واد قانا ...متنفس فلسطين الأخضر يتحول لمعلم سياحي إسرائيلي!
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.13(%)   AIG: 0.16(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.32(0.75%)   AZIZA: 2.57(%)   BJP: 2.85(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.75(2.60%)   GMC: 0.76(0.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.14(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.49(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65(2.94%)   NIC: 2.98( %)   NSC: 2.95( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.01(1.94%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.98(0.50%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.09(0.91%)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.76(5.00%)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.17(2.50%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 5.85(4.88%)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 05 آب 2016

واد قانا ...متنفس فلسطين الأخضر يتحول لمعلم سياحي إسرائيلي!

عكفت "حماية الطبيعة الإسرائيلية" على نصب مقاعد سياحية ويافطات ارشادية للمستعمرين الراغبين في قضاء يوم إجازة ترفيهي في أروقة المنطقة، وكذلك ترسيم ممر للدراجات الهوائية.

تواجه منطقة واد قانا في محافظة سلفيت والتي حبتها الطبيعة بخضرة ومياه وفيرة وتنوع حيوي مدهش، مخططًا جديدا للاستيلاء على المنطقة من خلال ما يسمى سلطة حماية الطبيعة بالتعاون مع وزارة السياحة الإسرائيلية حيث يعملان سوياً على ترسيم معالم جديدة للوادي لإدراجه ضمن المناطق السياحية الإسرائيلية.

وترجمةً لذلك، عكفت "حماية الطبيعة الإسرائيلية" على نصب مقاعد سياحية ويافطات ارشادية للمستعمرين الراغبين في قضاء يوم إجازة ترفيهي في أروقة المنطقة، وكذلك ترسيم ممر للدراجات الهوائية.

حظي ذلك المشروع بالدعم المطلق من حكومة الاحتلال الاسرائيلي، حيث دعت الأخيرة الى إغراق المنطقة بالتجمعات الاستيطانية بالتزامن مع تحويل مساحات شاسعة هناك الى مناطق خضراء ومناطق سياحية اسرائيلية دون الالتفات الى حق المزارع الفلسطيني بممارسة مهنته بأمان وحرية، خاصة أن ذلك  المشروع يتضمن شق طرق جديدة لربط المستعمرات في منطقة الوادي بحيث يمر قسم كبير منها بين المزارع الفلسطينية،  بالإضافة إلى إلغاء طرق فلسطينية قائمة وتغيير معالم المنطقة بالكامل، الى حين توفر الوقت المناسب لضم تلك المناطق إلى الدولة العبرية.

ومما لاشك فيه، ان تلك الخطوة من قبل الاحتلال سوف يكون لها أثرٌ سلبيٌ بالغ الخطورة لا يمس فقط المزارعين في منطقة الوادي عبر تقييد حركتهم وتنقلهم، بل ستطال ايضا تقنين المساحات المستغلة زراعيا ومنع استغلال السواد الأعظم من تلك الأراضي من قبل المزارعين عبر مشروع ما يعرف " ترميم  منطقة واد قانا" والذي كانت بدايته عام 2010م،  حيث تبنته مستعمرة كارني شمرون ووزارة البيئة الإسرائيلية وسلطة حماية الطبيعة، بالإضافة إلى الإدارة المدنية ضمن ميزانية تزيد عن تسعة ملايين شيقل.

حظي ذلك المشروع بالدعم المطلق من حكومة الاحتلال الاسرائيلي، حيث دعت الأخيرة الى إغراق المنطقة بالتجمعات الاستيطانية بالتزامن مع تحويل مساحات شاسعة هناك الى مناطق خضراء ومناطق سياحية اسرائيلية دون الالتفات الى حق المزارع الفلسطيني بممارسة مهنته بأمان وحرية، خاصة أن ذلك  المشروع يتضمن شق طرق جديدة لربط المستعمرات في منطقة الوادي بحيث يمر قسم كبير منها بين المزارع الفلسطينية،  بالإضافة إلى إلغاء طرق فلسطينية قائمة وتغيير معالم المنطقة بالكامل، الى حين توفر الوقت المناسب لضم تلك المناطق إلى الدولة العبرية.

يذكر أن منطقة واد قانا تعد امتداداً لنهر الأردن، حيث يوجد فيها العديد من العيون دائمة الجريان وهي (عين حيه، عين الفواره، عين البصه، عين الجوزه، عين المعاصر).

وتعتبر أراضي واد قانا من أخصب الأراضي في فلسطين التاريخية، حيث تمتاز المنطقة بوفرة التنوع البيئي هناك، ومعظم أراضي الواد مملوكة لمزارعين من بلدة ديرستيا.

بعد عام 67، بنيت ست مستعمرات إسرائيلية محيطة الواد من جميع الجهات وهي: كارني شمرون، عمانوئيل، رفافا، ياكير، نوفيم، معاليه شمرون).

 

 

أسرلة متدحرجة لواد قانا تمهيدا لضمه الفعلي إلى إسرائيل

 

شهادات حية

 

 المواطن حسن منصور من مواليد وسكان منطقة واد قانا تحدث كشاهد عايش التحولات على الواد من استيلاء على الأرض إلى تهويد كامل، حيث أشار إلى أن المنطقة تعتبر من أبرز المناطق الجغرافية الخلابة، والتي كانت قديما تعج بالحياة والحركة،  وكان هناك أكثر من خمسين عائلة فلسطينية تقطن في الوادي وتسفيد من خيراته كمصدر دخل لها، ورغم صعوبة الحياة التي تفتقر الى مقومات البقاء إلا ان السكان كانوا يعيشون حياة هادئة ومستقرة، وذلك خلال الفترة التي سبقت احتلال الضفة الغربية".

