الاغوار الشمالية - الاقتصادي - بحضور دولة رئيس الوزراء، الدكتور رامي الحمد الله، ومعالي الدكتور محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، وعدد من الشخصيات العامة وممثلين عن القطاع الخاص، تم افتتاح مزرعة (Agripal) للأعشاب الطازجة في الأغوار الشمالية، والتي تأتي تتويجاً للشراكة بين شركة شراكات (إحدى شركات صندوق الاستثمار الفلسطيني) من جهة، وشركة خيزران فلسطين من جهة ثانية.
ويأتي هذا الافتتاح بعد أسابيع قليلة من الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، والتي بموجبها استثمرت شراكات في خيزران فلسطين من أجل تنفيذ خطة تطويرية للشركة، بما فيها هذه المزرعة الممتدة على مساحة 350 ألف متر مربع في الأغوار الشمالية بالقرب من منطقة الجفتلك، والتي تنتج مجموعة متكاملة من الأعشاب الطازجة من خلال أحدث التقنيات الزراعية المحمية (البيوت البلاستيكية)، ووفق المعايير الدولية، بغرض التصدير إلى الأسواق العربية والعالمية.
وقال الدكتور رامي الحمد الله، رئيس الوزراء إن الحكومة ماضية في توجهها نحو التخطيط الاستراتيجي لكافة القطاعات، وتعظيم الإيرادات الذاتية والاعتماد على مواردنا الوطنية، وقد أولينا اهتماما كبيرا لتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بل وزيادة عددها أيضا، حيث تلعب دورا حيويا في دعم صمود شعبنا والتصدي للفقر والبطالة وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة حجم الاستثمار والمبيعات.
وأضاف رئيس الوزراء: "إن هذه الشركة إنما تستمد أهمية مضاعفة، فهي لا تقام فقط في الجفتلك التي يحاصرها الاستيطان ويصادر مقومات الحياة منها، ويفرض مخططات التهجير والاقتلاع على أهلها، بل تأتي في وقت نحث فيه الخطى لتعزيز الاستثمار في المناطق المسماة (ج) وتشجيع المشاريع الإنمائية الحيوية فيها وتطوير بنيتها التحتية. وقد تم إنشاء "المكتب التنسيقي لدعم مناطق ج والقدس الشرقية"، لبلورة التدخلات اللازمة لحماية الأرض والاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية وحشد الدعم الدولي لها. لهذا، فإننا ننظر اليوم إلى "شركة الخيزران"، باعتبارها لبنة أساسية في بنيتنا المؤسسية، وعملا وطنيا يتكامل مع الجهود الشعبية والرسمية الحثيثة لبناء دولتنا وتطوير مؤسساتها واستنهاض اقتصادها الوطنيّ".
وقال الحمد الله: "إننا نثمن عاليا الدور الرئيسي الذي يمارسه "صندوق الاستثمار" من خلال "صندوق شراكات"، الذي أطلقه ليكون ذراعه الاستثماري في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، للاستثمار في تطويرها والمشاركة في دعمها وتوسيعها، وبالتالي، استنهاض القطاع الخاص، ورفع جودة منتجنا الوطني، وتعزيز قدراته التنافسية والإنتاجية، خاصة في قطاع الزراعة الذي يشكل عنوانا لصمود شعبنا وارتباطه بأرضه وخيراتها. وندعو في هذا السياق، قطاعنا الخاص إلى المزيد من الاهتمام بالقطاع الزراعي، وإيلاء أهمية كبرى للأصناف ذات القيمة العالية والمنتجات الزراعية الموسمية".
وفي داخل أحد البيوت البلاستيكية المزروعة بعدة أصناف من الأعشاب الطازجة مثل الريحان، والبقدونس والكزبرة وإكليل الجبل وغيرها، قال الدكتور محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني: "إننا فخورون برؤية هذه المساحات من الأراضي وقد تحولت للون الأخضر وبدأت بطرح خيراتها من هذه المنتجات الزراعية، وهي تحمل وسم "صنع في فلسطين" وتجوب به العالم، ويشكل هذا ترجمة عملية لاستراتيجية الصندوق الهادفة إلى الاستثمار في قطاعات إنتاجية ذات القيمة المضافة وعلى رأسها قطاع الزراعة، على اعتباره قطاعاً يمتلك العديد من الفرص الواعدة في فلسطين".
