غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى-حرفة في اليد أمان من الفقر بهذه العبارة لخص الطالب منتصر عبد الفتاح إقباله على التعليم المهني مؤكدا أنه يقبل على هذا التعليم لأنه فرصه أوسع من التعليم العادي خاصة في ظل الأعداد الكبيرة والمتزايدة لخريجي الجامعات والمعاهد .

ونوه عبد الفتاح لـ " الاقتصادي" إلى ان التعليم المهني يحمل مستقبلا أوسع في ظل افتقار قطاع غزة  للعديد من المهارات المطلوبة في عمليات إعادة الاعمار للمنازل والمصانع والمنشآت المهدمة.

وقال:" لدينا نقص كبير في أعمال النجارة والحدادة والبناء بعد أن توقف العمال المهرة عن عملهم نتيجة الاغلاق المتواصل لقطاع غزة وتوقف قطاع الإنشاء".

 وتابع من بقى من العمال الذين اعتادوا على العمل داخل الخط الاخضر لم يعودوا قادرين على العمل أو أنهم توفوا بعد ان استمر المنع لما يزيد عن عشر سنوات.

وأشار إلى ان سوق العمل بحاجة ماسة إلى العمال في قطاعات كثيرة مما دفعه إلى التعليم المهني بعد أن استشار والده والعديد من أصحاب الخبرة والمعرفة.

أما الطالبة تقول نعمة مجدي التي تدرس "ترجمة انجليزي" في جامعة الأزهر:" تبلغ سعر ساعة تخصصي 18 دينارا أي مجموع ما ادفع في الفصل الدراسي الواحد يبلغ 324 دينارا"، مشيرة إلى هذا المبلغ يعتبر كبيرا مقارنة بدخل والدها الذي يعمل في مجال البناء.

وتضيف :" امي تحرم اخوتي من متطلبات كثيرة لكي تجمع لي رسوم فصلي الجامعي لافتة إلى ان أخيها حصل هذا العام على معدل 88 % في الثانوية العامة لكن فضل والديه ان يلتحق بجامعة حكومية لما تمتاز به جامعة الأقصى  من رسوم منخفضة وامتيازات جليلة.

بينما تصف تهاني حسن جامعة الأقصى بأنها جامعة ميسوري الحال والفقراء في قطاع غزة خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة على الجميع بدون استثناء.

وتكمل :" فضلت جامعة الأقصى عن غيرها لالتحق بكلية التربية والعلوم الانسانية " تربية انجليزي" لانخفاض سعر ساعة الدراسة الذي يصل 10 دنانير فقط لا غير وكنت فقط ادفع خلال الفصل الدراسي عدد ساعات 6 أي ما يعادل 60 دينارا وذلك بسبب " منحة الأخوة" وهذا المبلغ مقارنة بالجامعات الخاصة الأخرى يعتبر جيدا بالاضافة إلى ان لي اخت تدرس في الجامعة نفسها مما جعلني استفيد من منح الاخوة التي تقدمها الجامعة .

وتردف :" ما اتلقاه من علم في الاقصى هو نفس العلم الذي يتلقاه الآخرون في الجامعات الاخرى، لذا انصح جميع الطلبة باختيار الجامعة التي تناسب اوضاعهم المادية لا الجري وراء الشكل الاجتماعي.

في السياق نفسه، أكد المهندس مدحت الدسوقي مدير مدرسة دير البلح الثانوية الصناعية  على أهمية التعليم المهني من خلال تأهيل وإعداد كوارد في المستوى المهني لسد احتياجات سوق العمل المحلي في القطاعين العام والخاص، مؤكدا الحرص على العمل لاكتشاف وتنمية مهارات الطلبة والعمل على تحقيق رغباتهم في اكتساب تعليم مهني يوافق ميولهم وتوجهاتهم المهنية.

وأشار إلى انه في الآونة الأخيرة أصبح الاقبال على بعض التخصصات مرتبطا بالظروف الراهنة التي يمر بها قطاع غزة من حروب متكررة وحصار مستمر،  لافتا إلى الإقبال على التدريب المهني في القطاع اكثر من الاقبال على التعليم المهني.

وأكد الدسوقي لـ" الاقتصادي" أن التعليم المهني يساهم بشكل كبير في توفير كوادر بشرية تمتلك مهارات تمكن أصحابها من تلبية متطلبات واحتياجات سوق العمل خاصة في عملية اعادة الإعمار.

بدوره قال الدكتور الاقتصادي معين رجب أن السبب وراء قلة الاقبال على التعليم المهني هو رغبة المجتمع الفلسطيني منهم أرباب الأسر والشباب في الوظيفة المكتبية التي لا يتعرض فيها الموظف للعمل الميداني والشاق واحيانا الخطر.

وأضاف أن التعليم الجامعي أصبح مظهرا اجتماعيا راقيا يرفع مستوى الخريج ويجعل له مكانة خاصة في الفترة الماضية حيث كانت تتوفر الوظائف إلا أنه رغم الظروف المتردية وقلة الوظائف والفرص إلا ان هذه الثقافة سائدة.

وأكد رجب على اهمية بذل الجهود من اجل الاقبال على التعليم المهني بالتوعية والتحفيز عبر خفض التكلفة المادية للتعليم المهني"، لافتا إلى ان التعليم المهني في الدول المتقدمة يحتل مكانة عالية لأهميته حيث تشجع الدول طلاب التعليم المهني بكافة السبل والوسائل .

وأكد رجب لـ" الاقتصادي" أن الاقساط الجامعية في قطاع غزة تشكل عبئا كبيرا خاصة في ظل الاوضاع الصعبة التي تفوق قدرات المواطن، لافتا إلى ان الجامعات تحاول ادخال متيسرات للطلبة لكن عدم معرفة الطالب بنظام المنح والقروض يفقده فرصته في الحصول عليه، فعلى الطالب ان يبحث جيدا للاستفادة من كافة المنح التي تخفف من كاهل الأقساط.