يعمل باحثون وعلماء على تطوير جيل جديد من الإنسان الآلي "الروبوت" يمكن أن يكون مقدمة لإنشاء جيوش الكترونية قادرة على التصرف وحدها والتفكير واتخاذ القرار في المعارك، وهو الأمر الذي يمكن أن يشكل خطوة جديدة باتجاه القضاء على البشرية بواسطة الذكاء الصناعي الذي يقول بعض العلماء إنه وصل إلى مراحل خطيرة من التطور ويمكن أن يخرج عن طوع الإنسان.
وبحسب أحدث الدراسات التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية، فان علماء في كوريا الجنوبية يعملون حالياً على تطوير "إنسان آلي" قادر على الاصطفاف وحده في طوابير عسكرية واتخاذ موقف الاستعداد للقتال، ويعمل بوحدة دماغ الكترونية واحدة، أي أنه قادر على اتخاذ القرار بمفرده والقيام بردات الفعل المناسبة دون الحاجة إلى التحكم به عن بُعد.وفقا لتقرير لصحيفة "القدس العربي" اللندنية
وبحسب علماء في معهد "أولسان" الوطني للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية فان الرجل الآلي الذي يجري العمل على تطويره حالياً، وتجري البحوث بشأنه سيكون مصنوعاً من مواد خاصة، وبمقدوره الاصطفاف في صفوف عسكرية مرصوصة بمجرد تعرضه لمجال الكتروني معين أو إشعاع ما.
ويقول العلماء الذين يعملون في كوريا الجنوبية وينتمون إلى عدة دول إنهم يستلهمون بحوثهم الحالية من التحركات الجماعية للنحل والنمل عندما يقومون بأعمال منظمة أو يتعرضون لأي خطر، وهو ما يريدون تطبيقه على الرجال الآليين الذين يقومون بتطويرهم، حيث يريد العلماء تكرار سلوك النمل على "روبوت" يعمل بواسطة الكمبيوتر، وصولاً إلى تشكيل جيش من "الروبوت" يمكن أن يخوض المعارك البرية ضد الجيوش النظامية البشرية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبحث فيها العلماء التوصل إلى "روبوت" يتم استخدامه في الحروب والمعارك، حيث سبق أن تمكنوا من صناعة طائرات بدون طيار وهي المركبات الطائرة التي يأخذ استعمالها شكلاً متزايداً في الوقت الراهن، كما تمكنوا من صناعة دبابات بدون سائق تعمل لوحدها أو بواسطة التحكم عن بعد، كما ابتكر العلماء آليات لا يدخل في عملها البشر من أجل القيام بأعمال القمع ومكافحة الشغب، إلا أنها المرة الأولى التي يدور فيها الحديث عن جيش آلي بالكامل، وهو ما يمكن أن يُشكل جيلاً جديداً وتطوراً هائلا في عالم "الروبوت".
دبابة الكترونية
وكانت شركة "ميلرم" المتخصصة بالصناعات العسكرية في إستونيا ابتكرت دبابة بدون سائق متعددة المهام والأشكال ويمكنها أن تحمل ما يصل إلى 680 كيلوغراما من المعدات القتالية والمواد المتفجرة وما إلى ذلك من مستلزمات.
وقالت جريدة "دايلي ميل" البريطانية إن الدبابة المبتكرة مزودة بنظام للتتبع، كما أنها تعمل بوقود هجين يمثل خليطاً بين المحروقات التقليدية والكهرباء التي تستمدها من بطارية محملة بها، كما أن الدبابة ذات حجم صغير نسبياً مقارنة مع الدبابات التقليدية المستخدمة حالياً في المعارك، حيث يبلغ حجمها ثمانية أقدام في ستة أقدام فقط، أما وزنها الاجمالي فيصل إلى 680 كيلوغراما، وتستطيع أن تحمل مثل وزنها تقريباً، وتتضمن منصة يمكن استخدامها في حمل أجهزة ومعدات الاتصالات، إضافة إلى الامدادات العسكرية، والأسلحة، وغير ذلك من المستلزمات القتالية المتنوعة التي تحتاجها القوات البرية خلال المعارك.
وبحسب مواصفات المركبة ففي حال كانت البطارية مشحونة بشكل كامل، وخزان الوقود معبأ، فمن الممكن أن تسير لمدة تصل إلى 8 ساعات متواصلة دون توقف ودون الحاجة إلى التزود بالوقود، على أن السرعة القصوى لهذه الدبابة تصل إلى 31 ميلاً في الساعة (50 كيلومترا في الساعة).
