السبب بسيط جدًا، يكتب الأطباء العشرات من الوصفات للمرضى خلال اليوم الواحد، وهو أمر لا يتعبهم فقط، إنما يضعهم تحت ضغط ليكونوا أكثر سرعة. فخلال ساعات الدوام التي تمتد لثماني ساعات على الأرجح، قد يضع الطبيب توقيعه خمسين أو مائة مرة.
تكمن المشكلة الحقيقية في حجم الأوراق التي تحتاج للإتمام لكل مريض. ولأسباب قانونية، على كل طبيب توثيق ما قام به قبل أن يتم تصريف الأوراق. وفي نهاية المطاف، يعلم الأطباء أنه سينتهي أمر تلك الأوراق في خزائن الملفات التي لن يراها أحد مرة أخرى. كما أنهم يدركون أن ما يقومون بكتابته ليس المقصود منه عرضه للعامة، فهي أوراق ستكون بينهم وبين زملائهم. لذلك، فإن غالبية الأطباء يركزون على التشخيص والعلاج أكثر من تركيزهم على كتابة وصفة طبية.
الاختصار: فأن يتم كتابة “SOB” اختصارًا لـ “shortness of breath” بمعنى ضيق في التنفس أسرع وأسهل.
ترك أحرف العلة: مثال: “can u rd ths sntnce” فمعظم الجمل يمكن قراءتها بدون أحرف علة، أي يكتفي الأطباء بكتابة أول حرفين أو ثلاثة، ثم يقومون بـ “الشخبطة” وهكذا تصبح طريقتهم في الكتابة.
نعم، هذا ليس أمرًا مستبعدًا، فقد يتسبب الخط السيء للطبيب بقتل المريض، ربما تتساءل كيف؟ بغض النظر عن سوء الخط، فهو لا يملك القوة الكافية لقتلك؛ إنما من خلال الفهم الخاطئ للكتابة، وتفسيرها بشكل غير صحيح. فحين تأخذ وصفة الطبيب إلى الصيدلاني والذي تقع عليه مسئولية القراءة السليمة، فأحيانًا قد لا يستطيع ذلك.
إن كان الخطأ خطيرًا بما فيه الكفاية، فقد يتسبب ذلك بوفاة المريض على إثر الأعراض الجانبية للدواء. وعلى الأقل، قد تتسبب الأدوية الخاطئة بإصابة وألم ومعاناة. وبحسب معهد الطب في الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، فهناك 7000 حالة وفاة سنويًا في البلاد نتيجة إساءة قراءة الوصفات. فإن لم تتسبب بوفاة المريض، فستؤدي إلى إصابات وأمراض، وبحسب ذات المصدر، تتسبب الأخطاء الدوائية بأمراض لـ 1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة سنويًا.
بعد حدوث حالات وفاة نتيجة الأخطاء في قراءة الوصفة الطبية، فقد تم استبدالها بالوصفة الطبية الإلكترونية “E-Prescribing” أي التي تكون مكتوبة ضمن نموذج حاسوبي يتكون من اسم العلاج والجرعة والمدة، مع وجود اسم الطبيب بوضوح، وتاريخ ووقت كتابة الوصفة.
المصدر: ابو نواف
