هل باتت عاصمة بيرو الأكثر ازدهارًا في أمريكا الجنوبية؟
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.13(%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.32(1.49%)   AZIZA: 2.57(%)   BJP: 2.85(1.79%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.85(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.14(%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70( %)   NIC: 3.05( %)   NSC: 2.95( %)   OOREDOO: 0.75( %)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.98(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.10( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.20(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.15(4.50%)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 27 آب 2016

هل باتت عاصمة بيرو الأكثر ازدهارًا في أمريكا الجنوبية؟

على الرغم من أن اقتصاد مدينة ليما، عاصمة بيرو، الآخذة في الازدهار هو الأكثر نموًا بين مدن الأمركيتين، إلا أن العامل الرئيسي لجذب السائحين إليها هو أكلاتها المميزة، كما يوضح الصحفي مارك جوهانسون.

تجتمع في مدينة ليما كل السمات الرائعة التي تميز أمريكا اللاتينية قديمًا وحديثًا. فعندما تستقل سيارة الأجرة لتنقلك في رحلة مثيرة من المطار إلى وسط المدينة، ستمر على ناطحات سحاب حديثة تزاحم واجهات المباني القديمة ذات التصميم الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، في حين تنتشر بين جنبات المدينة مبانٍ قديمة تضم شققا فاخرة.

في السنوات الأخيرة، سطع نجم بيرو من بين دول أمريكا الجنوبية، في منطقة تكاد تكون التوقعات الاقتصادية في كل دولها سلبية. فقد ذكرت وحدة البحوث الاقتصادية التابعة لمجموعة الإكونوميست في آخر توقعاتها أن النمو السنوي المتوقع أن تحققه بيرو هو 4.1 في المئة خلال عام 2030.

وعلى الرغم من أن هذا المعدل أقل من معدل النمو الذي حققته بيرو قبل عامين، وبلغ ستة في المئة، فإن اقتصاد بيرو لا يزال الأسرع نموًا بين اقتصادات دول الأمريكتين، وهذا بفضل الروابط الاقتصادية الوثيقة التي تربطها بالصين، وقطاع الخدمات القوي، ومجال التصدير المزدهر.

ويرى كثيرون أن مدينة ليما بمثابة نقطة الوصول التي تنطلق منها في رحلات إلى أطلال حضارة الماتشو بيتشو الشهيرة. ولكن تأمل السلطات أن تجعل من مدينة ليما مركزًا إقليميًا، ليس فقط للسياحة الترفيهية ولكن أيضًا للتجارة والأعمال.

وقد احتلت مدينة ليما المركز الثامن في دراسة أجرتها وحدة التحليل والدراسات التابعة لمجلة "أمريكا إيكونونميا" عام 2016 بشأن أفضل المدن في أمريكا اللاتينية من حيث التجارة والأعمال، وذلك بفضل إطار العمل الاجتماعي والسياسي القوي، والتنمية البيئية المستدامة، وانخفاض معدل البطالة.

وباتت مدينة ليما مقصدًا لجميع المسافرين تقريبًا من الذين يأتون إلى بيرو بهدف المشاركة في مجال التجارة والأعمال. ويبلغ عدد سكان مدينة ليما 9.9 مليون نسمة، وهذا يعني أنها تضم نحو ثلث سكان بيرو. كما إنها تضم 7 آلاف مصنع، وتكاد تضم جميع الشركات متعددة الجنسيات التي اتخذت من بيرو مقرًا لها (مثل شركة تليفونيكا الإسبانية للاتصالات السلكية واللاسلكية ومجموعة "بي بي في إيه" للخدمات المصرفية).

 

وتتدفق على بيرو الاستثمارات الأجنبية بكثرة في مجالات التعدين، والهيدروكربون، ومشروعات البنية التحتية الرئيسية. ويعد الخط الثاني للقطار الخفيف "مترو" أحد الأمثلة على ذلك.

بيد أن النمو الاقتصادي القوي حولها إلى مدينة للموسرين والمعدمين على حد سواء، شأنها كشأن الكثير من عواصم أمريكا الجنوبية. فبينما يستمتع الموسرون بالإطلال على المحيط الهادئ من المجمعات السكنية البرّاقة بمحاذاة المنحدرات الصخرية الساحلية، يعيش المعدمون في أحياء فقيرة شاسعة تنتشر داخل الهضاب.

وقد تعاظم حجم أغلب هذه الأحياء الفقيرة إبان الصراع الداخلي الذي شهدته بيرو في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.

