الخبير فارس الجابي: زيت الزيتون الفلسطيني ينقصه التسويق الصحيح
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(2.80%)   AIG: 0.17(6.25%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.48(7.36%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.80(4.76%)   ARKAAN: 1.32(0.00%)   AZIZA: 2.89(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.90(0.00%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.29(6.61%)   ISH: 1.05(%)   JCC: 1.60( %)   JPH: 3.84(3.78%)   JREI: 0.28(0.00%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47( %)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.76(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.83(%)   PADICO: 1.00(%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.00(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.13(0.00%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.28(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.09(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.67(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.90(2.56%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.36(%)   VOIC: 6.30(5.00%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 13 كانون الثاني 2015

الخبير فارس الجابي: زيت الزيتون الفلسطيني ينقصه التسويق الصحيح

نابلس-  الاقتصادي- أكد فارس الجابي الخبير في المجال الزراعي رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية ومستشار رئيسي لمؤسسة الشرق الأدنى الامريكية أن زيت الزيتون الفلسطني يتمتع بمزايا عالية الجودة ويحتوي على خصائص صحية وغذاية لا تتوفر في زيت الزيتون في دول أخرى.
وأشار الجابي في لقاء مع "الاقتصادي" إلى تراجع ملحوظ في مساهمة  زيت الزيتون بالدخل الزراعي الفلسطيني مرجعا ذلك لسببين: الاول يتعلق بتراجع انتاجية قطاع زيت الزيتون نفسه، والثاني يتمثل  بنمو الدخل في قطاعات أخرى.
وأكد الجابي ان القدرة التنافسية لزيت الزيتون الفلسطيني في الأسواق الخارجية تبقى محدودة وخاصة امام الدول الاوروبية كونها تبيع زيت الزيتون بأسعار أقل، مستبعدا امكانية تخفيض التكلفة لزيت الزيتون الفلسطيني، لكنه طالب برفع الإنتاجية عبر اتباع وسائل علمية متعددة، ومشددا على ضرورة إنشاء شركة قوية مختصة في التسويق الزراعي تكون قادرة على تسويق الفائض في زيت الزيتون. وفيما يلي نص اللقاء:

تراجع انتاجية قطاع الزيتون

-ما هو تقييمك لواقع قطاع الزيت والزيتون في فلسطين وتحديدا هذا العام؟
قطاع زيت الزيتون في فلسطين يعتبر من القطاعات الرئيسية في الزراعة من حيث المساحة، فهو يشكل النسبة الأكبر مقارنة مع القطاعات الزراعية الأخرى، ولكن قيمته تراجعت خلال السنوات الأخيرة بسبب تنامي قطاعات أخرى، قطاع الزيتون كان يشكل الدخل الرئيسي للناتج الزراعي، لكنه اليوم لم يعد يشكل أكثر من 12% من الدخل الزراعي في السنوات الجيدة، وهذا عائد لسببين: أولا نمو الدخل في القطاعات الأخرى، وثانيا تراجع انتاجية قطاع الزيت والزيتون، فطفت على السطع ما يسمى بتبادل الحمل وهذه اشتدت في السنوات الأخيرة وسببها أن شجر الزيتون في بلادنا يكبر في العمر ما تسبب في تراجع الإنتاجية، وللأسف إن كلفة الإنتاج في قطاع زيت الزيتون في فلسطين عالية جدا، وبالتالي هناك ضعف في القدرة التنافسية للمنتج الفلسطيني او التاجر الفلسطيني، فلا يوجد لدينا اسواق نستطيع أن ننافس فيها لأن قدرتنا على التنافس محدودة وخاصة امام الدول الاوروبية حيث ان قطاع زيت الزيتون مدعوم، بينما زيتنا غير مدعوم وبالتالي من الصعب المنافسة في تلك الدول إلا إذا اعطينا زيتنا ميزة خاصة بحيث نتمكن من التفريق بين الزيت الفلسطيني والزيت من مناطق أخرى.


