الناصرة - الاقتصادي - (القدس العربي) - "أسامينا شو تعبو أهالينا تلاقوها وشو افتكرو فينا"… قالتها وغنتها السيدة فيروز، لكن بعض العائلات لا تتعب بالبحث عن الأسامي لمواليدها، فهي موجودة من حولهم ويستعيرونها عند كل مولود ومولودة. وفي حالة عائلة قنوات الفلسطينية، وبعكس أغنية فيروز "الأسامي" ليست مجرد كلام لأنها أسامي مدن بعضها قائم وبعضها بحاجة للتخليد بعدما هجرت في نكبة 1948.

بخلاف ما هو شائع اليوم بشكل عام تحرص هذه العائلة الفلسطينية من أراضي 48 على تسمية أبنائها بالمدن العربية البارزة من يافا إلى بيروت، تأكيدا على الهوية العربية وتمسكا بالزمن الجميل.

ويقول جمال قنوات من بلدة دبورية قضاء الناصرة إن الأسماء الأجنبية كانت تستفزه وفي سره كان يضمر تسميات عربية لبناته قبل زواجه. 

ويروي أنه لم يتردد ولم يواجه حيرة عندما رزق بابنته البكر فأسماها يافا فيما سمى شقيقتها الثانية قانا. ويكشف أن ابن عمه طلعت، كان صاحب المبادرة الذي جر العائلة من خلفه نحو التواصل مع الثقافة العربية الإسلامية عبر التسميات إذ دعا ابنتيه صيدا وسيرين في حين سمى شقيقه نبيل بناته بيروت ورياض وعدن. 

وكذلك شقيقه عمر الذي تزوج معه ضمن حفل زفاف مشترك فهو الآخر ينتمي للمدرسة ذاتها التي تؤثر الأسماء العربية والإسلامية وتتحفظ إزاء مجرد تسمية البنات بإيزبيلا ولورا وميرال فسمى ابنته شام. 

يستذكر قنوات العملية العسكرية الإسرائيلية عناقيد الغضب التي تسببت بمذبحة قانا الأولى عام 1996 فظل الإسم في باله منذ كان صبيا فرغب بتخليد القرية اللبنانية التي ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة فيها مرتين محولا أجساد الأطفال إلى أشلاء. 

ويضيف أنه كان يفكر بتسمية ابنته الثالثة بغداد، لكن زوجته خديجة أحبطت مخططاته وأصرت هذه المرة أن تكون التسمية من صلاحيتها فاستبدلت عاصمة العراق بـ "ملأ"، لكن شقيقه عوضه بتسمية مولودته العام الماضي باسم عاصمة الرشيد. 

وتروي الوالدة – وهـي الأخـرى تتحفظ على الأسماء الأجنبية – أنها بـحثت في معاجم اللغة، لكنها عملت في نهاية المطاف بنصيـحة مدرسة للعـربية.