بعد احداث البلدة القديمة في نابلس، الخميس الماضي التي ادت الى استشهاد اثنين من عناصر الاجهزة الامنية، شهدت المنطقة نشاطا امنيا مكثفا ومستمر حتى اليوم، من اجل بسط القانون واعتقال الخارجين عن القانون والفارين من وجه العادلة.
مصدر امني ، اكد اعتقال اثنين الليلة ، من المطلوبين للاجهزة الامنية ويشتبه بضلوعهم بعملية اطلاق النار على الدورية التي كان بها الشهيدين شبلي بني شسمه (27 عاما) من بلدة بيتا جنوب نابلس، محمود الطرايرة (27 عاما) من بلدة بني نعيم بمحافظة الخليل.
المتحدث الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء عدنان الضميري، أعلن امس ضبط كميات من قذائف "الانيرجا" مضادة للدروع، وذخيرة حية تقدر بالمئات وقنابل يدوية محلية الصنع داخل منازل ومخازن بالبلدة القديمة بنابلس.
واكد أن النشاط الأمني مستمر لملاحقة تجار السلاح، والمجرمين، والقتلة، وتجار المخدرات، والفارين من العدالة في مختلف المحافظات، وعدد الشهداء من قوات الأمن والشرطة وصل بارتقاء هذين الشهيدين إلى 5 على مدار الشهرين الأخيرين.
وقال إن الأمن اعتقل يوم امس 8 من الأشخاص الذين ساعدوا في إيواء الخارجين عن القانون. وأكد استمرار العمل لفرض الأمن والأمان والقبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة وفق القانون.
ووجه الضميري نصيحة لكل من يحمل سلاحا غير شرعيا أن يسلمه أو يصوب أوضاعه إذا كان يحمل ترخيصا في السابق، وعلى كل مطلوب للعدالة وصدر بحقه حكم عليه أن يسلم نفسه. وأكد أن كل من تسول له نفسه بإشهار السلاح بوجه الأجهزة الامنية سيكون النتيجة قاسية وكله وفق القانون.
وعلمت شاشة نيوز ان وفدا من الشخصيات الاعتبارية في نابلس، سيتوجه ظهر اليوم السبت ، لتقديم واجب العزاء في الشهيد الطرايرة في بلدة بني نعيم بالخليل.
ردود حول مقتل اثنين من المطلوبين خلال النشاط الامني
عقب الاعلان مقتل اثنين من المطلوبين لدى الاجهزة الامنية والمشتبه بضلوعهم باطلاق النار، خلال رد عناصر الامن على مصدر النار امس الاول. عائلتا القتيلين اصدرتا بيانا ادانة للاحداث المؤسفة التي مرت بها محافظة نابلس، والترحم على شهداء الاجهزة الامنية. وناشدت العائلتان بفتح ملف تحقيق حول مجريات الحادثة وتبيان الحقيقة .
المحامي نائل الحوح اصدر بيانا بشأن احداث نابلس الاخيرة... جاء فيه " في الوقت الذي نرى فيه ان كل سلاحٍ رُفع في وجه قوى الأمن هو سلاح مشبوه يجب البحث عن حامله ومحرّكه ، وهذا واجب الدولة ومسؤوليتها ؛ وعليه فإننّا نرى جريمة قتل رجال الأمن هي جريمة عظمى تستوجب العقاب لما لها من بعد وطنيّ على مكونات شعبنا الفلسطينيّ ".
واضاف البيان " وفي ذات الوقت نرى ان المؤسسة الأمنية لم تكن موفقة باتخاذ قرارها الخاطئ باقتحام البلدة القديمة في وقت الازدحام والذروة ، او بأحسن أحواله كمينٍ وقعت به الأجهزة الأمنية لم تكن موفقة بالتعامل معه.
واشار الى أن دور الدولة من خلال اجهزتها محاسبة الخارجين عن القانون من خلال إحالتهم الى جهة القضاء المختصة بإنزال العقوبة الرادعة بحق الخارجين عن القانون ، الا ان ذلك لا يبرر للمؤسسة الأمنية اتخاذ الإجراءات القمعية بحب المواطنين في البلدة القديمة ، وعليه فإننا نحمل السلطة مسؤولية إعدام مواطِنَيْنِ في البلدة القديمة واحراق احد اعرق دواوين نابلس وحرق السيارات والبيوت على أساس انتقاميّ.
وطالب الحوح في بيانه بتشكيل لجنة تحقيق من المراجع القانونية والقوى الوطنية والشخصيات الاعتبارية للبحث في أسباب هذه الجرائم وتداعياتها للحفاظ على وحدة الصف الوطنيّ.
احداث نابلس والانتخابات
عضو المجلس الثوري لحركة فتح اللواء سرحان دويكات، المكلف بموضوع الحوار مع القوى والفصائل والشخصيات النابلسية حول انتخابات بلدية نابلس، طالب الحكومة بإرجاء انتخابات بلدية نابلس المزمع عقدها في الثامن من تشرين اول القادم، نتيجة للظروف الأمنية الاستثنائية التي تمر بها المدينة ومخيماتها.
واوضح دويكات في بيان صدر عنه ان قراره بتعليق مسؤوليته هذا جاء انسجاما مع نبض المواطنين، وإيمانا بضرورة توجيه البوصلة والجهد نحو حماية مشروعنا الوطني، وسلمنا الأهلي، والسلطة الوطنية التي تتعرض لمؤامرة قذرة، تهدف إلى ضرب صمودنا من خلال ضرب عصبنا الأهم، والمتمثل بنسيجنا المجتمعي، ومن أجل ضمان قيادة حوار وطني مسؤول، ومتوازن، يضمن اختيار الأشخاص الأكثر كفاءة لتمثيل المجلس البلدي القادم، بعيدا عن المحاصصة والشخصنة، وارتكازا إلى مبدأ التخصص والكفاءة والمهنية، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه في ظل الأوضاع الراهنة في نابلس.
وقال دويكات إن ما مرت به مدينة نابلس خلال الشهرين الماضيين، من أحداث جسام، أدت لمقتل عدد من المواطنين، نصفهم من أبناء الأجهزة الأمنية والسيادية في المحافظة، تحتم على الجميع الاصطفاف بشكل موحد وجدّي لحماية السلم الأهلي، والنسيج المجتمعي، والحفاظ على المشروع الوطني، الذي يتعرض لتهديد وجودي، نتيجة إجراءات الإحتلال من جهة، وغول الفلتان، والتفسخ من ناحية أخرى.
وطالب اللواء سرحان دويكات المؤسسة الأمنية بالتحلي بأعلى درجات المسؤولية والحكمة وضبط النفس في إدارة الأزمة، والعمل بأقسى درجات الجدية، والتأهب، للحفاظ على ممتلكات المواطنين وأرزاقهم، مناشدا أهالي وعائلات الضحايا إلى الاحتكام إلى القانون، والابتعاد عن العقلية الثأرية الاندفاعية، وردود الفعل العاطفية، التي ستقود حتما إلى تأزيم الوضع في المحافظة، وذلك حفاظا على المشروع الوطني، وتضييعا للفرصة على المتربصين من أصحاب الأجندات المشبوهة، والبوصلة المنحرفة.
عن "شاشة نيوز"