الرياض - الاقتصادي - قالت مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي)، إنها أصدرت تعليماتها للبنوك العاملة في المملكة بإعادة جدولة قروض العملاء المتأثرين بتعديل الدخل الشهري نتيجة خفض بدلات وعلاوات القطاع الحكومي في ظل هبوط أسعار النفط.
ويشير القرار إلى تنامي الضغوط على الاقتصاد السعودي بعد تضرر إيرادات أكبر مصدر للنفط في العالم؛ جراء هبوط أسعار الخام أكثر من النصف منذ 2014 إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل.
وسجلت المملكة عجزاً في الموازنة بلغ مستوىً قياسياً عند 98 مليار دولار العام الماضي.
تقليص الرواتب
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الإثنين الماضي، عدداً من الأوامر الملكية بتقليص رواتب ومزايا الوزراء وأعضاء مجلس الشورى وخفض مكافآت العاملين في القطاع الحكومي، وذلك في أحدث خطوة تتخذها المملكة لتقليص الإنفاق.
كما قرر مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، احتساب الرواتب والأجور والمكافآت والبدلات الشهرية وما في حكمها لجميع العاملين بالدولة، وصرفها بما يتوافق مع السنة المالية للدولة التي تبدأ في أول يناير/كانون الثاني من كل عام.
وبحسب تقديرات محللين، تشكل البدلات ما يصل إلى 30% من دخل المواطنين العاملين بالقطاع الحكومي.
تراجع الاستهلاك
ومن شأن تلك القرارات أن تؤدي لتراجع الإنفاق الاستهلاكي، كما أنها قد تجعل من الصعب الالتزام بسداد القروض الاستهلاكية التي بلغت 343.1 مليار ريال
(91.5 مليار دولار) بنهاية الربع الثاني من العام.
وقال بيان نشر على الموقع الإلكتروني للمؤسسة، إن القرار يأتي "رغبة في التخفيف على المقترضين الذين ستتأثر أوضاعهم المالية ونسبة الاستقطاع من رواتبهم لتسديد أقساط القروض الاستهلاكية".
ووضع "المركزي" عدداً من الضوابط المتعلقة بإعادة الجدولة، أبرزها الحصول على موافقة العميل، وعدم تقاضي أي رسوم إضافية أو تغيير نسبة الفائدة الثابتة التي سبق الاتفاق عليها.
كما يجب ألا تزيد نسبة الاستقطاع الشهري المحددة للقروض الشخصية عن 33.33 بالمئة من الراتب الأساسي الشهري -بعد خصم مستحقات التقاعد والتأمينات- مضافاً إليها البدلات التي تُصرف بشكل شهري وثابت.
كما يجب على البنوك ألا تتقيد عند عملية إعادة الجدولة بشرط سداد 20% من القرض الممنوح، وفي بعض الحالات يسمح للبنوك ألا تتقيد بالسقف الأعلى لمدة سداد القرض البالغ خمس سنوات.
كانت صحف محلية نقلت عن مصادر، أن البنوك طرحت فكرة زيادة نسبة الاستقطاع الشهري من الراتب إلى 40%؛ حتى تتمكن من تقاضي نفس المبالغ السابقة.
خفض عجز الموازنة
وقدّر اقتصادي سعودي أن توفر الحكومة نحو 50 مليار ريال سنوياً بعد خفض البدلات والعلاوات، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا المبلغ وتقليص الإنفاق الحكومي على المشروعات في وقت سابق من العام، قد يساعدانِ في خفض عجز الموازنة بشكل كبير.
ويقول اقتصاديون، إنه في سبيل استعادة ثقة الأسواق المالية تسعى الحكومة إلى خفض عجز الموازنة للعام الجاري إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة مع 15 بالمئة في 2015.
وقد تلجأ الحكومة لتبني إجراءات أخرى من أجل تحقيق ذلك، ربما تشمل فرض رسوم أو ضرائب على الوافدين الذين يمثلون نسبة كبيرة من القوة العاملة في البلاد.
وهبط سوق الأسهم السعودي 3.1% اليوم مسجلاً أدنى مستوياته في خمسة أعوام ونصف العام لأسباب من بينها تخوف المتعاملين من أن تكون تلك القرارات وشيكة.