إننا ننصحك بقراءة هذه المادة لتعرف ماذا تفعل لو وضعت الديزل في خزان للبنزين أو البنزين في خزان الديزل، وتعرف مدى خطورة المشكلة التي تواجهها.
قبل أن تقرأ أيضا هذه النصائح، ينبغي أن تعلم أن عدد الذين يقعون في هذا الخطأ سنويا يمثلون نسبة معتبرة، ففي بريطانيا على سبيل المثال تسجل الإحصاءات وقوع هذه المشكلة لدى 150 ألف شخص سنويا، الأمر الذي يقارب عدد سكان مدينة صغيرة، وما يعني أنه يحدث مرة كل ثلاث دقائق ونصف في تلك الدولة.
صحيفة التليغراف البريطانية أعدت مادة لمساعدة السائقين على مواجهة المشكلات، وأكدت فيها أن كمية الضرر التي تلحق بالسيارة يحددها نوع المحرك الذي تمتلكه، وما إذا كان الديزل قد اختلط بالبنزين أو أن العكس هو ما حدث، وكذلك الكمية التي اختلطت مع الوقود الأصلي، وما إذا كان الوقود الخاطئ قد وصل إلى مضخات الوقود بالمحرك أم لا.
لا تشغل السيارة
أهم الإرشادات التي ينبغي تذكرها، ألا يتم تشغيل السيارة عند مواجهة ذلك الموقف. لأن إبقاء السيارة مُطفأة يعزز فرص الحد من الضرر. وفي المقابل، في حالة تشغيل السيارة، كلما ازداد ضخ الوقود إلى المحرك ازدادت كلفة الإصلاح، لكن بعض السيارات تبدأ في توزيع الوقود قبل تشغيل المحرك، لذا من المهم عدم وضع مفتاح السيارة في مكان التشغيل من الأساس.
وقد يشعر أصحاب السيارات ذات ناقل السرعة الأوتوماتيكي بالاضطرار إلى وضع المفتاح في مكان التشغيل حيث لن يتمكنوا من دفع السيارة بأيديهم بعيدا عن مضخة البنزين إلا إذا فعلوا ذلك، إلا أن ذلك الخيار أيضاً قد يكون خطيراً، ولا ينبغي أن يُتبع إلا إذا اقتضت الضرورة القصوى تحريك السيارة.
ينبغي على صاحب السيارة أن يُخبر عامل محطة الوقود بالموقف؛ فربما استطاع مساعدته من خلال إما غلق مضخة الوقود أو من خلال تطويق السيارة. والآمن إذا حدث وملأت خزان سيارتك بالوقود الخاطئ، أن تتصل بسيارة إنقاذ وتنتظرها حتى تأتي وتقيّم لك حجم الضرر الواقع بالسيارة.
ماذا إن اكتشفت ذلك بعد أن تحركت بالسيارة
كثير من قائدي السيارات الذين يملأون خزاناتهم بالوقود الخاطئ ينتبهون للخطأ أثناء ملئهم للخزان أو ربما فور الانتهاء من العملية، ولكن إن واجهت ذلك الموقف واكتشفته بعد أن خضت رحلتك بالسيارة، فعليك أن تتوقف في مكان آمن وتوقف السيارة وتنزع المفتاح من مكانه.
ومرة أخرى نؤكد أن حجم الضرر يتوقف على كثير من العوامل، لكن كلما زادت المدة التي اشتغل فيها محرك السيارة بينما خزان الوقود ممتلئ بالوقود الخاطئ، زادت معه كلفة تغيير وإصلاح الأجزاء التي خُربت، وتتضمن أعراض ملء السيارة بالوقود الخاطئ صعوبة وعدم انتظام في عملية تزويد السرعة، وخلل في عملية احتراق الوقود (تقطيع)، وخروج دخان كثيف من العادم.
فإن تشككت من احتمالية تزويد سيارتك بالوقود الخاطئ، فعليك الاتصال بشركة الصيانة للتأكد فقط من عدم وقوع الأمر، لأن الاتصال بهم سيكون أقل كلفة بكثير من توقع الأفضل، ومن ثم اكتشاف عدم إصابة توقعك.
أيهما أسوأ، إضافة البنزين للديزل أم إضافة الديزل للبنزين؟
تعد الأخطاء التي تُرتكب بإضافة البنزين إلى السيارات التي تعمل بالديزل أكثر شيوعاً من مثيلاتها مع السيارات التي تعمل بالبنزين، ويعود السبب في ذلك إلى أن فوهة مضخة وقود الديزل أكبر من فتحة خزانات الوقود بالنسبة للسيارات التي تعمل بالبنزين، مما يوفر حماية لقائدي تلك السيارات ضد ارتكاب هذه الأخطاء.
على الرغم من ذلك، لا يزال ثمة احتمالية ارتكاب الخطأ بالنسبة للسيارات التي تعمل بالبنزين، سواء من خلال ملء الخزان باستخدام القوارير أو حتى ملئه من مضخة الوقود مباشرة. ولكن أغلبية الأخطاء تُرتكب من خلال إضافة البنزين إلى سيارات تعمل بوقود الديزل.
ولسوء الحظ، يعد التأثير الحاصل عند إضافة بنزين إلى محرك ديزل، أكثر ضرراً عند حدوث العكس، ويكمن السبب الرئيسي وراء ذلك في أن الديزل في ذاته يُستخدم لتشحيم بعض الأجزاء الهامة بالسيارة، أما البنزين فلا يحتوي على تلك المواد التي تقوم بعملية التشحيم الضرورية للحفاظ على مضخة الوقود بالسيارة في حالة جيدة.
وبصفة عامة، يختلط البنزين والديزل معًأ (فلا يطفو أحدهم فوق الآخر لاختلاف الكثافة)، مما يعني أنه عندما تُدار السيارة يبدأ الخزان في ضخ الوقود، فيسبب مجموعة من المشاكل المتنوعة.
ما التكاليف المحتملة لهذه المشكلة؟
إن افترضنا أن قائد السيارة لم يخاطر واتصل بسيارة إنقاذ لتصطحبه إلى أقرب مركز صيانة، فإن التكلفة لن تتعدى مئات الدولارات، حتى وإن تسبب الأمر في إضرار المحرك. أما إن وقع الضرر بالفعل، فإن ذلك يعني أن كلفة الإصلاح ستصل إلى آلاف الدولارات حسب الأجزاء التي طالها الضرر بالسيارة.
غير أن الأمور لا تكون سيئة بهذه الصورة على الدوام، فالكميات القليلة من الوقود الخاطئ والتلوث الحاصل بسببها، تستطيع معظم المحركات التعامل معه. لذا فإن كان الخطأ مقصوراً على كمية قليلة من الوقود الخاطئ وسط خزان ممتلئ بالوقود الصحيح، فيمكنك مغادرة محطة الوقود دون قلق، ومن الناحية العملية سيكون استخدام وقود الديزل هو الأكثر كلفة بما يحتويه من مواد تشحيم إضافية.
يخبرنا التاريخ أن قائدي السيارات وسائقي الشاحنات طالما أضافوا كميات صغيرة من البنزين إلى خزانات الديزل لكي يساعد على تشغيل المحرك في الشتاء، لكن ذلك الأمر لم يعد يُنصح به حالياً، بالإضافة إلى أنه يشار أن المحركات يمكنها التعامل مع تلك الحوادث البسيطة على الدوام.
المصدر: هافينغتون بوست عربي