كيف يؤثر الثراء على أخلاقنا؟
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(2.65%)   AIG: 0.16(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.31(0.43%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.76(%)   ARKAAN: 1.33(0.76%)   AZIZA: 2.47(%)   BJP: 2.85(%)   BOP: 1.47(%)   BPC: 3.65(2.41%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.49(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.98( %)   NSC: 2.95( %)   OOREDOO: 0.75(1.32%)   PADICO: 1.03(1.98%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.03( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.08( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.69(1.43%)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.17( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 5.56( %)   WASSEL: 1.07( %)  
4:47 مساءً 10 أيلول 2016

كيف يؤثر الثراء على أخلاقنا؟

وكالات - الاقتصادي - تظهر سلسلة من الدراسات، على ما يبدو، أن الأثرياء هم أكثر شحاً وأقل جدارةً بالثقة من سواهم، ولكن هل هذه النتائج دقيقة وواقعية؟ سؤال تسعى كلوديا هاموند، لبحث الإجابات المحتملة له من خلال السطور التالية.

ربما يكون كلٌ منّا قد اكتشف ذات مرة، خلال وجوده في مَشْرَبٍ ما، أن الأشخاص الأكثر ثراءً ممن يجلسون حوله، هم على ما يبدو الأقل استعداداً للمسارعة بتحمل تكاليف ما احتسوه من مشروبات.

في تلك الحالة، ربما يكون المرء قد تساءل عما إذا كان هؤلاء يتسمون دوماً بهذا القدر من الدناءة والبخل، وما إن كانت تلك الصفة هي التي ساعدتهم ربما على أن يصبحوا أثرياء؟ أم أن هناك شيئاً ما مرتبطاً بامتلاك قدر كبير من المال، هو الذي حدا بهم لأن يصبحوا بخلاء على تلك الشاكلة؟

هو سؤال معقد، بوسع المرء محاولة الإجابة عليه من أوجه عدة ومختلفة. فمن الممكن التركيز على مجموعة من الأشخاص يُعرفون باهتمامهم بالشؤون المالية، كالاقتصاديين على سبيل المثال، ومقارنة ما يتصفون به من سخاء وكرم، بذاك الذي يتسم به الآخرون.

وفي عام 1993؛ جرت دراسة تناولت هذا الأمر تحديداً، وخلصت إلى أن عدد دارسي الاقتصاد، ممن أقروا بأنهم لم يتبرعوا قط للجمعيات الخيرية، كان يزيد بواقع الضعف على مثيله بين دارسي الهندسة المعمارية وعلم النفس.

كما كشف معدو الدراسة نفسها عن أن دارسي الاقتصاد هؤلاء، كانوا أقل رغبة واستعداداً للتصرف بلطف في ألعاب تتطلب التعاون من قبل ممارسيها، مثل اللعبة المعروفة باسم "معضلة السجين"، والتي تقوم على وجود متهميّن، لا يملك المحققون أدلة كافية لإدانتهما، ومن ثم يكمن السبيل الوحيد للإدانة في اعتراف أحدهما على الآخر، ليُبرأ المعترف ويسجن صاحبه، وهو ما يعني في المقابل أن تعاونهما، هو ما سيكفل خروجهما معاً بأقل الأضرار.

وعندما دُرس سلوك الطلاب جميعاً في بداية دراستهم الجامعية وقرب نهايتها، تبين أن سخاء دارسي العلوم الأخرى بخلاف الاقتصاد، زاد قليلاً مع اقترابهم من موعد التخرج، بينما ظل دارسو الاقتصاد على نفس المستوى من الافتقار النسبي لهذه الصفة طيلة فترة الدراسة.

بطبيعة الحال، ما نتحدث عنه هنا هو تقديرٌ لما هو شائعٌ في أوساط دارسي العلوم الاقتصادية، لذا فهو لا ينفي أن بينهم من يتصفون بالكرم والإيثار.

في الواقع؛ هناك بعض الأدلة التي تفيد بأن من يمتلكون أموالاً أكثر، أو يقيمون – على الأقل - في مناطق مترفة أو ترتفع فيها تكاليف المعيشة، ربما يتصرفون بشكل يتسم بقدر أكبر من الإيثار.

فقد جاب الباحثون 20 منطقة مختلفة من مناطق العاصمة البريطانية لندن، وألقوا على أرصفة كلٍ منها، 15 خطاباً مدونٌ عليها اسم المرسل إليه، للتعرف على العدد الذي سيتم العثور عليه في كل منطقة وإعادة إرساله إلى مقصده، من قبل عابري السبيل ممن يتسمون بالغيرية فيها.

وقد تبين أن مناطق تتسم بارتفاع مستوى معيشة سكانها، مثل ويمبلدون، شهدت إعادة إرسال 87 في المئة من تلك الخطابات إلى العناوين التي كانت مُدونة عليها، مُقارنةً بنسبة لم تتجاوز 37 في المئة في المناطق الأكثر فقراً مثل شادويل.

كما أن ميسوري الحال يميلون أكثر – على ما يبدو - لإظهار الجانب السخي من شخصياتهم، من خلال الإقدام على أفعالٍ تُوصف بأنها تنطوي على نزعة إيثار غير عادية أو مفرطة، وهي تلك التصرفات التي لا تحظى سوى بقدر ضئيل من التقدير العلني، وتتدنى فرص أن يلقى أصحابها في مقابلها صنيعاً مماثلاً لما أقدموا عليه.

وهنا يمكن الاستعانة بدراسة جرت على يد الباحثتيّن بجامعة جورج تاون الأمريكية؛ كريستين بريثل-هورويتز وأبيغَيل مارش، حول أسباب التفاوت الكبير في معدلات التبرع بالكلي لغير الأقارب بين الولايات الأمريكية المختلفة.

ورغم أن الدراسة بحثت دور عوامل متنوعة في هذا الصدد، ومن بينها مستوى التدين السائد في الولايات التي شملها البحث؛ فإن المؤشر الأكثر تأثيراً في وجود نزعة للتبرع من عدمه، تمثل في متوسط مستوى الدخل بين سكان تلك الولايات.

فببساطة، زاد عدد المتبرعين في الولايات التي يزيد متوسط دخل سكانها. لكن ذلك لا يعني بالضرورة، أن الأثرياء أكثر رغبة في التبرع بالكلى من الفقراء أو من هم أقل ثراءً منهم، بل يشير إلى أن الميل للتصرف بقدر أكبر من الإيثار، يبدو مرتبطاً بارتفاع مستوى المعيشة ووجود قدر من الرفاهية.

ولكن العلاقة هنا قد تكون عكسية؛ أي أن يكون ارتفاع مستوى المعيشة في منطقة ما، هو ما يمكن سكانها من التصرف على نحو أكثر غيرية من غيرهم.
وهكذا؛ فباستثناء دارسي الاقتصاد الذين خضعوا للدراسة في تسعينيات القرن الماضي؛ تبدو نتائج الدراسات المتعلقة بالكرم والسخاء تصب في صالح الأثرياء والمعنيين بالشؤون المالية.

Loading...