكر وباحث وعالم.
والمشروع سيقام على مساحة 17 دونما مع 30 ألف متر بناء بقدرة استيعابية ل2200 طالب وطالبة .
وعن مشروع سكن الطلاب بجانب الجامعة الأمريكية بجنين بقيمة 12 مليون يقول " إن الفكرة قائمة على تقديم خدمة فندقية بأسعار محلية عبر توفير كافة المستلزمات في مكان واحد حيث سيشمل السكن غرفة للدراسة وأخرى للنوم وثالثة للاستراحة مع حافلة للمواصلات وكافتيريا وقاعة كبيرة للمناسبات وملاعب كرة سلة وطائرة ومكتبة عامة ومطعم وصالة رياضية للياقة البدنية و3 تجمعات عامة مع مساحة خضراء بنسبة 52% على مساحة بحوالي5 ألاف متر.
يمكن الاستغناء عن الدول المانحة
وعن المسؤولية الاجتماعية لرجل الإعمال الفلسطيني يقول إن أولويات المسؤولية الاجتماعية هي الاستثمار في فلسطين ببعد اقتصادي بعيدا عن المجاملة بالبعد الخيري ، فلو استثمر كل مليونير فلسطيني أمواله أو جزء منها هنا صدقني لن نحتاج للدول المانحة .
مع ضرورة التواصل مع مؤسسات المجتمع المحلي والفئات الفقيرة ولمهمشة وتقديم يد المساعدة لها ببعد إنتاجي يخلق نوع من الديمومة في استمرار الدخل من باب الحكمة القائلة " علمني الصيد أفضل من ان تعطيني كل يوم سمكة ".