جندي الكتروني
وكانت بريطانيا أعلنت العام الماضي ابتكار أول جندي الكتروني في العالم، إلا أنه في الحقيقة ليس "روبوت" وإنما هو مجموعة من الأدوات الالكترونية التي يتم تحميل الجندي البشري بها بما يساعده في وقت الحرب، ويجعله أكثر تفوقاً من خصمه في ساحات القتال.
وتتكون التكنولوجيا الجديدة التي ابتكرتها شركة (BAE Systems) البريطانية المشهورة من ثماني قطع الكترونية يمكن أن يرتديها الجنود المقاتلون ومن شأنها أن توفر لهم حماية عالية، وتجعل كافة تحركاتهم مدروسة الكترونياً وبعناية فائقة.
وأطلقت الشركة على التكنولوجيا اسم (Spine) أي "العمود الفقري" وقالت إن من شأنها أن تجعل من المقاتل جندياً الكترونياً (iSoldier).
وبحسب المعلومات التي كشفتها الشركة فإن القطع الالكترونية الثماني هي ذاتية الشحن، تتزود بالطاقة من خلال الحركة التي يقوم بها المقاتل، ولا تحتاج لإعادة شحن بالكهرباء أو تغيير للبطارية، كما أن هذه الأدوات ترتبط بتطبيق يتم تثبيته على الهاتف الذكي، ويجعل القيادة قادرة على مشاهدة الجندي ومتابعة وضعه وتقدير المخاطر التي يتعرض لها، ومن ثم إرشاده وإصدار الأوامر له بالحركة والإنتقال من مكان إلى آخر بحسب الضرورة وبما يضمن له السلامة.
وتتضمن القطع الالكترونية الذكية التي ابتكرتها الشركة البريطانية مقعداً ذكياً يوضع في المركبات، وسترة واقية من تلك التي يرتديها المحاربون، وكذلك خوذة توضع على الرأس، وقطع أخرى ملحقة بهذه الأدوات الرئيسية، لكن أهم ما يميز هذه التكنولوجيا أنها قادرة على أن تقوم تلقائياً بجمع البيانات وارسالها إلى الهاتف المحمول الذي يقوم بالمتابعة، كما أنها تقوم بتداول البيانات فيما بينها، إضافة إلى استخدام كاميرات وموجات راديو من أجل تحسين الأداء.
وتقوم الخوذة على الرأس على مدار الساعة بنقل ما يجري على أرض المعركة إلى الهاتف المحمول الذكي الموجود في غرفة القيادة، كما تنقل درجة حرارة جسم المقاتل للتأكد من سلامته الصحية والبدنية، وتستخدم تكنولوجيا الــ(GPS) من أجل تحديد موقع المقاتل بالضبط لتتمكن فرق الإنقاذ من إنتشاله في حال احتاج لأي مساعدة خلال المعركة.
وقالت شركة (BAE) البريطانية: "إن الدمج بين جسم المقاتل والمعدات والأدوات التي يستخدمها ما زال غير مطروح في الوقت الراهن، كما أن الربط بكوابل وأسلاك بين الجندي وبعض الآليات ليس عمليا"، وهو ما يعني أن الابتكار الجديد سوف يحدث تغييراً كبيراً في طريقة إعداد الجيوش والقوات العسكرية المسلحة.
وتشير الشركة المتخصصة في الصناعات الدفاعية إلى أن الأدوات التي يستخدمها الجنود في الوقت الراهن ذات وزن ثقيل ما يعيق أيضاً حمل الجنود لها والتنقل بها، وهي مشكلة تم التغلب عليها بفضل التكنولوجيا الجديدة التي تتوقع الشركة أن تشهد انتشاراً واسعاً وأن تحدث تغييراً كبيراً في القرن الحادي والعشرين.
يشار إلى أن العديد من العلماء، ومن بينهم عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، حذروا من أن التطـــور المتســــارع في علم الذكاء الصناعي قد يصل بالإنسان إلى مرحلة يُصبح فيها الروبوت أكثر ذكاء من الإنسان نفسه، وعندها قد نصل إلى نقطة يخرج فيها الإنسان الآلي عن طوع العقل البشري، ويهدد سلامة البشرية بأكملها، أو يقضي على الجنس البشري بأكمله.
وكالات