افتقاد للقدرة التنافسية

تحدثت عن أن الزيت الفلسطيني افتقد للقدرة التنافسية.. كيف؟
هذا بسبب تكلفة الإنتاج العالية في فلسطين وخاصة الايدي العاملة، فمعظم تكاليف الإنتاج تذهب للعمل اي القطف، فعملية الانتاج تمر عبر دورة معروفة هي الحراثة والتقليم والقطف وهذا يزيد التكلفة، وبالتالي كلفة زيت الزيتون عالية خاصة انه لا يكون هناك دعم لهذا القطاع ولا تسخدم اسمدة عضوية لتحسين الإنتاجية.

زيت عالي الجودة

-بشكل عام، ما الذي يميز زيت الزتون الفلسطيني عن الزيت الموجود في الدول الأخرى؟
أولا زيت الزيتون يتميز عن كل الزيوت النباتية، ولكن يوجد بالتأكيد فرق بين زيت الزيتون الفلسطيني وبين ما هو موجود في الدول الأخرى، فهناك فرق أولا من حيث الأصناف، فزيت الزيتون الفلسطيني من اصناف السوري والنبالي وهي من افضل الاصناف بشهادة الخبراء، فعندما كان يدخل زيت الزيتون الفلسطيني في منافسات عالمية كان يحوز على افضل الأصناف، كما أن الممارسات التي نمارسها في فلسطين في عملية القطف تعتمد على اليد وليس على الماكينات، كما يوجد لدينا اليوم عدد كبير من المعاصر، وبالتالي الزيتون لا يخزن لفترات طويلة قبل تحويله إلى المعصرة، لدينا مثل سائد يشخص الحالة بقولنا "من الشجر للحجر"، فلا ينتظر الزيتون لفترات طويلة قبل عصره، وبالتالي هو زيت عالي الجودة، فالقطف اليدوي يعطي زيتا عالي الجودة.

قيمة صحية وغذائية

-ولكن، أليس من المفروض ان تمثل هذه الصفات ميزات تنافسية للزيت الفلسطيني؟
ما ينقصنا هو التسويق الصحيح، واحب أن اضيف ان من مميزات الزيت الفلسطيني اننا نزرع الزيتون في منطقة معدل امطارها متدن مقارنة مع الدول الاوروبية، وقد ثبت علميا ان الزيت الذي يستخرج من مناطق معدل امطارها منخفض يعطي زيتا عاليا من حيث القيمة الصحية، لأن المواد المضادة للاكسدة تتركز في هذا الزيت بسبب ان معدل الامطار منخفض، فزيت الزيتون المستخرج من زيتون مرو او من مناطق فيها كمية الامطار عالية جدا تكون المواد المضادة للاكسدة اقل، وبالتالي زيت الزيتون الفلسطني يتمتع بميزة صحية وغذائية مهمة.
هناك من يقول إن شجرة الزيتون مباركة، وهي بالفعل كذلك، وكل ما يخرج منها مبارك، وكل الأديان تؤكد أن البركة تتمثل في ان زيت الزيتون يحتوي على مواد مفيدة لأمراض مثل القلب والسرطان، فزيت الزيتون عندما يكون مستخرجا من ارض مباركة وشجرة مباركة تكون القيمة الصحية ايضا مباركة، وهذا ما اثبته العلم إذ ان زيت الزيتون الفلسطيني فيه من المواد المكافحة لأمراض القلب والسرطان بكمية كبيرة جدا، وهذه تعتبر ميزة أخرى للزيت الفلسطيني.

