انتهت الأجواء الاحتفالية التي رافقت نجاح طالب الثانوية العامة أحمد نبيل،  ودخل أحمد فعلياً في معترك الحياة الجامعية، وفوضى  اختيار التخصص الدراسي، فما بين الرغبة بدراسة الهندسة وتكدس الخريجين والعاطلين عن العمل، يقف  حائراً،  أي التخصصات هو الأكثر ملائمة لسوق العمل، وأيضاً، ماذا يرغب هو، وماذا يرغب  الأهل ؟

ومع أن بعض الطلاب يحددون ما يطمحون بدراسته قبل النجاح، ويأملون بالحصول على المعدل المراد حتى يستطيعون اختيار الجامعة والتخصص، إلا أنه ثمة مجموعة من العوامل التي تقف حاجزاً امام تحقيق الحلم،  الطالب بيان كحيل مثلاً، حصل على معدل 87.7 يقول أي تخصص رح يختاروا أي طالب حالياً مش رح يلاقي قبول، لأن كل التخصصات ممتلئة بالخريجين وفش شغل، يعني كلو واحد".

وانطلاقا من واقع " كل التخصصات في سوق العمل واحدة " قرر كحيل أن يدرس هندسة حاسوب، حيث هو حلمه الذي يحب أن يصل إليه .

ويضيف كحيل "بأنه يجب على الجامعات افتتاح تخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل، وبالمقابل تجميد بعض التخصصات غير الملائمة لسوق العمل والمتكدسة بالطلاب الخريجين"

بالنسبة لطلاب الثانوية العامة، الواقع مغاير لأحلام الطفولة ، فجملة "شو بدك تصير لما تكبر" لا تنسجم  مع واقع العمل المتردي في القطاع المحاصر منذ ثمانية سنوات، الطالبة إنجي عبد العال الحاصلة على معدل 81.5 تقول " كنت حابة  من طفولتي أدرس هندسة متل إخوتي المهندسين بس ما حدا شجعني والأعداد الكبيرة من المهندسين وقلة فرص العمل خلتني اتراجع".

وتطمح انجي لدراسة تخصص هندسة الجينات، ولكنه غير موجود بجامعات قطاع غزة، مشيرة إلى انها قررت  بعد المداولات مع الأهل أن تدرس تخصص جديد وهو "التخدير والانعاش" ويدّرس فقط في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، حيث أعلن في وقت سابق بأن غزة تعاني من نقص في أطباء "التخدير والانعاش".

وفي السياق ذاته، دعا مدير عام التعليم الجامعي بوزارة التربية والتعليم خليل حماد الطلاب لاختيار ومعرفة الجامعات والمؤسسات التعليمية المعتمدة، موضحاً أن قرار اختيار التخصص قضية فردية واجتماعية،  فهي قضية على مستوى فردي تخص الطالب لأن اختياره لتخصص ما يحدد أموراً  أساسية في حياته.

ويضيف حماد "أن اختيار التخصص يجب أن يبنى على معايير أساسية وأهمها الرغبة في دراسة مجال معين، والمعيار الثاني هو مراعاة تخصصات سوق العمل ومعدل الثانوية العامة، والثالث هو  الكفاءة والقدرة الشخصية حتى يبدع الطالب في مجاله".

أزمة الواقع المادي الصعب هي الأخرى تعترض طموح الكثير من طلاب الثانوية العامة، فكثير من ذوى الدخل المحدود لا يستطيعون توفير رسوم التخصصات المرتفعة، فيضطرون لاختيار تخصصات تناسب مستوى دخلهم أو حتى ترك التعليم الجامعي في كثير من الأحيان، وهو ما حصل مع الطالبة المتفوقة نور الهدى فرج ديب التي حصلت على معدل 97% في الفرع العلمي، ولم تتمكن حتى اللحظة من التسجيل في أي من الجامعات الفلسطينية بسبب اشتراط الجامعات دفع الرسوم الجامعية كخطوة أولى من التسجيل، وتأخر المنح الدراسية في ظل الوضع المادي الحرج الذي تعيشه العائلة .

ويقدرعدد الطلبة الحاصلين على معدل (95%) فما فوق بالقسم العلمي (738) طالبا وطالبة بنسبة (13.3%)، بينما عددهم في قسم العلوم الإنسانية (407) طالبا وطالبة بنسبة (3%).

 

 

 

 

نبأ برس