وتابع الدكتور مصطفى: "حرصنا في الصندوق على بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، ومزرعة Agripal اليوم هي أحد ثمار هذه الشراكات، وهدفنا بالأساس تطوير الاقتصاد الفلسطيني بشتى السبل، وقد بدأنا اليوم نلمس بأيدينا نتيجة هذه الشراكات والاستراتيجية التي يتبعها الصندوق، حيث بدأت هذه المزرعة التي نتجت من الشراكة مع شركة خيزران فلسطين بإنتاج وتصدير أصناف زراعية، تضاهي مثيلاتها من منتجات الاحتلال والمنتجات الأجنبية".
يذكر أن نشاط زراعة الاعشاب الطازجة في فلسطين بدأ في العام 2007 حيث بلغت مساحة الأراضي المستغلة لهذا النوع من الزراعة حالياً في الضفة الغربية إلى حوالي 1000 دونم بطاقة انتاجية وصلت إلى 2500 طن وبقيمة مالية تقدر بحوالي 20 مليون دولار. ويعتبر قطاع الأعشاب نقلة نوعية في قطاع الزراعة الفلسطينية.
وأوضح السيد نسيم نور، المدير التنفيذي لشركة شراكات: "إن هدف شراكات يتمثل في تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال الاستثمار في خططها التطويرية والمشاركة في مخاطر التوسع والمكننة الحديثة ودعم انظمة الحوكمة والتي جميعها تساهم في رفع جودة المنتج المحلي وقدرته على المنافسة محلياً وعالمياً وخصوصاً في قطاع الزراعة. وتستثمر شراكات في مختلف المجالات كالزراعة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والرعاية الصحية وغيرها، بحيث يتم ضخ رأسمال بواقع حصة لا تزيد عن 40%، ليتم توظيف هذا الاستثمار في تنفيذ الخطط التطويرية لتلك المنشآت كما حصل في مزرعة Agripal.
وأضاف "تشمل الخطط التي تعمل عليها "شراكات" كذلك في القطاع الزراعي العمل مع مختلف اللاعبين المؤثرين من القطاعين الخاص والعام بهدف تدعيم التصدير من خلال إنشاء مراكز للتعبئة، وتكثيف الجهود في قضية التسويق في الأسواق العربية والعالمية من خلال إنشاء شركة متخصصة لذلك".
من جهته، أكد السيد طارق أبو خيزران، مؤسس شركة خيزران فلسطين: على أن "هذا الافتتاح يعتبر بمثابة نجاح إضافي لشركته نتيجة الشراكة مع شراكات من جهة، ومساهمة فعالة في تطوير القطاع الزراعي في فلسطين من جهة ثانية"، مشيراً إلى أن الشركة نجحت في رفع الطاقة الإنتاجية إلى 500 طن سنوياً، وبقيمة تبلغ 4 مليون دولار، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة لمنتجاتها في أمريكا وأوروبا إلى جانب بعض البلدان العربية. وأشار إلى أن صادرات الشركة تتم بالكامل من خلال التسويق المباشر من دون وسطاء إسرائيليين، موضحاً بأن الولايات المتحدة تشكل 80% من السوق حالياً فيما تغطي دبي 20%. منه.
وأضاف أبو خيزران: "وظفت الشركة الموارد المالية الإضافية التي استثمرتها شراكات في تنفيذ خطط تطويرية للشركة بما فيها مزرعة Agripal، وبالإضافة إلى الاستفادة التي نأمل بتحقيقها من هذه الشراكة من شبكة العلاقات التي تملكها شراكات وصندوق الاستثمار الفلسطيني، فإن الأهداف المباشرة لهذه الشراكة تتمثل في التركيز على إنتاج اصناف جديدة من الاعشاب مثل الاعشاب المقزمه ، بالاضافة الى الخضروات مثل الملفوف لاستهداف أسواق معينة في السوق المحلي والعالمي، وتطوير أنظمة الجودة وتطبيق نظام جلوبل جاب Global Gap ونظام الجودة الغذائية FSSC، والمساهمة في تأسيس شركة تسويق فلسطينية تكون مهمتها تسويق المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية."
وكان صندوق الاستثمار الفلسطيني أطلق شركة شراكات لتستهدف تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في فلسطين، نظراً لأهمية هذا القطاع الذي يشكل أكثر من 90% من الاقتصاد الوطني، بحيث تركز على قطاعات اقتصادية واعدة ذات قيمة مضافة في الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغت استثمارات وتمويل شراكات خلال السنوات الثلاث الخيرة أكثر من 22$ مليون دولار امريكي كاستثمارات في 10 شركات تشمل قطاعات عديدة منها: الصحة، الصناعات الخفيفة، تكنولوجيا المعلومات، الزراعة والثروة الحيوانية، السياحة والاجارة الاسلامية، وكتمويل قروض للمنشآت المتناهية الصغروالشباب من خلال شركات التمويل الصغير.