تذبذب في الإنتاج

-في العام الماضي عانى المزارعون الأمرين في تسويق منتوجهم بسبب ضعف الأسعار..ما هي الاسباب التي ادت الى ذلك، وما المطلوب لدعم المزارعين على هذا الصعيد؟
في فلسطين نعاني من تذبذب في الانتاج، ففي عام 2010 كان لدينا موسم جيد بل أفضل من جيد، وبلغت كمية انتاج الزيت 24 الف طن، في عام 2011 كنا نتوقع ان يكون الانتاج اقل من 10 آلاف طن، لكننا فوجئنا ان حجم الانتاج بلغ 21 ألف طن، ففي عامي 2010 و2011 كان انتاجنا من زيت الزيتون 45 الف طن، ولم يسبق ان حدث في تاريخ فلسطين ان يكون الانتاج جيدا بهذه الصورة لعامين متتالين، فهناك ظاهرة تبادل الحمل في فلسطين بحيث يكون الانتاج سنة جيد وسنة أخرى لا، فغالبا تكون السنوات الزوجية جيدة والسنوات الفردية رديئة، ما حصل انه في عام 2010 و2011 ان الانتاج كان عاليا وبالتالي كان لدينا مخزونا كبيرا من الزيت، إضافة إلى ذلك عانينا من انحسار الأسواق، فالسوق الاسرائيلي انحسر، فاسرائيل بدأت تستورد من اسبانيا وايطاليا،  وبأسعار أقل بكثير مما هو عندنا، والسوق الاردني تقريبا مغلق امامنا، ولا يوجد امامنا سوى اسواق الخليج التي لا تعتبر هدفا للتصدير، لأننا نرسل الزيت غاليا لابنائنا وهذا يعتبر بحد ذاته استهلاكا محليا، فكل الكمية التي تذهب للامارات والسعودية والكويت وبقية دول الخليج تكون للفلسطينيين الذين يعيشون هناك، فهم اما ان يشتروا او انهم يأخذون حصتهم، وبالتالي نحن عمليا لا نصدر، بل نسوق الزيت في الاسواق التي يوجد فيها ابناؤنا، اما التصدير الحقيقي يكون باتجاه الولايات المتحدة وأوروبا، وهذا يتم من خلال شركات مثل كنعان للتجارة واتحاد لجان العمل الزراعي والاغاثة الزراعية واتحاد جمعيات عصر الزيتون وهذه كلها تصدر كميات متواضعة لا تتجاوز ألف طن، والمطلوب لحل مشكلتنا ان يتم تصدير ما لايقل عن 5 آلاف طن لا أن تذهب للاسواق التقليدية التي يتواجد فيها ابناؤنا.
الأسواق التي نتطلع إليها ليست منتجة لزيت الزيتون مثل الولايات المتحدة وامريكا اللاتينية واستراليا وشرق آسيا، حاليا مجلس الزيت الدولي يتوجه إلى دول مثل استراليا والهند وكوريا، هذه الدول يمكن ان نسوق فيها إنتاجنا، وبالمعدل فائض الاحتياج المحلي يكون 5 آلاف طن وهذه كمية قليلة جدا أمام المنتج العالمي الذي يصل لملايين الأطنان.

هناك ضرورة لإنشاء شركة للتصدير الزراعي

-هل هناك ضرورة لانشاء شركة زراعية تعنى بتصدير زيت الزيتون للخارج؟
طبعا، هذه ضرورة ملحة ومعمول بها في كل دول العالم، وقد سمعنا انها احدى مخططات وزارة الزراعة، والهدف يبقى انشاء شركة قوية جدا من اجل التسويق وليست شركات متواضعة، وهذه الشركة تختص ليس فقط بتصدير زيت الزيتون بل تهدف إلى تسويق عدة منتجات زراعية، وهذه احدى الوسائل لحل مشكلة الفائض، ونحن معنيون ان تقوم هذه الشركة بعملية ترويج صحيح، يوجد لدينا ترويج ولكنه غير كاف، فيجب تمييز زيتنا في الأسواق العالمية حتى نستطيع تسويق كمية الفائض البسيطة التي لدينا، أو احد الحلول المقترحة يتمثل في رفع معدل استهلاكنا من زيت الزيتون، لأن استهلاكنا من زيت الزيتون تراجع خلال الفترات السابقة بشكل كبير.

