رام الله - خاص الاقتصادي - تحتل نفقات التعليم ثاني أكبر المصروفات للميزانية الفلسطينية السنوية بعد الأمن، بقيمة تبلغ 800 مليون دولار أمريكي، وتشكل حصة القطاع من إجمالي الموازنة الفلسطينية 18% - 20%،إذن! كم يكلف عمليا الطالب المدرسي الموازنة العامة؟

يؤكد وزير التربية والتعليم د. صبري صيدم لـ" الاقتصادي" أن الطالب المدرسي يكلف خزينة السلطة الوطنية سنوياً نحو 2800 شيقل، مشيرا أن هذه التكلفة تشمل المصاريف التشغيلية للمدارس إضافة إلى رواتب المعلمين وثمن الكتب واحتياجات المدارس من مختبرات ومعدات وغيرها.

ويدفع طالب المدرسة الحكومية رسوما سنوية تتراوح بين 50 - 60 شيقلا ما يعني انه يدفع فقط رسوما رمزية اذا ما قورنت بالكلفة الحقيقية لتعليمه.

ويقول صيدم إن تعليم طلبة المدارس تكلف الخزينة العامة الكثير ولكنها ملزمة للسلطة الوطنية بموجب القانون الأساسي.

وتبلغ الحصص التعليمية لكل صف دراسي نحو 1330 حصة اي ان كل صف دراسي لديه نحو 35 حصة تعليمية تستغرق قرابة  38 اسبوعا على مدار العام.

ويبلغ عدد طلبة المدارس في فلسطين قرابة 1.193 مليون طالب وطالبة، نحو 65% منهم ملتحقون بمدارس حكومية.

ويوجد في الضفة وغزة 2914 مدرسة بواقع 39,689 شعبة مُوزّعين حسب جهات الإشراف كما يلي: 781,169 ألف طالب في المدارس الحكومية و 296,835 ألف طالب في مدارس وكالة الغوث الدولية، بالإضافة إلى ما يقرب من 114,804 ألف طالب في المدارس الخاصة.

ويتوزع إجمالي الطلبة على 2135 مدرسة حكومية و353 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و426 مدرسة خاصة، بإشراف ما يقرب من 66,136 معلما وطاقما مدرسيا، بينما يصل عدد معلمي المدارس الحكومية وحدها نحو 39 ألف معلم اي يشكلون نحو 60% من مجمل عدد المعلمين في فلسطين.

ونوه صيدم، إلى أن العدد لم يعد بالنسبة للعالم اليوم هو نقطة الارتكاز الرئيسية لقياس تطور التعليم، كون أن المنظومة التقليدية هدفها حشو الطلبة بالمعلومات، قائلا" منذ أن بدأنا مرحلة تغيير المناج التعليمي أكدنا ضرورة تغيير المنظومة التعليمية بحيث يتم الكف عن التلقين  والاستظهار لانهما لا ينتجان معرفة".

وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تركز حاليا اهتمامها للعمل على ترسيخ مفهوم التعليم العميق، بحيث يذهب الطالب إلى المدرسة ليتعلم مفاهيم  ويمارس عملية التجربة الحسية باللعب والتمارين كي يستذكر الأشياء ولا يحفظها فقط.

وأضاف: "نحتاج الى المصارحة ووضع النقاط على الحروف كي نبني منهجية تعليمية تغير نظرة الطالب بأن الهدف من التعليم هو التحصيل الأكاديمي فحسب"، مشيراً إلى أن طلابا تفوقوا في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" ولكنهم تحصلوا على علامات كارثية في اختبارات علمية أو تخص القبول في تخصصات معنية بالجامعات.

واختتم حديثه: "باختصار نظرة المجتمع يجب أن تتغير.. فالهدف ليس "الكرتونة" وإنما صناعة جيل يؤمن بالعلم ويكون مسلحا بالمعرفة لجابة تحديات المستقبل".