الوصول إلى المكان

بحسب مؤشر "ماستركارد" الأخير للمقاصد العالمية، استقبلت مدينة ليما عام 2015 زائرين من دول العالم أكثر من أي مدينة أخرى في أمريكا اللاتينية. وبعد إضافة 4.22 مليون أجنبي توقفوا في مدينة ليما في منتصف رحلتهم لقضاء الليل، بات عدد زائري مدينة ليما ضعف عدد زائري مدينة المكسيك، المنافس الأقرب لمدينة ليما.

وبفضل تدفق المسافرين الأجانب على مدينة ليما في السنوات الأخيرة، تحول مطار جورج شافيز الدولي بمدينة ليما إلى أحد أفضل المطارات في المنطقة، إذ يضم متاجر رائعة، ومحطات شحن وفيرة، وماكينات صراف آلي عديدة، يمكن صرف دولارات أمريكية من بعضها.

لكن هناك سلبيات أيضا في أروقة هذا المطار، ففي ساعات الذروة تسود منطقة الوصول حالة من الفوضى، إذ لا يدوم الاتصال عبر شبكة "واي فاي" لأكثر من 10 دقائق، وتكون الخدمة في أماكن تقديم الطعام فاترة وغير حيوية.

وتصل أجرة سيارة الأجرة الرسمية من المطار إلى سان إيسيدرو أو ميرافلورز أو برانكو (المناطق الثلاث التي ستكثر في الغالب من زيارتها)، إلى 60 نويفو سول، وهي العملة المحلية لبيرو، أي ما يعادل 18 دولارًا.

أما سيارات الأجرة غير الرسمية، التي لا تحجزها من المكان المخصص لذلك بالمطار، فعلى الرغم من أنها قد تكلفك أقل من سيارات الأجرة الرسمية بواقع 20 نويفو سول، ما يعادل 6 دولارات، من الأفضل الابتعاد عنها لأسباب أمنية، لوجود بلاغات تفيد بوقوع حالات سرقة، وإن كانت غير متكررة.

 

فضلًا عن أن الطرق شديدة الازدحام وتضج بأصوات أبواق السيارات المزعجة، قد تتحول رحلتك إلى منطقة سان إيسيدرو التجارية، التي من المفترض ألا تستغرق أكثر من 30 دقيقة، إلى تجربة مريرة على مدار ساعة ونصف، ولا سيما في الصباح ووقت الظهيرة في أيام العمل الرسمية. ولهذا عليك أن تخطط لرحلتك تبعًا لذلك.

وعليك أن تضع في الحسبان أن سيارات الأجرة التي تجوب المدينة طولًا وعرضًا لا تعتمد في احتساب الأجرة على عداد يقيس المسافة المقطوعة، ولذا عليك دومًا أن تتفاوض مع السائق على سعر الرحلة قبل أن تقفز داخل السيارة.

تقول لوسي هولدنغ، وهي محللة استثمارية من لندن، وتسافر إلى مدينة ليما مرتين سنويًا لإقناع عملاء جدد بالعمل معها، ولقاء مستثمرين محتملين، إنها تترك لنفسها دومًا 45 دقيقة على الأقل بين كل اجتماع وآخر في منطقة سان إيسيدرو التجارية، وتتعاقد عادةً مع شركة خاصة لتوفير سيارات الأجرة بالساعة.

طباع أهل بيرو

تقول هولدنغ إن كل سكان بيرو الذين تعاملت معهم كانوا على مستوى عال من المهنية، ولكن الأعمال في بيرو تسير بخطى بطيئة مقارنة بأوروبا، ونادرًا ما تبدأ الاجتماعات في الوقت المحدد للانعقاد.

وتضيف هولدنغ: "كن مستعدًا للانتظار 10 دقائق إضافية".

قد يتخذ التفاعل بين الناس في مجال الأعمال منحى شخصيًا إلى حد ما. وتقول هولدنغ مفسرة: "يعد أبناء بيرو رواد أعمال يعتزون بأنفهسم، ولكنهم يستهلكون الوقت في إقامة علاقات قبل الانخراط في صفقات تجارية".

وأردفت هولندغ قائلة إن مجتمع الأعمال في ليما "صغير نسبيًا" مقارنة بالمراكز المالية الأخرى، ويتفاعل أغلب المهنيين في معظم الحالات مع أناس من نفس الدوائر التي ينتمون لها.

أهمية النقود

مدينة ليما هي مدينة عالمية تضم مجموعة عريضة من ماكينات الصراف الآلي، ومكاتب الصرافة لتلبي احتياجات السياح الذين يتوافدون على المدينة من كل حدب وصوب.

