اكتشف علماء وخبراء في الفنون الجميلة أستراليون لوحة مخفية قديمة تحت طبقة من الألوان العائدة للوحة جديدة رسمها الفنان الفرنسي الراحل ادغار ديغا Edgar Degas.
وكان من المعروف منذ فترة طويلة أن لوحة “صورة امرأة” للرسام ديغا، والتي ترتدي قلنسوة وفستانا أسودين والتي رسمها في السبعينيات من القرن التاسع عشر، تحوي تحتها رسما آخر.
وكشفت الأشعة السينية التقليدية الخطوط العريضة للوحة المَخفيَّة ولكن من دون كشط الرسم الظاهر احتاج الباحثون إلى تقنية أكثر قوة لإظهار أية تفاصيل أخرى.
ولذلك استخدم العلماء السينكروترون الاسترالي، وهو مسرع ضخم ينتج أشعة سينية أكثر قوة، لكي يروا ما تحت الطبقات العليا من الرسم.
وتمكنوا من اكتشاف العناصر المعدنية الموجودة في الأصباغ، التي استخدمها ديغا في الرسم الأسفل.
ويقول الدكتور هوارد من معهد أشعة السينكروترون باستراليا: “كل عنصر له بصمته الفريدة، ولذلك استطعنا تجميعهم”.
وأضاف: “ما فعلناه هو تحليل هذه البيانات وبناء خرائط العناصر، وهو ما سمح لنا بتصوير كل الأصباغ المختلفة التي استخدمت في الرسم”.
ويتوقع أن تكون هذه اللوحة الأصلية مثابة دراسة (Essai) حاول فيها الرسام أن يجسد ايمّا دوبينيي Emma Dobigny التي ظهرت في أعمال أخرى له ثم قرر إخفاءها بسبب عدم تناسب تقاسيم الوجه وسترها تحت بورتريه لسيدة أخرى وسمى هذه اللوحة الأخيرة بـ”بورتريه امرأة” (Portrait de femme (1876-1880.
وقد تمكن الباحثون من استشفاف الخطوط الواضحة لوجه المرأة المرسومة من قبل عن طريق استخدام أشعة سينية قوية جدا مع أن هذه التقنية لا تسمح بتحديد ألوان اللوحة المخفية.
وكان الخبراء قد حدسوا وجودَ لوحة مرسومة تحت لوحة “بورتريه إمرأة” في عام 1922 حين ظهر خيال للرسم الأصلي غير واضح للعين.
ويقول الباحثون إن تقنية الفحص بالاشعة السينية، التي لن تؤذي الأعمال الفنية، تعد أداة مهمة لفحص الأعمال الفنية، بعد أن كان المسؤولون عن حفظ اللوحات المرسومة، إذا أرادوا معرفة المزيد من المعلومات عنها وعن تاريخها، يلجأون الى أخذ عينة منها وفحصها مختبريا، وبالتأكيد مثل هذا الاجراء كان يؤثر على العمل الفني، كما يؤكد الدكتور هوارد.
ويعتبر ادغار ديغا من أقطاب المدرسة الانطباعية في الفن التشكيلي. وقد تأثر بأعمال الرسامين الإيطاليين الكلاسيكيين تأثرا شديداً. وركز هذا الرسام عموما على موضوع تجسيد النساء في وضعيات لهن غير متوقعة.
وكالات