كثيرون من يقرأون عن حصار محافظة الخليل كخبر عابر، وكثيرون من تحدثوا فقط عن المعاناة التي يواجهها المواطن في تنقلاته بين مركز المدينة وبلداتها ومخيميها، والكثير أيضا تناسى أن الخليل تعتبر أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني إن لم تكن الأهم أساساً، وتلك الحواجز التي قطّعت أوصال المحافظة كان لها ضريبة كبيرة على مستوى اقتصاد الوطن بشكل عام والخليل خاصة.

بلدة بني نعيم شرق المحافظة والتي تشتهر بصناعة الحجر والرخام والنسيج والسجاد، هي احدى أكثر البلدات التي تعرضت لحصار خانق، وعقوبات جماعية، ما أدى لتراجع الاقتصاد فيها.

وأشار رئيس بلدية بني نعيم محمود المناصرة أن "الأضرار كبيرة جدا، وقد مست جميع القطاعات الاقتصادية، خاصة صناعة الحجر والرخام والنسيج والمواد الغذائية، إضافة إلى تصاريح العمل، وهناك عائلات كبيرة جدا تعمل في هذا المجال بقرابة 3000 تصريح، وهذا يعني خسارة شهرية تقدر بعشرين مليون شيقل لعدم وجود فرصة للذهاب لأعمالهم في مناطق الـ 48، وهذا أثر على الإنتاجية الاقتصادية وخاصة أننا نمثل ربع اقتصاد المحافظة".

وبيّن المناصرة "في بلدة بني نعيم 50 منشئة صناعية، وهناك يوميا خسارة شهرية من 15 الى 20 ألف شيقل لكل منشأة صناعية، وهذا لا يشمل رجوع الشيكات، وعدم الحصول على الأموال اللازمة لتمويل الصناعات الداخلية وأجور العمال وغيرها".

وذكر رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة شمال الخليل نور الدين جرادات "إن مجلس الغرفة تداعى لدراسة ما تعانيه بلدة بني نعيم من الحصار والعقوبات الجماعية وبحث سبل التخلص منها، خاصة أنها بلدة اقتصادية في صناعة الحجر والرخام، إلى جانب تجارة السجاد، ومواد البناء، وقطاع التجارة بشكل عام، كما أن أهالي البلدة يعملون كعمال في الداخل المحتل".

وقال جرادات أن الضغوطات والعقوبات أدت لخسائر فادحة على واردات البلدة والمحافظة بشكل كامل. مبينا "الخسائر كبيرة خاصة أن قرابة 2770 تصريح تصدر لهذه البلدة، ما بين تصريح تاجر وعامل وزراعي وتصاريح تتعلق بالاستيراد والتصدير، وبالتالي خسائر فادحة، فيوميا بلدة بني نعيم تخسر 600 ألف شيقل".

وأضاف جرادات "نحن نتحدث تقريبا عن 30 مليون شيقل خسرتها بني نعيم خلال الشهر الماضي، فمعظم تجارة فلسطين من السجاد والمواد المنزلية هي من بلدة بني نعيم ناهيك عن الحجر والرخام".

من جانبه أوضح مدير مديرية الاقتصاد في الخليل ماهر القيسي أن غرفة شمال الخليل تشكل ثلث محافظة الخليل من ناحية السكان ومن حيث الوضع الاقتصادي، مبينا " أكثر من خمسين يوم تتعرض بلدات شمال الخليل للحصار وبالتالي تدهور الاقتصاد بشكل ملحوظ، فهناك خسائر اقتصادية كبيرة في قطاعات الحجر والرخام ومختلف قطاعات الاقتصاد".

" الجانب الفلسطيني لم يبق جهدا لإنهاء الحصار، إلا أن الاحتلال رافض لذلك" قال القيسي.

راية