طرابلس - الاقتصادي - لجأ تجار المواشي في ليبيا لأول مرة، إلى قبول الصكوك والشيكات المصرفية بدلاً من النقود لبيع الأضاحي، خاصة في المناطق النائية، بسبب شح السيولة في المصارف وعدم تمكن المودعين من الحصول على أموالهم، في ظل عدم السماح بتخطي قيمة السحب الشهري 200 دينار ليبي (144.6 دولاراً).
وسجلت أسعار الأضاحي ارتفاعاً كبيراً، لتصل إلى 600 دينار (325 دولاراً) كحد أدنى لسعر الأضحية، وهي تتجاوز قيمة الحد الأدنى للأجور البالغ 450 ديناراً.
ويقول علي البوسيفي، مربي أغنام في العاصمة طرابلس، إن معظم التجار والمربين يتعاملون بالصكوك المصرفية المصدقة، وذلك للتخفيف على المواطن الذي لا تتوفر لديه سيولة نقدية من المصارف.
ويرجع البوسيفي ارتفاع الأسعار، إلى غلاء تكاليف تربية الأغنام والمواشي بالمقارنة مع الأعوام السابقة، خاصة أن المواطن يحبذ الأغنام المحلية أكثر من المستوردة، مشيرا إلى أن سعر الخروف الإسباني يبلغ 350 ديناراً، أما بعض الأصناف المحلية فتصل إلى 1500 دينار.
ويضيف أن المربين يتحملون تكاليف باهظة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف وشح الأمطار خلال العام الحالي 2016، فضلا عن أن هناك عمليات تهريب للأغنام إلى دول مجاورة، مثل تونس ومصر والجزائر، للاستفادة من فارق العملة، الأمر الذي يقلص المعروض في الأسواق الليبية ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ويشير المواطن علي الشريف، إلى أن أسعار الأغنام ارتفعت بنحو 200 دينار (145 دولاراً) لرأس الغنم الواحد عن العام الماضي بالنسبة للمحلي.
ويقول محمد الرعيض، رئيس الغرفة التجارية في ليبيا، إن ارتفاع الأسعار يرجع إلى تقليص الاستيراد، موضحاً أنه لا توجد حالياً أي اعتمادات مستندية لتوريد الأغنام والمواشي، وإن الفترة الزمنية المسموح بها لفتح الاعتمادات كانت ضيقة جداً، ولم يتمكن المستوردون من الاستيراد الكافي لإحداث توازن في السوق.
وتستهلك ليبيا ما يقرب من مليون رأس من الأغنام بمناسبة عيد الأضحى، بقيمة تصل إلى نحو ملياري دينار ( 1.45 مليار دولار) بحسب إحصائيات وزارة الزراعة والثروة الحيوانية.
وتقدر أعداد الثروة الحيوانية بنحو 6 ملايين رأس من الأغنام و150 ألفاً من الإبل و45 ألف رأس من الأبقار.
وتقول ناجية الطاهر، مديرة إحدى الجمعيات الخيرية، إن الأوضاع المعيشية صعبة خلال العام الحالي، وإن كل الأسر تطلب مساعدات مالية لتوفير الغذاء والإيجارات، ولا سيما الأسر النازحة، مشيرة إلى أن هناك نقصاً في توفير الأضاحي للأسر الفقيرة.
العربي الجديد