زاهر بسيوني
مفهوم المشاريع الاجتماعية؟
المشاريع الاجتماعية هي مبادرات متطورة مبنية على استراتيجيات تجارية بهدف تحسين ظروف الإنسان والبيئة المحيطة به، وإحداث تغيير اجتماعي، بعضها للربح والبعض الآخر يتشكل بهدف غير ربحي، وتتشكل المشاريع الاجتماعية بناء على الأنظمة والقوانين المتاحة في كل دولة فعلى سبيل المثال تعتبر التعاونيات في فلسطين واحدة من أشكال المشاريع الاجتماعية.
إن إدارة المشاريع الاجتماعية وضمان استدامتها يتطلب وجود موارد تسمح على الأقل بتغطية التكاليف المرتبطة بالمصاريف الجارية، وعليه فإن فكرة وجود دخل بغض النظر عن الأهداف الربحية للمشروع هو شيء أساسي.
وتختلف المبادرة عن المشروع الاجتماعي بأن الأولى تفتقر إلى الهيكلية أو الأنظمة الإدارية والمالية التي تحكمها، بينما في المشروع الاجتماعي يكون له هيكلية واضحة تتشابه بالعادة مع الشركة الناشئة كما ويتبع أنظمة مالية وإدارية قد تعتمد بعضها على مواد قانونية.
إن أهمية المشاريع الاجتماعية تكمن بأنها تجعل من السهل استهداف مشكلة اجتماعية أو بيئية على المدى الطويل وأيضا تساعد على تجنيد المتطوعين لتنفيذ نشاطات مختلفة تتعلق بالمشروع.
أين الوطن العربي من هذه المشاريع؟
يوجد في الوطن العربي العديد من المشاريع الاجتماعية وقد نشأ معظمها مؤخراً لحل قضايا تتعلق بمشكلات الفقر والبطالة والأمية والهجرة والحروب الدائرة في المنطقة، فعلى سبيل المثال شبكة "دوبارة" وهي منصة الكترونية تشاركية تقدم خدمات دعم ومشورة للسوريين اللاجئين وذلك من خلال ربطهم بمقيمين سوريين أو عرب لديهم فكرة مسبقة أو حلول للمشكلات التي تواجههم.
وحالياً تعرض "دوبارة" فرص عمل للسوريين في الدول اللجوء، كما لديهم دليل للمغترب لتزويد السوريين بالمعلومات الأساسية التي يحتاجونها في حال هجرتهم لبلد معين.
ومن المشاريع الاجتماعية التي نشأت مؤخرا في مصر هي "جذور" وتعتمد فكرتها على الاستفادة من المخلفات الزراعية كتحويلها إلى خشب لاستخدامها في صنع الأثاث المنزلي والتصاميم الداخلية الأخرى وذلك بهدف الحد من التلوث الناجم عن حرق هذه المخلفات، وتوفير فرص عمل للشباب في المناطق الريفية، وبيع المنتجات في الأسواق الإقليمية والعالمية.
إنشاء أول مسرعة للمشاريع الاجتماعية في فلسطين
قامت مؤسسة قيادات بالتعاون مع مركز أولف بالمه الدولي بإنشاء أول مسرعة أعمال للمشاريع الاجتماعية وبعد الحديث مع زفيتلانا ديوريك مديرة البرامج في مركز أولف بالمه الدولي السويدي فقد أوضحت أن الهدف من تأسيس مسرعة الأعمال هو تعزيز مفهوم الريادة الاجتماعية، وتنمية قدرات أصحاب المشاريع الاجتماعية ودعم نمو المؤسسات الاجتماعية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى احتضان المشاريع الاجتماعية وتقديم الدعم الفني وخدمات تطوير الأعمال لها.
ومن ضمن المشاريع المختارة مشروع "ابني فلسطين" وهي عبارة عن منصة للتمويل الاجتماعي والتي تمكن الداعمين للقضية الفلسطينية بتمويل المشاريع المحلية وتعمل على جذب الداعمين في الشتات الفلسطيني للمساهمة المالية لدعم مشاريع في فلسطين من خلال توفر بيئة مناسبة وآمنة للمتبرعين.
وتعتقد بيسان أبو جودة وهي المديرة التنفيذية لمشروع "ابني فلسطين" بأن أكبر مشكلة واجهتها كانت في تسجيل المشروع حيث كان عليها أن تقرر مع شركاؤها ما هو الشكل القانوني المناسب للمشروع، فهل تسجلها كشركة ربحية أو غير ربحية أو جمعية خيرية وما هي التبعيات المالية المرافقة لكل شكل من هذه الأشكال. وتعتقد بيسان أن ذلك يعتمد على عدد المؤسسين / الشركاء والموارد المالية المتوفرة وبالطبع فكرة المشروع لها التأثير الأكبر.
المشاريع الاجتماعية والشباب الفلسطيني
ومن ضمن المشاريع الاجتماعية التي تحاول خلق فرص للشباب في فلسطين هي منصة "طالب" والتي تستهدف الطلاب والخريجين الجدد الباحثين عن فرص تدريب، وتطوع، وتوظيف، ومنح ودورات بهدف رفع الكفاءة وبناء الخبرات خلال فترة الدراسة الجامعية وبعدها، حيث يوفر الموقع للطلاب والخريجين امكانية انشاء حسابات شخصية خاصة بهم ليعرضوا من خلالها مهاراتهم، وخبراتهم، وانجازاتهم ودراستهم الجامعية كبديل عن السيرة الذاتية مع امكانية التواصل مع الشركات والمؤسسات.
أما بالنسبة للمؤسسات، فيعمل الموقع على توفير حساب خاص للمؤسسة ليمكنهم من البحث عن الأشخاص المناسبين للفرصة المتاحة بالإضافة إلى تسهيل عملية التقييم والاختيار بين المتقدمين من خلال توفير آلية مخصصة لهم تساعدهم على الاختيار.
ويعتقد خالد سمن وهو أحد المؤسسين والمسؤول عن التسويق والعلاقات العامة بأن منصة "طالب" ستسمح بملائمة سليمة لمهارات وامكانيات الطلاب والخريجين بالفرص والوظائف المتاحة، ويعتقد أن المشكلة التي تحلها المنصة تناسب معظم الدول العربية لاعتقاده بأن جميع الدول العربية تتشارك نفس المشاكل المتعلقة بتوظيف وتدريب الطلاب.
ما هي البيئة الإيجابية للمشاريع الاجتماعية؟
لتوفير بيئة ايجابية ومواتية لخلق مشاريع اجتماعية يجب تسهيل تسجيلها من جهات الاختصاص /الجهة الحكومية المسؤولة - بغض النظر عن شكلها القانوني- بالإضافة إلى تقليل تكلفة ذلك التسجيل، كما ويعتمد العديد من المشاريع الاجتماعية على التطوع وتبادل الخبرات وفي بعض الأحيان تبادل الخدمات فمشاركتنا في إحدى هذه الخيارات سيعمل على نجاح هذه المشاريع، أما بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص فاحتضانهم لهذه المشاريع ودعمها سيساهم في نجاح واستمرارية المشروع. كما وتستطيع المؤسسات الدولية المانحة شمل المشاريع الاجتماعية كمستفيدين من المنح المقدمة لديها للمساهمة في استدامتها وتغطية مصاريفها الجارية.