 وأضاف: "في ظل ما يجري، لم يبق في الواد سوى عائلة أو اثنتين والباقي هجر المنطقة باتجاه بلدة دير إستيا،  وذلك بسبب الضغوطات التي يمارسها الاحتلال عبر حرمان السكان من الكهرباء وحتى المياه من جانب، ومن الجانب آخر الاعتداءات شبه اليومية على المزارعين من قبل " حماية الطبيعة وجيش الاحتلال". هذا بالاضافة الى مشكلة نقص المياه وتلوث ما تبقى منها، ما انعكس بشكل ملحوظ على قطاع الزراعة في الوادي حيث بدأت الأراضي المزروعة هناك بالتقلص التدريجي يوما تلو يوم".

 

علامات إسرائيلية في واد قانا في سياق عملية التهويد

 

 سياسة توسعة المستعمرات في واد قانا والتجريف اليومي هناك بغية توسعة الطرق، وإغلاق مساحات كبيرة من الأراضي بحجة أنها محاذية للمستعمرات، هي عوامل كفيلة بتدهور النمط البيئي في المنطقة ودق ناقوس الخطر اثر بروز أنواع من النباتات الضارة على حساب النباتات المفيدة. ونوه الدكتور الشيخ إلى قيام الاحتلال بتسويق منطقة واد قانا والمناظر الخلابة هناك بصفتها مناطق ذات جذب سياحي وإعلامي للدولة العبرية، وهناك العديد من المجلات العالمية التي تروج لهذا الموقع.

وحول واقع ما يجري في الواد، أشار الدكتور بنان الشيخ الخبير في التنوع البيئي في فلسطين، إلى أن ما يحدث بمثابة جريمة بحق الطبيعة، فالاحتلال قام بتجفيف معظم مياه الينابيع، في المقابل قام عبر مستعمراته بضخ كميات كبيرة من مياه المجاري وخاصةً " الـ متان " و" الوني شيلو"،  التلوث الذي أثرّ بشكل كبير على النمط الزراعي عبر تحويل مساحات كبيرة من الأراضي من الزراعة المروية إلى زراعة الزيتون التي تحتاج كمية قليلة من المياه، ما أثر على تنوع الحيازات الزراعية.

ومما لا شك فيه – كما يقول الدكتور الشيخ-  أن سياسة توسعة المستعمرات في واد قانا والتجريف اليومي هناك بغية توسعة الطرق، وإغلاق مساحات كبيرة من الأراضي بحجة أنها محاذية للمستعمرات، هي عوامل كفيلة بتدهور النمط البيئي في المنطقة ودق ناقوس الخطر اثر بروز أنواع من النباتات الضارة على حساب النباتات المفيدة.

ونوه الدكتور الشيخ إلى قيام الاحتلال بتسويق منطقة واد قانا والمناظر الخلابة هناك بصفتها مناطق ذات جذب سياحي وإعلامي للدولة العبرية، وهناك العديد من المجلات العالمية التي تروج لهذا الموقع.

  

 

بلدية ديرستيا تدق ناقوس الخطر

 يشار إلى أن بلدية دير إستيا تعتبر من أبرز الهيئات المحلية التي لم تأل جهدا في حماية منطقة واد قانا من مخططات الاحتلال، فبحسب ما افاد به السيد علي زيدان رئيس البلدية لمجلة " افاق"  فقد حاولت البلدية مراراً وتكراراً زراعة المنطقة وتأهيل عدد من الطرق الزراعية في واد قانا،  ناهيك عن وضع يافطات إرشادية لإرشاد الزوار القادمين للمنطقة،  الا أن سلطة الطبيعة عارضت الفكرة، بل وعملت على تعطيلها بالتزامن مع قيامهم بأعمال مماثلة هناك من ضمنها تسويق الوادي إعلاميا، وتنظيم رحلات دورية ومسيرة للدراجات الهوائية بشكل مستمر.

 

وأضاف السيد زيدان: "خلال السنوات الخمس الماضية أقدم جيش الاحتلال على اقتلاع وتدمير ما يزيد عن 3000 غرسة زيتون وحمضيات وإتلاف عشرات الأمتار من الأسيجة، بحجة أنها تعارض النظام البيئي للمنطقة بصفتها محمية طبيعية،  واخذ الاحتلال على عاتقه ملاحقة المزارعين وفرض قيودٍ على تحركاتهم تحت ذرائع أمنية، كذلك تم تدمير القنوات المائية التي كان يستخدمها المزارعون عبر تحويل مياه الينابيع الى اراضيهم الزراعية، في حين أُطلق العنان للمستعمرين في التجوال في المنطقة وتدمير ما يمكن تدميره بغية توسعة المستعمرات القائمة والطرق الالتفافية المؤدية لها.

بعد سرد هذه الوقائع التي تخص واد قانا، بات حرياً بنا نحن كأفراد وجماعات ومؤسسات أهلية أو حكومية، أن نولي اهتماما اكثر لما يدور في أرضنا الفلسطينية، وبخاصة تلك المنطقة، عبر تكثيف الرحلات إليها، وإعطاءها هامشا اكبر من حيث الاهتمام والمشاريع التنموية، وذلك في ظل المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لطمس تاريخها وتزييف الواقع على الأرض بشتى الوسائل والطرق.

الكاتب: رائد جمال موقدي

 خاص بآفاق البيئة والتنمية

 

Loading...