*تقديرات بتراجع نسبته 50% لنسبة المشتركين في القنوات المشفرة بفلسطين

رام الله - الاقتصادي - بعد سنوات من اشتراكه عبر القنوات المشفرة، التي تمكنه من متابعة المباريات الرياضية للدوريات العالمية، قرر محمود نعيم (41) عاماً، الاستغناء عن تلك الاشتراكات والاكتفاء بمشاهدة المباريات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الالكترونية.

ويقول نعيم الذي يعمل موظفاً في إحدى المؤسسات الخاصة برام الله لـ"الاقتصادي": "ثمن الاشتراك في القنوات المشفرة مرتفع نسبياً إذ يصل لأكثر من 1000 شيقل"، وهو يثقل كاهله ويدفع إلى الاستغناء عن تلك الاشتراكات في ظل توفر بدائل أخرى في مقدمتها الصفحات الالكترونية التي تعيد بث المباريات.

وتعد القنوات الرياضية وبعض القنوات التعليمية وقنوات الأفلام من أبرز القنوات المستهدفة للتشفير.

ويؤكد ابراهيم سدر، مدير شركة سدر للخدمات العامة أن انتشار شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية التي تقدم محتوى تلفزيوني, أثر بشكل ملحوظ على عدد الاشتراكات في المحطات المشفرة.

وأشار في حديث مع "الاقتصادي"، إلى تراجع بنسبة 20% خلال السنوات القليلة الماضية بسبب انتشار الصفحات الالكترونية، إضافة إلى تراجع آخر نسبته تصل إلى 30% مع دخول خدمة التلفزيونات التفاعلية عبر الانترنت (OTV) و(IPTV)، اي بتراجع اجمالي نسبته 50% عما كان عليه الحال قبل بضع سنوات.

ويقر سدر أن قيمة الاشتراكات في القنوات المشفرة لا تتوافق اجمالاً مع دخل المواطن الفلسطيني، إذ تصل قيمة الاشتراكات في قنوات bein sport  بين  280 - 350 دولاراً، وذلك  حسب الباقة إن كانت رياضية أم رياضية وترفيهية، إضافة إلى جهاز استقبال يصل سعره  إلى100 دولار.

ويؤكد سدر أن 90% من الاشتراكات في القنوات المشفرة  في فلسطين، محصورة على القنوات الرياضية ما يعني ان إعادة بث المباريات عبر مواقع الكترونية او مواقع التواصل الاجتماعي سيؤثر بشكل بير على نسبة الاشتراكات.

بدوره  يرى الخبير الإعلامي د. نشأت الاقطش أن بث مباريات عبر صفحات المواقع الالكترونية، يؤثر حتماً على نسبة الاشتراكات في المحطات المشفرة.

وأشار في حديث مع الاقتصادي، إلى أن انتشار هذه الظاهرة يأتي في ظل عدم وجود قانون فاعل في فلسطين لحفظ حقوق الملكية.

ويضيف: "بالتأكيد في ظل ارتفاع قيمة الاشتراكات في القنوات المشفرة، سيجد المواطنون ضالتهم في الصفحات الالكترونية التي تبث المباريات من مصدرها الاصلي، أو من خلال ارتياد المقاهي التي تشترك في تل القنوات التي تبث المباريات".

ولفت الأقطش إلى أن المواقع الالكترونية تلجأ إلى بث المباريات، لأن ذلك سيزيد عدد زوارها ما يمثل مقياس نجاح لها لجلب إعلانات ويضعها في موقف تسويقي أفضل أمام الشركات المعلنة.

ويقول طارق الشريف معد ومقدم برامج واخبار في إذاعة أجيال، أن التشفير التلفزيوني ساهم في زيادة كبيرة في متابعة الاذاعات والمواقع الالكترونية عند نقل المباريات إجمالا". 

وأضاف: "أرى أن الإقبال الأكبر كان على المواقع الالكترونية كونها تنقل المباريات بالصورة والصوت، اما الاذاعات فاستفادت ولكن بصورة جزئية لكونها ناقلة صوتية فقط، فالصورة هي كل ما يهم المتابع ان توفرت له الظروف لذلك".

ويؤكد الشريف أن ثمن الاشتراك في القنوات المشفرة مرتفع جداً ولا يتناسب مع دخل الفلسطينيين، " لو حصلنا على ارقام سيتبين الفرق بين عدد المتابعين "القانونيين" و"غير القانونيين" وسنعرف أن العبء المالي الكبير جعل أعداد الصنف الثاني من المتابعين أضعافاً".

ويرى الشريف أن اعادة بث المباريات بطريقة غير قانونية "أخلاقية"، مشيراً إلى أنه من حق الجميع المتابعة، واصفاً "الحصرية الاستغلالية" بأنها جنس من الطبقية.

وحاول "الاقتصادي" التواصل مع شركة الأقمار الصناعية الوكيل الحصري لقنوات "بي ان سبورت" الرياضية، غير أن الشركة رفضت التعقيب بدعوى أن مديرها في مهمة خارجية ولا يوجد مخول في الحديث غيره رغم دعوتنا من قبل الشركة لزيارتها لإجراء المقابلة الصحفية.

وكانت شركات مثل مدى وحضارة وكول يو وشركات أخرى، ادخلت رسميا خدمة التلفزيون التفاعلي، او التلفزيون الذكي من خلال توفير باقة تلفزيونية عبر الإنترنت. 

وتوفر الشركات سلة من البرامج الترفيهية والثقافية والدينية والرياضية، ومكتبة فيديو متنوعة، كما تخص مشتركيها ايضا بخدمات متنوعة اخرى مثل امكانية تصفح الانترنت مباشرة من خلال التلفزيون الموجود بالمنزل بحيث تحول تلفزيون المشترك العادي الى تلفزيون ذكي(Smart TV).

وكان الجهاز المركزي للإحصاء أشار في تقرير له في وقت سابق إلى أن نحو 94% من الاسر الفلسطينية لديها صحن لاقط، لكن سدر يؤكد أن استمرار الوضع الحالي في ظل التوجه نحو التلفزيونات التفاعلية سيعني ضمنا ألغاء فكرة الصحون اللاقطة تدريجيا.