كلما شعر الإنسان بالإعياء أو التعب أو داعبه النوم، فتح فمه بالتثاؤب، ما دفع للتساؤل حول العلاقة السببية الغريبة التي ربطت بين هذه الحركة والشعور بالنعاس. وليس الناس العاديون فقط من أثارت انتباههم، بل العلماء في المختبرات كذلك، إذ بنوا الافتراضات وحلّلوها ومحّصوها حتى توصلوا إلى الحقيقة الأقرب للصواب.
ولا يحدث التثاؤب فقط عند الشعور بالنوم، بل يأتي في أوقات غريبة. فقد كشفت الملاحظات أن أناساً يتثاءبون قبل القفز بالمظلات، وأثناء مباراة كرة القدم. كما يتثاءب البعض بسبب العدوى التي تصيبهم، حين يرون آخرين يفعلون ذلك أمامهم، ويشذ عن هذه القاعدة الأخيرة الرضّع والمصابون بكلٍ من التوحد والسكيزوفرينيا.
ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن العلماء أجروا عشرات التجارب على البشر والحيوانات للتوصل إلى حقيقة التثاؤب. وكانت أبرز الفرضيات تقول إن دور التثاؤب أساساً هو الحفاظ على حرارة الدماغ معتدلة.
ويوضح البروفيسور المساعد في جامعة نيويورك أندرو غالوب، أن الدماغ حسّاس تجاه ارتفاع الحرارة، حيت تصير ردود أفعاله أقل وتتراجع كفاءة الذاكرة.
وفي بحث نُشر في دورية "إفولوشيوناري نوروساينس"، قام الدكتور غالوب وزملاؤه بدراسة أثر التثاؤب على درجة حرارة دماغ الفئران، بحيث لاحظوا أن عملية التثاؤب قد بدأت فور ارتفاع سريع في درجة حرارة الدماغ بمعدل 0,1 درجة، لتنخفض الحرارة من جديد مباشرة بعد عملية التثاؤب.
ويعلّق البروفيسور بالقول إن الدماغ البشري حساس بنفس الطريقة، حيث يعمل التثاؤب على تبريد الدم المتوجه إلى الدماغ ما يحفض درجة حرارته.
وجاءت دراسة أخرى لتعزز هذه النظرية من فيينا، عندما تم إجراء بحث على 120 شخصاً تم نشره في مجلة "فيزيولوجي إند بهافيور" ليتوصل الباحثون إلى أن العدد الأكبر من المشاركين في التجربة يتثاءبون في الصيف الحار أكثر من الشتاء البارد.
وكالات