كشفت دراسة أجرتها الشركة العالمية الرائدة في تقديم الاستشارات حول تمركز الثروات الضخمة Wealth-X، إلى تسجيل أصحاب المليارات في العالم رقما قياسيا جديدا بعدما وصل عددهم إلى 2473 في عام 2015، مع ثروة إجمالية بنحو 7.7 تريليون دولار بإرتفاع بنسبة 5.4%.
وبحسب الدراسة فإن 32.6 % منهم يختارون الاستقرار في أوروبا، في حين يتجه 25.4% إلى العيش في أميركا الشمالية.
ورغم الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم بأسره، إلا أنه على ما يبدو طبقة الأغنياء تتجه نحو الاتساع، إذ تشير الأرقام إلى أن عددهم في تزايد مستمر بنسبة 6.4% سنوياً ليصل إلى 2473 العام الماضي، في حين أن أكثر من نصفهم (56%) يندرج تحت خانة الأثرياء "العصامييّن" ممن استطاعوا أن يحققوا ثرواتهم بأنفسهم.
وبالانتقال إلى خارطة انتشارهم، تتصدر القارة العجوز قائمة الوجهات الأكثر جذباً للـ"مليارديرات" حيث يستقر أكثرمن 806 مليارديراً في أوروبا، في حين أن 21% منهم يتخذ من آسيا مقراً لهم أيّ نحو 645 مليارديراً، مقابل 628 في أميركا الشمالية، وذلك وفقاً لدراسة نشرت في الصحيفة الفرنسية "le Figaro " واطلعت عليه "العربية.نت".
ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تجتذب الثروات الأكثر ضخامةً من حيث قيمتها، إذ لا تقل ثروة أحد الأغنياء في أميركا عن 3 مليارات دولار.
وأوضحت الدراسة أن القارة الأوروبية قد شهدت طفرة في عدد الأغنياء بنسبة 4%، غير أن قيمة ثرواتهم الإجمالية هبطت 0.8%.
وبحسب الأرقام، فإن الفرد الثريّ ينفق قرابة 110 ملايين من الدولارات خلال حياته كمعدل وسطي، معظمها في مجال التعليم (54.5%) والصحة (36%).
من هم الأغنياء؟
واللافت في الأمر، أنّ 294 من أصل 2473 مليارديراً (11.9%) هم من النساء، 56% منهن من الورثة، بعدما كانوا يشكلون 65.4% من إجمالي النساء الثريات في العام 2014.
وإذا كانت هنالك قناعة مرسخة، بأن طبقة الأغنياء تحتوي على المثقفين وحملة الشهادات الكبرى، فإن هذه الدراسة تثبت العكس إذ أن 70% من أصحاب المليارات هم من حملة شهادة "الإجازة" الجامعية، في حين أن 22% فقط هم خريجي الماجستير.
وتكشف الدراسة حقيقة أخرى، أن 85% من الأثرياء قد دخلوا القفص الذهبي، فيما لا يزال 3.4% دون إرتباط رسمي. غير أن الدافع الأساسي بالنسبة لهؤلاء يكمن في زيادة عدد الورثة لذا يلجأ معظمهم إلى إنجاب 3 أطفال كمعدل وسطي.
أين تذهب هذه المليارات؟
تشكل الأعمال الخيرية الشغف الرئيسي للرجال الأثرياء بنسبة 56.3% ، في حين يأتي السفر والترفيه في المرتبة الثانية بنسبة 31%، ثم تأتي في ما بعد الأعمال الفنية لتحتل المرتبة الثالثة في قائمة الهوايات المفضلة لدى هذه الشريحة الارستقراطية.
وإذا كان قطاع الأسهم والخدمات المصرفية والاستثمارات هي المهن الأكثر جذباً للأغنياء، فإن تشعب إتجاهات السوق ساهم في تراجع عدد الأثرياء في هذه الدائرة الإقتصادية من 19.3% في 2014إلى 15.2% في عام 2015.
وعلى العكس من ذلك، فإن النسبة المئوية لتواجدهم في خدمات قطاع التأمينوالتجارة والأعمال تميل إلى التصاعد.
وبحسب الدراسة، فإن أكثر من 2.869 مليار دولار سيتم نقلها إلى ورثة الأغنياء خلال العقد المقبل، على أن يتضاعف هذا العدد إلى 4 مليار و180 مليون دولار في السنوات العشر اللاحقة.
المصدر: العربية نت