غزة - الاقتصادي - (الأيام) - يقضي محمود عرفات (28 عاماً) نحو 12 ساعة متتالية بين جدران ورشة لتصنيع أكياس النايلون، ويتقاضى أجرة يومية لا تزيد على 25 شيكلاً.

ولا تتلاءم أجرته اليومية مع الجهد الذي يبذله يومياً، بحسب ما قال لـ»الأيام»، لكنه لا يجد أي بديل لعمله كي يقوم بالإنفاق على زوجته وطفلتيه ووالدته.

ويعاني غالبية العمال في قطاع غزة، من أجر منخفض، قياساً بمشاق أعمالهم، لكنهم يحرصون على الاستمرار بسبب البطالة المتفشية وندرة فرص العمل.

فالعامل حسن يوسف يعمل لمدة تتراوح بين 12 إلى 14 ساعة يومياً، تحت أشعة الشمس الحارقة في مجال البناء، ويتقاضى أجراً لا يتعدى 30 شيكلاً لليوم الواحد.

وقال إنه يعرف أن أجرته منخفضة جداً ويواجه المشاق في عمله، مشيراً إلى أن كل محاولاته لزيادة أجره اليومي، أو حتى تقليص ساعات العمل اليومية لم تنجح، بعد أن أبلغه صاحب العمل بأنه لا يستطيع ذلك، وهدده بتشغيل عامل آخر بدلاً منه إذا واصل الاعتراض.

وقال يوسف (25 عاماً): "أعمل في مجال رفع أحجار البناء وأكياس الأسمنت والرمل والحصمة، من الساعة السادسة صباحاً وحتى السابعة مساء مقابل 30 شيكلاً".

يتمنى لو أنه يجد عملاً بديلاً نظراً لمشاق مهنته، وقلة الأجر المُكتسب، لكن الظروف أصعب بكثير مما يتمنى.

وقالت أوساط عمالية: إن آلاف العمال يعملون في جميع مناطق القطاع، في مجالات: البناء والتعمير، الصناعة والزراعة، المطاعم والاستراحات ،المحلات التجارية، عمال نظافة المستشفيات، والحراسة، ولكن ظروف عملهم تتباين  من مهنة إلى أخرى بحسب طبيعة العمل، فهناك من يبدؤون عملهم من طلوع الشمس حتى مغيبها، خاصة العاملين في مجال البناء والزراعة، وآخرون يبدؤون بعد الساعة العاشرة صباحاً وينهونه مع منتصف الليل، وأحياناً بعد ذلك بساعتين أو أكثر.

وتنتقد الأوساط النقابية العمالية عدم تطبيق اللوائح التنفيذية لقانون الحد الأدنى للأجور الذي أقر في شهر تشرين الأول من العام 2012.

وتحدث عمال آخرون عن معاناتهم بسبب قلة أجورهم، معتبرين أن الجهات المختصة في قطاع غزة، لا تبحث في مشروع قانون أو إجراء يحمي العمال البسطاء ومتدني الأجور.