رام الله - الاقتصادي - محمد سمحان - سال حبر كثير في وسائل الإعلام خلال فصل شتاء العام الماضي، خاصة مع تصاعد أزمة شح الغاز المنزلي في الأسواق ومحطات التعبئة.
وفي طوابير طويلة أمام محطات تعبئة الغاز المنزلي، انتظر مواطنون العام الماضي في فترات معينة خلال فصل شتاء للحصول على اسطوانة غاز واحدة، تقيهم الحرارة المنخفضة.
وسنوياً، تعاني السوق الفلسطينية من أزمة شح في الغاز المنزلي خلال أسابيع معينة في فصل الشتاء، خاصة مع تدني درجات الحرارة، وإعلان وسائل الإعلام عن منخفضات قطبية قريبة.
يقول مصطفى الطريفي، نائب نقيب أصحاب محطات تعبئة الغاز في الضفة الغربية، إن لا تغيرات طرأت لتجنب أزمة شح الغاز خلال فصل الشتاء المقبل، لا من طرف الهيئة العامة للبترول ولا من طرف محطات التعبئة.
وأضاف في اتصال عبر الهاتف مع "الاقتصادي"، "ربما رفعت بعض الشركات ومحطات التعبئة من مساحة الآبار المعدة للتخزين لكن بنسب قليلة، وغير كافية لمواجهة الطلب المرتفع في فصل الشتاء".
وربط أزمة نقص الغاز كل فصل شتاء بعدة عوامل، "أولها ثقافة الاستهلاك، فالمواطن عندما يسمع عن قرب منخفض، يحمل اسطوانات الغاز الفارغة لتعبئتها.. لذا نجد عشرات آلاف اسطوانات الغاز التي كانت فارغة في شهور الخريف وبداية الشتاء، بحاجة إلى التعبئة دفعة واحدة".
وزاد: "في فصل الشتاء نواجه تراجعاً في كميات الغاز الواصل عبر إسرائيل إلى محطات التعبئة، وأهم سبب لذلك هو خطورة عمليات نقل الغاز بحراً بسبب الحرارة المنخفضة والأمواج العالية، ما يعني تأخراً في وصو الكميات على الموعد".
وأشار أن الهيئة العامة للبترول لا تملك الاحتياطي الذي يكفي حاجة السوق لمدة أسبوع أو أسبوعين، "تملك الهيئة بئرين لتخزين الغاز أحدها في الخليل والآخر في نعلين بسعة 800 طن، لكن الاحتياطات المتوفرة فيها لا تكفي حاجة السوق لمدة يوم واحد في يوم ماطر".
وتعذر على الاقتصادي التواصل مع الهيئة العامة للبترول للحصول على تفاصيل إضافية حول أزمات الغاز المتكررة في كل شتاء.
وتبلغ حاجة السوق الفلسطينية من الغاز المنزلي شهرياً، في فصل الشتاء بنحو 18 ألف طن، "وتهبط هذه النسبة لأكثر من النصف في شهور الربيع والصيف حتى بداية فصل الخريف"، يقول الطريفي.