لطالما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وقبلها المنتديات والمواقع المتخصصة معلومات عن الإنسان والقمر، وعن علاقة تجمع بينهما. وتقول الدراسات المنشورة إن معدلات جرائم الاغتصاب والعنف والقتل تزداد عند اكتمال القمر، كما أن أجهزة الأمن تتجهز لهذه الأيام، لكن ما مدى صحة هذه المعلومات؟
أكد موقع القسم العلمي في "بي بي سي" أن ضباط الشرطة والموظفين في أقسام الطوارئ في المستشفيات الذين تحدث إليهم أصرّوا على أنهم لاحظوا معدلات أعلى للحوادث والعنف والجريمة. وفي عام 2007 في إحدى المناطق في مدينة برايتون البريطانية، اضطرت الشرطة لاستدعاء تعزيزات وموظفين إضافيين خلال ليالي القمر المكتمل. وترتبط فكرة تأثير القمر على السلوك البشري بجانب من الأساطير الشعبية والدراسات العلمية.
وفي صيف 2013 أجريت دراسات على مجموعة طُلب منها النوم في المختبر في ليلة قمر مكتمل. وتوصلت الدراسة إلى أن المجربين قالوا إن نومهم كان 15 في المائة أقل مما اعتادوا عليه في الليالي الأخرى، واحتاجوا إلى خمس دقائق أكثر من المعتاد حتى يأخذهم النوم.
وحظيت هذه الدراسة بالكثير من التغطية الإعلامية، إلى أن ثبت أن الاختبارات لم تجر إلّا على 33 شخصاً فقط، وحتى المشرفون عليها حذروا من استنتاج الكثير منها.
والحصول على نتائج موثوقة يتطلب بيانات إحصائية أكثر، لذا قام عالما النفس الأميركيان، جيمس روتون وإيفان كيلي، بأبحاث بناء على هذا المنهج. وجمع العالمان بين 37 دراسة حول آثار الدورة القمرية، ليخلصوا في النهاية إلى أنّ لا علاقة بين الدورة القمرية والأزمات النفسية أو القتل أو حوادث السير أو الانتحار أو الجرائم.
وعندما دقّق العالمان في الحوادث وجدا أنها غير مرتبطة بالقمر بقدر ما هي مرتبطة بعناصر أخرى. وكان القمر يتزامن في تلك الدراسات مع عطلة نهاية الأسبوع وغيرها من الأوقات التي تحدث فيها المتاعب على أية حال.
وفي دراسة أخرى أجريت عام 1992، تمت مراجعة أكثر من 20 دراسة حول العلاقة بين مراحل القمر وعدد الأشخاص الذين فكروا في الانتحار. ولم تتوصل الدراسة إلى أي دليل على وجود أي رابط بينهما.
وكالات