يصطادون لقمة أولادهم في "شبر ماء"
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.48(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.32(%)   AZIZA: 2.89(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.90(%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.29(%)   ISH: 1.05(%)   JCC: 1.60( %)   JPH: 3.84(3.78%)   JREI: 0.28(0.00%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47( %)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.76(%)   NIC: 3.00(%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.83(%)   PADICO: 1.00(%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.00(%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.13(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.28(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.09(%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.67(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.90(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.36(%)   VOIC: 6.30(%)   WASSEL: 1.00(%)  
12:00 صباحاً 21 آذار 2015

يصطادون لقمة أولادهم في "شبر ماء"

غزة- الاقتصادي- اسلام ابو الهوى- محمد خالد (22) عاما لم يكمل تعليمه، آثر ترك المدرسة ليلتحق بمهنة الصيد بحثًا عن لقمة عيش في عرض البحر. يخرج محمد برفقة شقيقه مع بدء الشمس نسج خيوطها في السماء، ليحركا مركبهما على أمل أن يكون الصيد وفيرًا، هي دقائق معدودة ليكتشفا بأن آمالهما قد اصطدمت بواقع فرضته اسرائيل التي تحتل الأرض والهواء والماء أيضا، فالمساحة المسموح بها للصيد لا تتجاوز 6 أميال بحرية وهي لا تكفي للصيادين من أجل توفير صيد يؤمن لهم قوت أولادهم. يصل خالد وشقيقه إلى نقطة قريبة من الأميال الستة، فتهرع زوارق الاحتلال لتلاحقهما وتأمرهما بالتوقف، والنتيجة: مصادرة للمركب واعتقال الشقيقين بعد عملية تنكيل طويلة، أفرج عن خالد بعد اعتقال ليوم واحد، بينما ظل شقيقه رهين السجن لغاية اليوم.

ملاحقة دائمة للصيادين

يقول خالد " قوات الاحتلال تلاحق الصيادين بشكل دائم وتمارس جملة من التضييقات بحقهم". ويضيف بألم وحرقة ارتسمتا على وجهه " سمحت قوات الاحتلال لنا بالصيد في مساحة لا تتجاوز الستة أميال وهي غير كافية للصيد، لكنها  تبقى أفضل من غيرها حيث كان مسموحا لنا بالصيد لمسافة ثلاثة اميال فقط قبل التهدئة، وكانت لا تكفي لتلبية متطلبات الحياة الصعبة والتي لا نستطيع توفيرها، لأن البحرية الإسرائيلية تطلق قذائفها نحونا سريعا وتمنعنا من الصيد بكافة الوسائل" .

ويؤكد خالد أن الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على غزة عام 8 200 أثرت على الصيادين كثيرا حيث ابقتهم  ثلاثة أسابيع بلا عمل وأصبحوا بلا مصدر رزق يقتاتون منه، ومن كان يخرج للصيد كان يُصاب او يستشهد ومنهم من فقد شباكه.

وأشار إلى أن العدوان الأخير على قطاع غزة والذي استمر ثمانية أيام شهد توقفا تاما عن الصيد بعد اغتيال القائد احمد الجعبري، مؤكدا أنه كان يحضر كل يوم إلى الميناء على أمل أن يفتح البحر ويخرج إلى الصيد لكن دون جدوى.

أشكال تنكيل متعددة

اشكال التنكيل التي يمارسها الاحتلال بحق الصيادين متعددة وأبرزها سرقة بحر ومياه الشعب الفلسطيني، علما بأن اتفاقية أوسلو اعطت الفلسطينيين 20 ميلا بحريا لكن قوات الاحتلال قلصت هذه المساحة ولم تلتزم بها على الرغم من انها وردت في الاتفاقية.
"القدس الاقتصادي" تجولت بين الصيادين في ميناء مدينة غزة لمعرفة أحوالهم بعد أن سمح لهم بالدخول إلى مسافة 6 أميال بحرية بدلا من 3 أميال.

يرسم الصياد سعيد الصعيدي (53) عاما صورة أخرى للمعاناة في مهنته التي تعلمها من آبائه وأجداده، معربا عن ندمه الشديد لتعلمه الصيد، مؤكدا أنه لا يود لأحفاده أن يمتهنوا هذه المهنة نظرا للمصاعب الكبيرة التي يواجهها الصيادون.

"اقضي يومي بصعوبة في ممارسة مهنتي بسبب القوات الاسرائيلة واستيلائها على البحر".. يقول الصعيدي والحزن بدا جليا على ملامحه.

وتابع: نحاول خلال رحلة الصيد تجاوز حدود القطاع والوصول إلى المياه المصرية،  لأن الصيد اصبح هنا معاناة، ولكن منذ ثلاثة اشهر منعتنا الحكومة في غزة من الصيد بدافع الخوف علينا وبسبب عدم وجود تنسيق ومازلنا نتنظر الموافقة" .

وأشار الصعيدي إلى أن الصيد كان في السابق أفضل بكثير خاصة بعد حرب 73 بالرغم من وجود بعض المضايقات من قوات الاحتلال". ويقول" الصيد كان وفيرا، حيث كنت أغيب في البحر قرابة خمسة أيام لأعود بالمال الوفير، اما الآن لا يكفي الصيد قوت يوم لاعالة أسرتي".

ويضيف بعفوية" ازدادت معاناة الصيادين بعد أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006"، منوها إلى أن حال التنكيل بهم استمر على ما هو عليه  رغم الافراج عن الجندي الاسرائيلي الأسير".

