كان جلوس الفنانة الشابة حنان أيوب على شاطئ بحر مدينة غزة كفيلًا بلفت انتباهها لفكرة استغلال العدد الكبير من "صدف البحر" وتحويله لأعمال فنية.
والفنانة أيوب (17 عامًا)، من مدينة غزة، تتقن الفن التشكيلي والرسم كهواية منذ صغرها، واستفادت من تشجيع والديها ومعلماتها خلال المراحل الدراسية السابقة.
وتجلس الفنانة على مكتبها في زاوية غرفتها المليئة بلوحات وأشكال فنية صنعتها بيديها، بعد عملية جمع الصدف بأشكاله المتنوعة من شاطئ البحر برفقة والدها، وتنظيفه.
صدف ورسم
وتعتمد أيوب على رسم مخطط هيكلي على الورق قبل البدء بعملية تشكيل الصدف، وتجميعه، والرسم عليه، ومن ثم إعطائه شكلًا جماليًا من خلال طلائه بالألوان المناسبة.
وتقول الفتاة أيوب لمراسل "صفا" إنها اعتادت على زيارة البحر للتمتع بالهواء النقي، والبعد عن ضوضاء المنزل، "لكنه أصبح الآن مرتبطًا بفني كوني أجمع صدفه وأستخدمه في فني الجديد".
ولاقى عمل أيوب استحسانًا من صديقاتها وكل من يراه، إذ تقوم بتصوير ما صنعته من أشكال فنية وتنشره عبر صفحتها على "فيسبوك".
وتعتمد الفنانة حنان على مادة "السيليكون" اللاصقة لتجميع الصدف بعضه ببعض، وتكوين الأشكال الصدفية، عدا عن أقلام التلوين الخاصة، وأدوات فنية أخرى.
وتضيف "لم يقتصر عملي على صنع الأشكال الفنية بالصدف فحسب، لكنه تعدى لعمل إكسسوارات خاصة بالفتيات، وربطها بالصدف الملون، مما لاقى إعجاب الكثيرين".
وعن المعيقات التي تواجه أيوب تقول: "أجد صعوبة في الحصول على الأصداف التي تناسب العمل، وارتفاع ثمن الألوان وأقلام الرسم الخاصة بالكتابة على الصدف".
وتتخذ الفنانة أيوب عملها الفني فرصة لكسب بعض المال، إذ تبيع بعض القطع الفنية بأسعار زهيدة، لتشتري بعض مستلزمات عملها، وتستفيد مما يتبقى منه لمصروفها الشخصي.
وتسعى أيوب للمشاركة بالمعارض الفنية لإبراز هذا النوع من الفن، ولإعطائه دورًا فعالًا من خلال تسخيره في إدخال السرور والبهجة على كل من يراه.
تشجيع العائلة
تقول والدة الفنانة "حنان" إن ابنتها اختارت طريق الفن كموهبة منذ طفولتها، وأصبح الفن جزءًا من حياتها.
وتضيف لمراسل "صفا"، "نحن بدورنا شجعناها على ذلك، ولم نقف عائقًا أمامها في أي وقت من الأوقات".
وتشير إلى أن ابنتها من المتفوقات في دراستها، بالرغم من انشغالها معظم الوقت في الرسم والتشكيل، وحافظت على مستواها المتقدم في المراحل السابقة.
وترى الوالدة أن قدوم مرحلة الثانوية العامة (التوجيهي) على ابنتها هذا العام، لن توقف شغفها بالفن التشكيلي، رغم حاجة هذه المرحلة لساعات طويلة من الدراسة.
وتضيف "حنان تمتلك الموهبة والإرادة على إيصال فنها للناس، ودائمًا نوفر لها جميع الاحتياجات لتحقيق غايتها. أبناء غزة يستطيعون صنع المستحيل لإبراز مواهبهم رغم الحصار".
صفا