ظل البشر دائماً مسحورين بلهيب النار منذ اكتشافها، وانتقل هذا الإعجاب عبر الأجيال، حتى وصل اليوم إلى الباحثين الفيزيائيين والكيميائيين، وصار العلم اليوم قادراً على الإجابة عن السؤال المحيّر: لماذا تحرقنا النار؟ وكيف تفعل ذلك؟
ويبدأ موقع "ساينس نيوز فور ستودنس" تحليل الاحتراق بالتعريف بكيف تتم العملية، إذ تحتاج النار للاشتعال إلى ثلاثة عناصر أساسية، هي الأكسجين والوقود والحرارة، ويكون الحريق مستحيلاً في حال الافتقار إلى واحد منها.
وهناك عدة وسائل لتوفير الحرارة التي ستشعل النار، كإشعال عود ثقاب أو الاحتكاك أو البرق، وبذلك تنطلق عملية تفاعل كيميائية تُدعى الاحتراق، ميزتها أن المواد تتحول إلى مركبات جديدة، في تفاعل غير رجعي، فلا يمكن إعادة ما تم إحراقه إلى الوضعية السابقة.
وكل شيء في الطبيعة قابل للاحتراق تقريباً، إلا أن هناك مواد ذات نقطة وميض أعلى بكثير، وتحتاج إلى درجة حرارة أعلى لتحترق.
ويحس الإنسان بالاحتراق حين تقترب النار من الجلد، وذلك لأن الذرات تبتدئ في التحرك بسرعة حين ملامستها للحرارة، فكلما ازدادت الحرارة ازدادت حركتها، فإذا تخطت الحرارة المعدل الطبيعي قامت الذرات بكسر الروابط التي تربط بينها.
وبنفس الطريقة يحترق الخشب عند ملامسة النيران، وذلك عائد إلى أنه يتكون من ثلاث أنواع مرتبطة من الذرات، وهي الكربون والهيدروجين والأكسجين، وعند تعرضها لحرارة كبرى كصاعقة أو لهيب تنكسر هذه الروابط.
وكالات