وزاد "اسرائيل لا تريد السلام، فقد استمرت في خروقاتها حتى بعد اعلان التهدئة واقرار 6 اميال بدلا من 3 اميال للصيد،  والحكومة في غزة تقف عاجزة أمام فتح البحر للصيادين، لقد فرحنا بالتهدئة واعتقدنا أنها ستكون بارقة أمل لنا، لكن مسافة الستة أميال لا تكفي".

وناشد المسؤولين وجميع الفصائل والدول العربية والاسلامية بوقف الحصار ليمارس الصيادون عملهم بكل حرية وراحة وينعمون بخيرات بحرنا.

الصيد في "بركة ماء"

ولا تختلف قصة الصياد رائد بكر (34) عاما  عن مئات الصيادين منذ أن بدأ مهنة الصيد كهواية منذ كان طفلا صغيرا يساعد والده في ايام العطل المدرسية، ليتعلم بعد ذلك أساسيات الصيد ويصبح في سن العاشرة صيادا ماهرا .

وقال بكر إن الممارسة العملية للصيد هي التي اكسبته خبرة واسعة في مجابهة الصعاب والظروف القاسية.

وبنظرات بائسة، وتنهيدات حزينة، يقول بكر" انتهت مهنة الصيد في غزة بعد عام 2006 ، وأصبح الصيد بعد ذلك فيما يشبه بركة الماء وليس البحر، اصبح قوت يومنا لا يكفي لـ7 اطفال، أنا اعيلهم ولا يوجد مصدر آخر لي" .

وأكد أن فرحة الصيادين بقرار تمديد المسافة إلى 6 اميال سرعان ما تبددت بسبب عدم احترام اسرائيل الاتفاقيات، مشيرا إلى أصابة صياد فلسطيني برصاص قوات البحرية الإسرائيلية قبالة شواطئ شمال قطاع غزة وأسر شاب آخر". وأضاف" مازالت تجوب زوارق حربية إسرائيلية شواطئ بحر غزة وتحظر على الصيادين التقدم في عرض البحر سوى لمسافة لا تتجاوز خمسة  أميال فقط".

"اوسلو" تسمح للفلسطينيين بالصيد لغاية 20 ميل بحري

بدوره، قال نزار عياش رئيس النقابة العامة للصيادين في قطاع غزة إن اتفاقية أوسلو اعطت الفلسطينيين 20 ميلا بحريا، لكن قوات الاحتلال قلصت هذه المساحة ولم تلتزم بها على الرغم من ورودها في اتفاقية اوسلو، مؤكدا أن المسافة تقلصت في بداية  انتفاضة الاقصى من 12 ميلا بحريا  حتى وصلت خلال العدوان على قطاع غزة عام 8 200 إلى مسافة 3 أميال بحرية. ويضيف أن هذه المسافة غير كافية لأن المخزون من الأسماك يقطن في مناطق بعيدة.

ويوجد مواسم للاسماك كموسم السردين الذي يبدأ من منتصف شهر نيسان ويستمر حتى شهر حزيران ومن بداية شهر ايلول حتى تشرين الثاني، منوها إلى أن الصيادين يعتمدون  بشكل كبير على تلك المواسم.

وطالب بمسافة 20 ميلا بحريا، وانهاء فرض الاحتلال للمسافة المخصصة للصيد لأن البحر ملك للشعب الفلسطيني ولا حق للاحتلال بفرض القيود.

واشار نزار إلى أن الصيادين يتعرضون لأشكال عديدة من الاختراقات التي يمارسها الاحتلال بحق الصيادين وأبرزها سرقة بحر واطلاق نيران البوارج البحرية واصابتهم وأسر البعض منهم.

وأضاف" أنه بعد عدوان دام  اياما على قطاع غزة، أصيب الصيادون بأضرار غير مباشرة في المنطقة الوسطى، حيث تم تدمير نقابة الصيادين بالكامل وبداخلها معدات وشباك للتوزيع وأجهزة وأوراق ثبوتية توثيقية"، مشيرا إلى أن اختراقات الاحتلال مستمرة منذ 15 عام.

ونوه إلى أن عدد الصيادين الشهداء بلغ عشرة، بالإضافة إلى 40 جريحا و5 صيادين مازالوا في الأسر الاسرائيلي رغم اعتقالهم إبان انتفاضة الأقصى عام 2000 .

ونوه عياش إلى تخصيص نحو 10 ملايين دولار من المنحة القطرية لإنشاء مبان للصيادين في كافة المحافظات وتوزيع ماتورات للمراكب التي دمرها الاحتلال وكذلك ترميم وتأهيل المراكب القديمة.

الثروة السمكية تساهم بـ3%في الناتج المحلي

وذكر عياش أن الثروة السمكية تساهم بـ 3% من الناتج المحلي، لافتا إلى أن الاحتلال لا يلتزم بمعاهدات دولية ولا اتفاقيات وما زال يلاحق الصيادين  ويطلق النيران عليهم، مشيرا إلى أن الاحتلال احتجز صيادا واطلق النار على ستة صيادين آخرين برغم اتفاق الهدنة.  ونوه إلى اسرائيل تواصل ضغطها على الصيادين أسوة بما تفعل تجاه كافة القطاعات الاقتصادية الفلسطينية، داعيا إلى إنجاز المصالحة الوطنية والبدء في عملية إعمار الشقق الخاصة بالصيادين واصلاح ماتم تدميره ليكون دافعا للمواصلة والثبات.
 

Loading...