كشفت دراسة اجتماعية في أمريكا أن استخدام المراهقين الكثير للهواتف النقالة يؤدي لمشكلات صحية واجتماعية، وقد تؤدي لتدني المستوى الدراسي.

وقالت صحيفة "الديلي ميرور" البريطانية إن المراهقين الذين يتحققون من هواتفهم بشكل مستمر لا ينامون بشكل جيد، ولا يقومون بواجباتهم الدراسية، وقد يصلون لحالة مرضية، ما يؤدي لانحدار مستواهم التحصيلي، خصوصا لدى الفتيات، بحسب دراسة جديدة.

وكشفت الدراسة التي أجريت على ما يقارب 400 طالب وطالبة في صفوف الثامن والحادي عشر أن الكثير من المراهقين مستخدمي الهواتف النقالة يتصرفون كـ"مقامرين مدمنين"، مشيرة إلى أنهم لا ينامون بسبب التواصل، ولا يستطيعون التوقف عن ذلك، ويكذبون بعدد الساعات التي يقضونها في التواصل.

ويسبب الهاتف لهم قلقا؛ لأنهم يتحققون منه بشكل دوري، وقد يتحول إلى هلع، بحسب الدراسة، التي أوضحت أن الفتيات يتواصلون بشكل أكبر بكثير من الفتيان، في حين أن الفتيان الذين يتواصلون بشكل كثيف لا يتأثر مستواهم بالمستوى ذاته لدى الفتيات.

وأكدت الدراسة التي نشرت في مجلة "Psychology of Popular Media Culture"، (علم نفس ثقافة الإعلام الشعبي) الأمريكية أن هناك علاقة بين الاستخدام المفرط للإعلام الاجتماعي وعلاماتهم الدراسية، إذ كشف استبيان أجري عام 2014 أنه كلما ازداد استخدام الفيسبوك، انحدر المستوى الدراسي.

وربطت الدراسات بين العدد الكبير للرسائل ومشكلات النوم، بسبب الاستيقاظ الكثير عند وصول الرسائل، إذ كشف التقرير الأمريكي أن ثلاثة أرباع المراهقين الذين يملكون هواتف نقالة وستة من عشرة، يتواصلون بشكل يومي، وهذا أكثر من استخدام الهاتف للمحادثات الهاتفية أو الإيميل أو اللقاء، في حين أن معدل الرسائل وصل إلى ستين رسالة يومية، بينما وصل إلى حوالي 100 يوميا لدى الفتيات، ونصفها لدى الفتيان.

وبحسب آخر تقرير من مكتب الإحصاءات الدولية البريطانية، فإن الاكتئاب والقلق ومشكلات نفسية أخرى أكثر انتشارا بين المراهقين بأعمار 10 - 15 عاما، الذين يقضون أوقاتا كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت "الميرور" إن ذلك يرجع إلى الفجوة بين العالم المتخيل الذي يعيشه المراهق، والعالم الحقيقي الذي يوجد به، بالإضافة للكم الكبير من المعلومات الخاطئة، والإحباط الذي قد تسببه وسائل التواصل الاجتماعي.

وكالات