قرّر ثلاثة شبان رفع التحدي وتعلم لغة جديدة غريبة عنهم في أسبوع واحد، لذا انتقل كل من ستيفانو من جنوب إيطاليا وإد البريطاني وألبيرتو من قادس الإسبانية إلى تعلم اللغة الفرنسية في هذه المدة القصيرة، وقد تمكن الشبان الثلاثة من تحقيق الهدف فعلاً، وهذه هي وصفتهم:
1. الإثنين
ويقول موقع مجلة "بابل" إن ستيفانو قد قام بالتخطيط للبرنامج الأسبوعي، فقد تعود أن يغرق في المهام من قبل، وهذه الطريقة سوف تجعله يستخدم الوقت بشكل أكثر حكمة، ثم قام بالبحث عن الإذاعات الفرنسية حتى يستمع إليها في الطريق وأثناء العمل، كما قام بتحميل دروس سمعية ليتعلم اللغة أثناء المشي.
وأصبح إد يستيقظ نصف ساعة قبل الموعد الذي تعود عليه، وقام بتحميل تطبيق لتعلم اللغة يستخدمه ما بين 60 و90 دقيقة يومياً، وذلك بدل التوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع أخرى لا فائدة منها.
وعكْسَ إد الذي ركز على تعلّم القواعد، قرر ألبيرتو أن يستغل وقت جولة الكلب الصباحية من أجل تعلم سلسلة عبارات تستخدم يومياً، مثل التحية والطلبات والرد عليها.
2. الثلاثاء
في اليوم الثاني بدأ ستيفانو الاستماع إلى درسه الأول وهو في طريقه على الدراجة، حيث ما إن وصل إلى العمل حتى كان قد انتهى من تعلم العد بالفرنسية من 1 إلى 100، كما أمسى يجلس قرب صديقة تتحدث الفرنسية ليستغل الفرصة في تطوير لغته بالدردشة معها بشكل مباشر أو عبر الكومبيوتر.
وتابع إد تعلم اللغة بالاعتماد على قواعدها، فأول ما فعله عندما استيقظ هذا اليوم هو تعلم تصريف الأفعال الأساسية وتمكن في نصف ساعة من تعلم تصريف عشرين فعلاً مشهوراً، خصوصاً تلك الهامة في تشكيل جمل جديدة مثل "يستطيع" و"يريد" وغيرها.
هذا وصار إد يتحدث مع نفسه داخلياً بالفرنسية ما جعله يوظف العبارات الجديدة في حوار داخلي طوال الوقت.
3. الأربعاء
يعترف ألبيرتو بأن المسألة لم تكن سهلة دائماً، إذ صمّم الثلاثة برنامجهم بالاعتماد على الوقت الفائض في استراحة الغداء وقبل وبعد ساعات العمل، لذا كان ألبيرتو يجد صعوبة بفصل نفسه عن العمل وامتلاك الطاقة الكافية.
والتقى إد متحدثة أصلية باللغة الفرنسية، وصار يطبق معها ما تعلمه في اللغة من كلمات وأفعال وروابط، وصار شيئاً فشيئاً يتمكن من اللغة وهو يلخص إحساسه آنذاك بالقول J’étais très satisfait de mon français (بالفرنسية وتعني: كنت جد راضٍ عن فرنسيتي).
4. الخميس
استغل الجميع ليلة حفل تم تنظيمها لتوديع زميلة لهم، وحاولوا التحدث طوال الوقت مع زملائهم الناطقين بالفرنسية، وصاروا بعد التجربة أكثر رضىً عن أنفسهم، إذ صارت لغتهم أكثر سلاسة.
5. الجمعة
ألبيرتو بدا راضياً بتطوره في اللغة، فقد تعلم الكثير من الكلمات المرتبطة بالطعام، وذاك من أجل حفل عشاء في نهاية الأسبوع، يقول إنه صار خبيراً بكل ما هو نباتي في اللغة الفرنسية في هذه المدة القصيرة.
وكان إد سعيداً بلقائه مع زميلة فرنسية قديمة من أيام الكلية، إذ كانت مندهشة من لغته الفرنسية الجيدة، وهذا أعطاه الكثير من الطاقة والثقة في النفس، كما بدا الوضع غريباً لأنه في البداية كانا لا يتحدثان إلا بالإنكليزية.
6. السبت
ليس ستيفانو متأكداً من أن الأمر كان يتعلق فعلاً بـ"عطلة" نهاية أسبوع إذ كان على الشباب الثلاثة أن يعملوا بكد على جمع ما تعلموه وتطبيقه وممارسته، وكان المكان غارقاً بهمسات باللغة الفرنسية بلكنات إسبانية وإيطالية.
وما زال ألبيرتو مصراً على أن سبب نجاحه هو الابتداء بتعلم الكلمات المرتبطة بالواقع وليس البدء من القواعد الجافة كما فعل إد، لكن حتى الساعة يبدو أن كل هذه الطرق ناجحة.
ودخل الجميع فصلاً دراسياً تم تعديله وفق متطلبات كل واحد من الثلاثة.
7. الأحد
يقول إد إن يوم السبت كان يوماً ماراتونياً، مع كثير من الضغط والمرح، لكن المستوى قد تطوّر أكثر من المتوقع، فلم يعد يتعلّق فقط بجمع الجمل، بل الانتقال إلى إبداء الرأي، وهكذا بات الجميع قادرين على التعبير عن أنفسهم باستخدام لغة أجنبية.
وصار ستيفانو يتظاهر بأنه فرنسي في المحل الألماني وهو يشتري الطعام، وكان الجميع جاهزاً للعشاء الفرنسي الموعود، وكان إد قد تعود على الحديث مع معلمته بالفرنسية بخفة، بينما كان ألبيرتو قادراً على التعرف على كل أصناف الطعام التي تم إعدادها وتذوقها.
ومر العشاء الموعود مع ثلاثة متحدثين أصليين بالفرنسية بشكل جيد جداً، يقول ألبيرتو، فقد استمع الثلاثة باهتمام وفهموا غالبية الحديث، كما تناقشوا وتحدثوا بالفرنسية، ولم يكفهم الوقت للحديث في كل القضايا، وأثنى الثلاثة على الطهاة وتبادلوا الحديث طيلة السهرة.
هكذا، ورغم أن الثلاثة لم يتحدثوا يوماً الفرنسية، إلاّ أنهم تمكنوا من تحقيق تقدم كبير من حيث الفهم والتحدث، في أسبوع واحد فقط.
وكالات