الاحتلال والمستوطنون أكبر معيق


-ولكن ما الذي يمكن عمله لرفع انتاجنا من زيت الزيتون في ظل بلد يعيش تحت الاحتلال؟
لا شك ان العقبة الكبرى امام تطور قطاع الزراعة الفلسطيني كله وليس فقط زيت الزيتون هو الاحتلال، فيوجد لدينا مساحة كبيرة تقدر بـ30 الف دونم مزروعة غالبيتها بزيت الزيتون متاخمة للمستوطنات، وهذه يمنع الفلسطينيون من دخولها الا بتصاريح خاصة، او ان الوصول اليها يكون بصعوبة بالغة، كما يوجد قرابة 35 الف دونم خلف الجدار وهذه لا يصل اليها الفلسطينيون الا بتصاريح خاصة من الاحتلال، أما الأراضي المحاذية للمستوطنات فهي تحتاج الى تنسيق مسبق وهذا غير كاف حيث يحدد ساعات معينة من أجل القطف، وهنا نشير إلى أن الزيتون لا يحتاج فقط الى قطف بل يحتاج الى عناية، والاحتلال يحدد دخول الفلسطينيين لهذه المناطق ضمن ايام وساعات محددة، بالإضافة إلى أن المستوطنين يستهدفون الزيتون، فهم يعلمون قيمة الزيتون بالنسبة للانسان الفلسطيني، فالمستوطن لا يقطع تينا او لوزا وإنما  يستهدف الزيتون بالدرجة الاولى لأنه يعلم أن شجرة الزيتون هي التي تزرع الإنسان الفلسطيني.

المطلوب رفع الإنتاجية

ولكن ما المطلوب لزيادة الانتاج محليا من زيت الزيتون؟
يجب زيادة الإنتاج لأنه لا يمكن تقليل تكلفة الانتاج، فلا يمكن الاستغناء عن الحراثة او القطف او العصر، ولكن أمامنا حل يتمثل برفع الإنتاجية، فالزيتون يمر بمرحلة هرم ويجب إعادته إلى شبابه، ففي فترة السبعينيات كان هناك انتاج من زيت الزيتوت لـ500 الف دونم كانت تعطينا من الانتاج بنفس كمية الإنتاج التي نحصل عليها اليوم، لأن الاشجار كان عمرها أقل بـ50 سنة وكانت في ذروة انتاجها، الآن يجب إعادة شجر الزيتون الى شبابه، حيث يجب القيام بعملية التشبيك من أجل تحقيق ذلك، كما يجب إضافة اسمدة عضوية باي طريقة كانت من أجل مضاعفة الإنتاج، كما يوجد توجه للري التكميلي لأن تراجع كميات الأمطار والتوزيع غير الجيد للامطار عامل محدد في الإنتاج، وقد قمنا مؤخرا بتنفيذ تجارب لعمليات ري تكميلي بكميات بسيطة جدا وقد كانت النتائج جيدة حيث ارتفع الانتاج في بعض المناطق بنسبة 200%.
كما توجد مخططات لاستخدام مياه الصرف الصحي المكررة في الزراعة مثل الدول الأخرى بما فيها المجاورة.

ما هي نصائحك للمزارع الفلسطيني؟
يجب العمل سويا باستخدام وسائل علمية حديثة لرفع انتاجيتنا من زيت الزيتون، كما انه يجب ان تتضافر الجهود لوضع خطة وطنية مدروسة لتسويق زيت الزيتون إلى الاسواق الخارجية وإظهار مزايا زيت الزيتون الفلسطيني عما سواه، يجب ان نعمل سويا لاعادة شجر الزيتون الفلسيني إلى شبابه لتحسين الإنتاجية
 

Loading...