يقف الشاب الفلسطيني، خليل الأسدودي، على أعلى منطقة فوق تل رملي توسط سوق "اليرموك" الشعبي في مدينة غزة، وبجانبه مجموعة دراجات هوائية مستعملة ومستخدمة، اتخذ منها وسيلة أسبوعية للرزق.
الأسدودي البالغ من العمر 26 عاماً، ينتظر بفارغ الصبر يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع كي يصطحب دراجاته ويذهب لبيعها في السوق الأسبوعي، أو مبادلتها، واقتناص أي فرصة لشراء دراجات مستعملة تتمتع بهيئة جيدة، كي يقوم ببيعها مجدداً، من أجل كسب بعض النقود التي تعينه على إعالة أسرته.

يقول الشاب الفلسطيني، إنه لجأ إلى مهن متنقلة لعلها توفر له بعضاً من قوت يومه وأسرته، بعد أن ضاقت الظروف المعيشية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 10 سنوات.
سوق الدراجات اكتظ بعشرات الباعة صغار السن والأطفال وكبار السن ومختلف أشكال وأحجام الدراجات الهوائية الجديدة والمستخدمة والرياضية، كذلك ضم مختلف الأسعار، والتي تبدأ من سعر 50 شيكلاً (14 دولاراً تقريباً)، وتصل إلى أكثر من 800 شيكل.

السوق لم يقتصر على الدراجات الهوائية فقط، بل ضم عدداً من البسطات المجاورة لبيع قطع غيار الدراجات الهوائية، بأسعار تنافس أسعار المحال التجارية.
ويقول جعفر انصيو، صاحب إحدى البسطات، لـ"العربي الجديد"، إنه يحاول توفير مختلف قطع الغيار كي يتمكن من إصلاح أي عطل يصيب الدراجات الهوائية، مبيناً أن وضع السوق لم يعد جيداً كما في السابق.

ويوضح جاره سعيد شمالي (31 عاماً)، والذي عرض ما يزيد عن 30 دراجة هوائية مختلفة الأحجام والأشكال، أنه يعتمد على الأسواق في البيع نتيجة عدم قدرته على استئجار محل كبير لبيع دراجاته.
البيع في سوق الدراجات لم يقتصر على الباعة الصغار والتجار فقط، بل ضم مواطنين جاؤوا لبيع دراجاتهم من أجل التغلب على أوضاعهم الصعبة، أو من أجل مبادلتها بأخرى أكبر حجماً، كما حصل مع المواطن عبد الرزاق حمادة، الذي دفع للتاجر 200 شيكل فوق دراجته لمبادلتها بأخرى أكثر قوة.

وبحسب تقرير لجهاز الإحصاء الفلسطيني، يوجد 357 ألف عاطل من العمل في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري.
ويبلغ عدد العاطلين من العمل في الضفة الغربية نحو 155.4 ألفاً، بينما بلغ عددهم في قطاع غزة نحو 201 ألف شخص، حتى نهاية الربع الثالث، وتسجل البطالة في القطاع وحده نسبة مرتفعة بلغت نحو 42.7%.

العربي الجديد