 

وتقبل الكثير من الفنادق ومراكز التسوق والمطاعم الفاخرة التعامل ببطاقات الائتمان، ويُحتسب في المعتاد 10 في المئة بقشيش، وقد تضاف بالفعل إلى الفاتورة.

إلا أن الأفضل أن تبقي معك بعض النويفو سول من الفئات النقدية الصغيرة لاستعمالها عند محاسبة سائقي سيارات الأجرة، الذين يجدون صعوبة في تحويل الفئات النقدية الكبيرة إلى فئات نقدية أصغر.

أين ستقيم؟

يفضل المديرون التنفيذيون الإقامة في فندق "ويستين ليما"، الذي يضم أحدث مركز للمؤتمرات، علاوة على أربع حانات ومطاعم. ويقع هذا الفندق الشاهق في قلب سان إيسيدرو ويمكنك أن تتجول بنظرك بين ناطحات السحاب في المدينة من فوق هذا الفندق.

ولمن يبحثون عن غرف وشقق للإيجار ذات طراز أحدث في وسط المدينة، في المنطقة المطلة على البحر من برانكو، سيجدون فندق بي، وهو قصر مبني على طراز يعود إلى الحقبة الجميلة التي ازدهر فيها الفن الجميل في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى، حيث تزين اللوحات الفنية كل شبر من جدرانه البيضاء.

خارج ساعات العمل الرسمية

يُجمع كل من يعيشون في مدينة ليما على حب شيء واحد، وهو الطعام. وقد أطلق المسؤولون في مجال السياحة في ليما حملة على مدار عقد من الزمن للترويج لأكلات ليما الرائعة حول العالم، والآن أّدرجت ثلاثة مطاعم من مدينة ليما ضمن قائمة أفضل 50 مطعم ذات شهرة واسعة في العالم.

ويقول الشيف ميتسوهارو تسومورا، الذي يمتلك مطعم مايدو الذي أثّر في الكثير من المطاعم الأخرى، مفسرًا: "بعدما تعافت البلاد من الإرهاب الذي عانت منه طيلة 20 سنة، كان البيروفيون يحتاجون إلى شيء يؤمنون به، ويحيي الفخر والاعتزاز بداخلهم لكونهم ينتمون إلى بيرو، وكان فن الطهي واعداد الطعام هو الشيء الذي لا يختلف عليه أحد".

تتجسد جودة المطبخ البيروفي في طبق "السيفيش"، وهو خليط منعش من السمك النيء المعالج في عصير الليمون، ومتبل بطعم فلفل الآجي البيروفي.

 

وعلى الرغم من أن هذا الطبق هو الطبق الرئيسي في جل المطاعم الفاخرة في المدينة، إلا أن بعض أفضل أطباق "السيفيش" تخرج من مطاعم متواضعة على جانب الطريق مثل مطعم "التوكي بيز" في سوركويلو، و"هيجو دي أولايا" في ميرافلورز، حيث قد تصل تكلفة طبق مكدس بفواكه البحر إلى 10 نويفو سول، أي ما يعادل 3 دولارات، فقط.

إن الوقت لا يتسع ولا المعدة تكفي لتذوق كل أنواع الأطعمة التي تقدمها المطاعم في المدينة في رحلة واحدة. وحتى لو زرت بضعة مطاعم من قائمة أسماء المطاعم ذات الشهرة العالمية التي تنوي زيارتها، مثل مطعم سنترال أو "أستريد يي غاستون" أو مايدو، فسرعان ما ستدرك أنك لم تعرف إلا القليل عن المطبخ البيروفي.

وإلى جانب الطعام، يجتذب الفن الرائع الذي تزخر به مدينة ليما السائحين. ويضم متحف لاركو في إقليم بويلو ليبر مجموعة منقطعة النظير من الأواني الخزفية التي تعود إلى العصر قبل الكولومبي، وملابس الحرب المليئة بالزخارف والمطلية بالذهب من حضارات بيرو القديمة التي لا يعرفها الكثيرون.

وسيأخذك حي بارانكو البوهيمي في رحلة مثيرة من الفن الحديث، تتجول خلالها في الكثير من القصور القديمة التي تضم بعض أكثر أعمال الفن المعاصر لفتًا للأنظار في القارة.

ونظرًا لكثرة الاستثمارات في بيرو، وثرائها الحضاري الفريد، وازدهار المطبخ البيروفي، فإن ما ستقدمه الآن العاصمة البيروفية للوافدين إليها في رحلات عمل أكثر مما كانت تتيحه لهم في العقود الماضية التي شهدت الكثير من الاضطرابات.

 

 

 

 

بي بي سي عربية

Loading...