وكالات - الاقتصادي - من المعروف أن صلاة العيد تقام في أنحاء مختلفة من أرجاء العالم، لكن إقامتها في القطب الشمالي ربما لا يمكن تصورها لأسباب منها قلة السكان أصلا في هذه المنطقة.
بالرغم من ذلك، يوجد هناك مجتمع مسلم، وتتمتع هذه المنطقة من العالم بساعات شروق وغروب مختلفة جداً عن العالم، وتوجد 3 أشهر في السنة لا تغرب الشمس فيها، وهي شهر مايو/أيار، ويونيو/حزيران، ويوليو/تموز.
لكن مع صلاة العيد وقت الغروب تكون الساعة العاشرة مساءً والشروق السابعة صباحاً، اختلاف المواقيت هذا جعل المسلمين في مدينة "إينوفيك" الواقعة في المقاطعات الشمالية في جزء من القطب الشمالي التابع لكندا، يعتمدون توقيت مكة المكرمة لأداء الصلوات ألخمس علماً ان عدد سكان المدينة لا يتجاوز 3500 شخص، أما المسلمون فيقدرون بحوالي 100 شخص من مختلف دول العالم.
خطبة العيد في القطب الشمال
الشيخ صالح حسب النبي، إمام مسجد Midnight Sun Mosque في اينوفيك قال لـ"هافينغتون بوست عربي": "إن أهم محاور الخطبة التي تم تناولها، هي المعاني السامية للعيد وأهمية تمسك المسلمين بها في كل أرجاء العالم كالتراحم والتعطف والتواصي بالبر والتحلي بأخلاق التسامح والعفو في هذه الأيام المباركة".
ويضيف حسب النبي: "تكلمت عن ركن الحج، وكيف يعد اجتماع إسلامي لكل المسلمين حول العالم".
يقول الشيخ: "أجواء العيد في القطب تختلف عن غيرها، والسبب قلة أبناء المجتمع المسلم، مما يجعلهم يشعرون أنهم أسرة واحدة، لذا يحضر كل المسلمين في المدينة من الصباح لأداء صلاة العيد، ثم يبقون في المسجد يتبادلون التهنئة، ويتناولون الغداء سوية، ثم يعودوا إلى منازلهم".
ويشير حسب الله إلى أن أهم ما يفتقدوه هو الأهل المواجدين في البلاد الأصلية وأجواء العيد، لذا يعوضون ذلك، من خلال تماسكهم سوياً كمجتمع مسلم".
يقول حسب النبي: "اعتمدنا في أوقات الصلاة مواقيت مكة المكرمة للصلاة، ولكن لكي نتيح للمسلمين في القطب حضور صلاة العيد، تقام صلاة العيد ما بين الساعة الثامنة إلى التاسعة صباحاً بتوقيت اينوفيك، والمسلمون في المدينة يحصلون على رخصة من أعمالهم ودراستهم لحضور الصلاة".
ويثني الشيخ على تكاتف المسلمين في المدينة، فمثلاً عندما لا يمتلك أحد من أبناء المجتمع سيارة، أو لم يستطع الوصول للمسجد لظرفٍ ما، يقوم البعض من أبناء المجتمع المسلم هناك بنقله من وإلى المسجد.
السيد أمير سليمان، كندي سوداني، ورجل أعمال من مدينة اينوفيك، يقول لـ"هافينغتون بوست عربي": "يحرص أبناء المجتمع المسلم في اينوفيك على ارتداء الملابس التي تمثل بلدانهم، لأن أبناء الجالية من مختلف دول العام، فالكل يحرص على ارتداء ملابس بلاده المتميزة التي تلبس في المناسبات الخاصة، فعلى سبيل المثال ارتداء الزي السوداني من قبل المسلمين السودانيين الأصل، وهكذا بالنسبة لبقية أبناء المجتمع المسلم".
ليس هذا فقط، فالأمر ينطبق على الطعام أيضاً، فكل شخص أو عائلة تطبخ الطعام الذي يمثل بلدهم، فمثلا هناك الطعام الافريقي من إثيوبيا، واللحم المتبل بالتوابل السودانية من السودان، والطعام والمقبلات اللبنانية، لذا فان مأدبة الطعام تكون متضمنة لمختلف أنواع الطعام التي تمثل مختلف البلدان، بحسب سليمان.
ويشير سليمان إلى أن ظروف الجو والبرد والمطر يفرض على السكان إقامة احتفال العيد بالصالة الداخلية للمسجد، لأن درجة الحرارة في الخارج تقارب 10 درجات مئوية، فالجو بارد وممطر تصعب معه إقامة الفعاليات بالخارج.
ويضيف رجل الأعمال أنه لا توجد مزارع في المدينة نظراً للبرودة، لذا فإنهم يشترون خروفين من مدينة "ادمنتون" من أجل إقامة حفل باربيكيو، إذ إن سعر الخرفان في هذا الوقت داخل "اينوفيك" مرتفع للغاية.
وبسبب الأجواء الباردة أيضاً، فإن المسلمين يرسلون مبالغ الأضحية إلى بلدانهم الأصلية، لكي يضحوا فيها، حيث يصعب ذبح الأضاحي في اينوفيك، بسبب البرودة وعدم وجود الخراف لأن المدينة خالية من المزارع.
يختتم سليمان حديثه مع "هافينغتون بوست عربي" قائلاً: "إن المسلمين في المدينة يحضون على احترام أبناء المجتمع، حيث يحضر كبار الساسة والقادة ووجهاء المدينة لتهنئة المسلمين ومشاركتهم فرحتهم بعيد الأضحى المبارك".
هافينغتون بوست