اعلان وزارة جيش الاحتلال عن نشر أول عطاءً لأعمال الحفر والبناء لخط الحماية ضد أنفاق المقاومة حول قطاع غزة، خطوة بارزة بالتزامن مع تحديد شهر أكتوبر المقبل موعد سريع لبداية العمل لبناء أول 10 كيلومترات من جدار تحت أرضي كبداية لجدار خرساني عمقه عدة عشرات الأمتار أسفل الأرض وفوقها على طول 60 كيلومتر المحيط بالقطاع وفق صحيفة "يديعوت احرونوت".

ويسعى الجدار الى منع حفر أنفاق تجتاز الحدود الفاصلة شرق وشمال غزة لوقف عمليات تسلل محتملة لمناطق اسرائيل وتنفيذ هجمات او عمليات خطف للجنود؛ كما سيسمح الجدار المتطور بتلقي تحذير مبكر حول عمليات حفر بجانبه، ما سيسمح لجيش الاحتلال بمنع عمل الأنفاق من البداية.

ويقول الخبير العسكري اللواء واصف عريقات إن بناء الجدار لم يمنع حفر الأنفاق حتى الآن، والجهود الاسرائيلية في هذا السياق هي محاولة طمأنة الجبهة الداخلية بعد تأكل القدرة الهجومية الاسرائيلية وفشل أنظمة الرادار في تعقب ومنع اطلاق الصواريخ الفلسطينية، وأثبتت التجربة أن المقاومة الفلسطينية بمقدورها تطوير امكانياتها لتلافي الحلول الاسرائيلية بمرور الوقت.

وأكد اللواء عريقات لـ"رايــة"، أن قيام دولة الاحتلال بإجراءات متزايدة حيال الأنفاق مع تضخيم اعلامي يهدف الى ابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية من أجل رفع ميزانية وزارة الجيش الاسرائيلي، والضغط لرفع قيمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل الى 5 مليارات دولار سنويا، أي 50 مليار دولار خلال 10 سنوات قادمة.

وأوضح الخبير عريقات إن حكومة الاحتلال المعزولة عالميا جراء التحالف المتطرف بين نتنياهو – ليبرمان، تسعى للظهور بمظهر الضحية أمام العالم وجلب التعاطف الدولي، ضمن حرب نفسية دعائية.

يشار الى أن الاعلان عن المناقصات لبناء جدار تحت الأرض حول غزة تزامن مع وصول وفد اممي يتكون من 11 مندوب دولي في الأمم المتحدة بصحبة مندوب الاسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون قاموا اليوم بجولة أمنية في اطار عرض ما اسماه "المخاطر الأمنية التي تواجهها اسرائيل من جهة قطاع غزة".

بدوره رأى الكاتب اكرم عطا الله أن الجدار تحت أرضي لا يشكل حلا، خاصة ان الفصائل التي تحفر الأنفاق تجد صخور أقوى من الجدار الخرساني وتستطيع التعامل معه.

ونوه عطا الله في حديث مع "رايــة"، أن العمل الاسرائيلي يستخدم كدعاية دائمة أمام العالم وعرض التهديدات التي تواجه اسرائيل، وضرورة أن تقوم دولة الاحتلال بالدفاع عن نفسها كمقدمة لإقناع المجتمع الدولي بقيام الاحتلال بعدوان على قطاع غزة.

يذكر أن معاناة المواطنين في القطاع تشهد تزايد بعد مرور عامين على العدوان الثالث على قطاع غزة، واستمرار الحصار وبطء عملية اعادة الاعمار وتضخم أزمات قطاع غزة في قطاعات المياه والصرف الصحي والبنى التحتية ووصول نسب الفقر والبطالة الى معدلات خطيرة.