صلاح هنية
لاأرى قيمة اضافية تذكر في حال ربط المواضيع الحيوية والقضايا المفصلية في حياتنا اليومية بيوم دولي تتفق عليه الامم المتحدة أو مجموعة دول وهنا اضيف كلمة ( فقط ) بمعنى ان نتعاطى مع القضايا المهمة والحيوية في حياتنا فقط ارتباطا مع يوم عالمي ويفض السامر ويغادر كل من حيث جاء ونخط لنعود العام الذي يليه لنعيد تكرار ما قيل، اذ لا نتذكر السكن والحق الانساني المرتبط به الا في يوم الاسكان العالمي، ولا نتذكر البيئة الا بيومها، ولا نتذكر يوما عالميا الا ارتباطا بممارسة هواية ورغبة السفر ليس الا.
اليوم العالم جميعه منهمك في متابعة قضايا الفقر تزامنا مع اليوم الدولي للقضاء على الفقر في ضوء مجموعة من الحقائق اوردتها الامم المتحدة ((يتطلب بناء مستقبل مستدام أن نكثف جهودنا نحو القضاء على الفقر المدقع والتمييز، والتأكد من أن بإمكان الجميع الممارسة الكاملة لحقوق الإنسان الخاصة بهم.
يجب أن تكون المشاركة الكاملة للأشخاص الذين يعيشون في الفقر، ولا سيما في القرارات التي تؤثر على حياتهم ومجتمعاتهم في صلب السياسات والاستراتيجيات لبناء مستقبل مستدام. وبهذه الطريقة، بإمكاننا ضمان أن يفي كوكبنا ومجتمعاتنا باحتياجات وتطلعات الجميع- وليس فقط لفائدة القلة المحظوظة من الناس، ولكن أيضا لهذا الجيل وللأجيال المقبلة.
موضوع عام 2016: الخروج من دائرة المهانة والإقصاء إلى أفق المشاركة: القضاء على الفقر بجميع مظاهره
يعترف هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتمثل في"القضاء على جميع أشكال الفقر في كل مكان" صراحة بأن الفقر لا ينتج فقط من عدم وجود شيء واحد فقط ولكن ينتج بسبب العديد من العوامل المترابطة والمختلفة التي تؤثر على حياة الناس الذين يعيشون في الفقر.
هذا يعني أننا يجب أن ننظر إلى الفقر بصورة أبعد من مجرد رؤيته لعدم وجود دخل أو ما هو ضروري للرفاهية المادية - مثل الغذاء والسكن والأراضي وغيرها من الأصول - من أجل التوصل إلى فهم كامل للأبعاد المتعددة للفقر.
ويسلط موضوع هذا العام – والذي أختير بالتشاور مع النشطاء والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الضوء على مدى أهمية الإعتراف ومعالجة قضية الإذلال والإقصاء التي يعاني منها الكثير من الناس الذين يعيشون في فقر.
فلسطينيا تعود اسباب الفقر لعوامل سياسية وتتعدى العوامل الطبيعية المتعلقة بسوء توزيع الدخل، فهي تتعلق باقتلاع شعب من ارضه وحرمانه من الانتفاع بمقدراته وحجب امكانات التنمية عنه، واليوم تتبع سياسة الحصار والعزل ونهب الاراضي عبر الاستيطان وضرب المواسم الزراعية وحرق الزيتون وملاحقة المزارعين اثناء قطافه، اضافة الى ارتفاع نسبة البطالة، وتأثر الاسر التي تراسها امرآة بالفقر اكثر من غيرها.
وهذا يتطلب تطوير وتفعيل دور شبكة الامان الاجتماعي التي تتكفل بالاسر الفقيرة، وتفعيل السياسات الوطنية لمكافحة الفقر وادماج الفقر لتقديم توجهاتهم بتلك السياسات، ضرورة العمل على برامج لخلق فرص العمل في الأراضي الفلسطينية للتخفيف من حدة الفقر، العمل على تأسيس بنك للفقراء حيث يعتمد ذلك البنك على برامج الاقراض الصغير، الاهتمام بقضايا الاسكان الاجتماعي والسكن الميسر.