في الوقت الذي تجاوزت فيه درجة الحرارة في شهر آب من العام 2015 حاجز الــ 36 درجة ولامست الأربعين مئوية في القدس الشريف، وسط أجواء مُتطرفة ومُغبرة شديدة الحرارة ، يأتي هذا الصيف بأرقام مُختلفة عن مواسم الصيف الماضية وبشكل ملحوظ، إذ أن درجة الحرارة لم تتجاوز منذ الحادي والعشرين من حزيران يونيو المُنصرم، أي منذ بداية الصيف، حاجز الــ 35 درجة مئوية في القدس، بل على العكس تميز الصيف الحالي بثبات واضح في درجات الحرارة حول الرقم 30 في العاصمة القدس الشريف.
الحر الذي شعر ويشعر به المواطنون طوال فصل الصيف الحالي لم يكن بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة لأننا كما ذكرنا أعلاه كانت القياسات معتدلة وحول المعدل بل وهبطت احياناً عن المعدل العام، لكن الاستقرار الحراري العام والمُترافق بامتداد للمنخفضات الحرارية الى داخل المياه في البحر المتوسط، ولّد رياح اكثر رطوبة حيث بلغ المعدل العام للشهرين الماضيين لساعات النهار قرابة 50%، ما يعني أن الثلاثين مئوية في ظل رطوبة مرتفعة نسبياً في الجبال تعزز الشعور بالحر، ويُصبح الطقس مرهقا ً في السواحل والمناطق القريبة السهلية.
الفترة المُقبلة تبقى خلالها الحالة الجوية شبه مستقرة، أي أن الحرارة حتى نهاية الاسبوع ستتراوح ما بين 29-30 درجة في القدس، وبالتالي نتحدث عن طقس معتدل صيفي نهاراً ومائل للبرودة ليلاً في المدن الجبلية، وأكثر حرارة في بقية المناطق ضمن المعدل العام لها.
ما بعد ذلك، وخاصة ما بين 3-10 من شهر ايلول/ سبتمبر، تُشير الخرائط العامة الى احتمالية نشوء منخفض جوي مُبكر فوق منطقة البحر الاسود وتركيا، ما يدفع برياح اقل حرارة ذات درجات دون المعدل صوب بلاد الشام، وبالتالي يتوقع ان تهبط درجات الحرارة بشكل ملموس وربما تتحول ليالي سبتمبر في الفترة المذكورة الى باردة فوق الجبال، ولا يُستبعد تشكل غيوم ممطرة على سواحل لبنان وسوريا وربما شمال فلسطين تهطل خلالها زخات الأمطار الخريفية المُبكرة.
الخرائط الجوية بعيدة المدى من خلال الاشارات العامة تُظهر امكانية تشكل خريف ممطر مُبكر لهذا الموسم 2016-2017، وسط حرارة حول المعدلات العامة بشكلٍ عام لشهر أكتوبر، مع التنويه بأن النشرات القادمة الموسمية قد تحمل مُتغيرات جديدة، سنتابعها معكم على الدوام.
عن "معا"