"عنب الخليل للعنابية، وعنب غزة للأكل"، مثل تردد بكثرة على ألسنة الأجداد، إذ يعرف جيل الخمسينيات جيداً أن العنب المفضل لصناعية مربى العنابية هو عنب الخليل، فيما عنب غزة والشيخ عجلين على وجه الخصوص هو المفضل للأكل، وأمام هذه الجدلية اللذيذة يراود العقل تساؤل أيهما أطيب عنب الخليل أم غزة وإذا كان العنب الغزاوي مفضل للأكل، لماذا تغنى العاشقون من الخليل بعنبها ؟

عنب الخليل حاضرٌ في أغاني الشعراء ويصفوه دائماً بالشهد لحلاوته وطيب مذاقه، وهناك من وصفه بالعسل، وآخر من أطلق عليه ماء سلسبيل، كما ويعتبر الكثيرون أن عنب غزة وبالأخص "الشيخ عجلين" من أعذب أصناف العنب على مستوى العالم.

الحاج الثمانيني أبو كمال عايش هذه الجدلية منذ صغره، ومع أنه لا يخفي انحيازه لعنب الخليل إلا أنه يذكر بموضوعية  أن لكلٍ من عنب الخليل والشيخ عجلين ميزات وصفات، تجعل ذوق المستهلك هو الحكم في تفضيليه لأيٍ من العنبين .

ويرى أبو كمال أن العنب الخليلي أفضل من الغزاوي في "العنابية" بسبب المزايا التي يتمتع بها الخليلي من نسبة السكر الزائد ، وطول الحبة وليونتها.

أما العنب الغزاوي، فيحبّذه المواطنون للأكل بسبب قساوة الحبة، وحلاوته بما يتناسب مع الأكل، حيث يمتلك نسبة سكر معتدلة.

وأشار أبو كمال إلى أن العنب الخليلي يعد من أجود أنواع العنب في العالم، وما يحدث حاليا هو تميّز العنب الغزّي ليصبح قريبا جداً من جودة ومذاق العنب الخليلي.

فيما وجد بائع العنب معين سعدة أن اقبال المواطنين على شراء العنب الغزاوي ازداد بشكل كبير عن الأعوام السابقة، بسبب تطور الزراعة واعتناء المزارعين بالأشجار.

ولفت معين الذي يعمل في مجال بيع العنب لأكثر من تسع سنوات، إلى أن المستهلك الغزاوي كان يفضل العنب الخليلي في السابق، ولكن مع تطور الزراعة أصبح العنب الغزّي ينافس الخليلي بشكل كبير جدا.
هذا الصراع اللذيذ بين عنبي الوطن لم يؤدِ لسوء الحظ أو لحسنه أن يستغنى سكان القطاع عن العنب الخليلي حتى في ظل وفرة الإنتاج، إذ يؤكد نزار الوحيدي وهو مدير الإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة أن استيراد العنب الخليلي لا يتوقف خلال الموسم إلا لفترة نضوج العنب الغزي .



حيث يبدأ موسم قطف العنب باكرا في شهر مايو/ أيار، وفيه يتم بيع العنب اللابذري المزروع بالدفيئات، مشيراً إلى أن الموسم ينتهي فعليا مع نهاية أغسطس/ آب، مع بقاء كميات قليلة حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول.
ولفت إلى أن ذروة الموسم ما بين (15-7 وحتى 15-8)، وفيها يعيش القطاع مرحلة اكتفاء ذاتي، فيما يتم استيراد عنب من مدينة الخليل، قبل هذه الفترة وبعدها، وأشار إلى أن محصول العنب مزروع على 7 آلاف دونم، 5 منها منتج، حيث يبلغ حجم الانتاج (6-7) آلاف طن.

 

 

 

 

نبأ برس