سيساعد في التخفيف من معاناة المواطنين
يسعى مشروع "المساعدة الموحدة" لإعادة استنساخ فكرة المطار الإنساني الأممي التي كانت تديره الأمم المتحدة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بالقرب من معبر المنطار شرق مدينة غزة.
ومنذ نحو خمس سنوات بدأت الفكرة تراود مدير المشروع أحمد الخطيب، إلا أنه منذ عام ونصف أطلق فعلياً مبادرة لإنشاء مطار أممي في جنوب قطاع غزة، في محاولة لتخفيف معاناة المواطنين في القطاع المحاصر منذ أكثر من 10 سنوات.
ويقول إن فكرة المطار الإنساني الأممي ليست استثنائية بل إن سوابق تاريخية وجدت في غزة في نهاية الخمسينات حيث وجد مطار مدار من الامم المتحدة وكان يخدم قوات الطوارئ الدولية وخدم سكان غزة من خلال نقل ركاب ومساعدات، بما يؤكد ان الفكرة ليست مستحيلة التطبيق.
وبين أن المطار سيكون نافذة أمل للمرضى والطلاب العالقين وتوصيل المعونات الانسانية والمساهمة في عملية إعادة الاعمار، لافتاً إلى أن هناك أنظمة قوية ومتطورة للطيران الإنساني الأممي تجعل من الممكن تطبيق المطار المقترح بطريقة تتعامل مع الاحتياجات الحساسة لمختلف الأطراف بما فيها السلطة الفلسطينية، إسرائيل، وجمهورية مصر العربية.
وتحدث الخطيب أن المطار سيكون إنجازاً للشعب الفلسطيني دون تدخل سياسي من أي طرف، وليس الهدف منه الإنفصال بالقطاع عن باقي الوطن وفصائله مجتمعة، "وربما يكون المشروع الخطوة الأولى نحو توحيد الصف الفلسطيني".
وشدد على أن الإدارة الأممية للمطار سيضمن استمرارية عمله وخدمة قطاع غزة وستشكل حصانة دولية له إلى حين التوصل لحل طويل الأمد لمختلف القضايا.
ويشير إلى أن المؤسسات الدولية لا سيما الأونروا استخدمت المطار في تنقلاتها ومشاريعها، ثم بعد ذلك تم إدارته من قبل قوات الطوارئ الأممية التي عرفت ب"اليونيف" حتى عام 67، عندما طلب الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر من الأمم المتحدة بأن تنسحب من غزة وسيناء، حيث تم اخلاء موقع المطار والمعسكر التابع له.
ويؤمن الخطيب الذي يقيم في منطقة خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية بأن المطار الأممي المقترح سيحول حياة مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة للأفضل، وسيحقق حلمه في نهاية المطاف بالطيران من وإلى القطاع الساحلي.
وكان الخطيب الذي عانى قبل سنوات عديد من إغلاق معبر رفح، حيث لم يمكنه الإغلاق المستمر من العودة إلى قطاع غزة، وعاد إلى كاليفورنيا وأكمل تعليمه في مجال التسويق.
ويتحدث الخطيب عن وجود خططاً للعمل مع شركات هندسة عالمية لوضع خطة هندسية ومعمارية كاملة ستشمل تصميم مجمع المطار والذي سيحتوي على العديد من المنشآت الحيوية الموضحة.
وبين أن رؤية المشروع بنيت على الرغبة في الاستفادة من وتطبيق نموذج مجرب ومثبتُ فاعليته في مناطق أسيوية وأفريقية مثل أفغانستان وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا السودان وجمهورية الكنغو الديموقراطية ومالي وبورندي والصومال وأوغندا. . استنتج المهندس الخطيب أن اختيار مكان بديل لأي مطار جديد سيساعد في التغلب على تحديات هندسية واستراتيجية كانت تواجه مطار غزة الدولي السابق".
وقال : " أردنا تحديد موقع جديد سيسمح بالتحليق فوق مياه البحر المتوسط بحيث تتلافى الطائرات المجالات الجوية الإسرائيلية (والمصرية) وهذا من شأنه سحب عامل مهم من الرفض الإسرائيلي المحتمل بخصوص فكرة بناء المطار الجديد، حيث اقترح المهندس بناء مطار على الساحل الجنوبي الغربي لغزة ما بين مدينتي خانيونس ورفح في منطقة "غوش قطيف" الاستيطانية السابقة بناء على مميزات عديدة".
ولفت إلى أن المنطقة المذكورة بعيدة عن التجمعات السكانية، وهو ما من شأنه تسهيل تأمين المطار، والسماح بإنشاء مجمع سكاني صغير لتواجد موظفي الأمم المتحدة الذين سيقومون بإدارته.
وأوضح أن المكان يوفر العمق الجغرافي الكافي لاتساع مدرج للطائرات والذي يجب ألا يقل عن 3 كيلومتر طولا بالرغم من إمكانية توسيع المدرج ببناء جزء منه في البحر كما الحال في الكثير من البلدان.
ومن شأن المشروع الذي سيسير بإدارة أممية كاملة أن يضمن تنقل المواطنين بكل سهولة بعيداً عن الحسابات السياسية ، كما أنه سيكون بعيد عن سيطرة حركة حماس التي تحكم قطاع غزة عليه، فيما يرفع الحرج عن مصر الشقيقة " لأننا نقدر الوضع الامني في سيناء وأحقية مصر في حماية الحدود وهو حق لا يمكن انكاره".
ويشدد الخطيب على أن مشروع المطار هو الحل الأمثل في ظل الحلول التي يطرحها عدد من المسئولين الإسرائيليين، لا سيما الدعوة لإقامة مطار وميناء على جزيرة صناعية قبالة سواحل قطاع غزة.
وحول الخطوات المطلوبة من الحكومة الإسرائيلية لتطوير الإقتراح وتطويره، قال إنه عليها ألا تربط المشروع بالملفات الشائكة مع السلطة الفلسطينية، وإعطاء إشارات علنية وواضحة بخصوص نيتها مناقشة الملفات الأمنية التي ستجعل المطار الأممي المقترح مقبول لديها ودراسة فكرة إدارة طرف ثالث محايد للمطار في غزة..
وشدد الخطيب على أن المطلوب من السلطة الفلسطينية وشركائها وضع خطة للكيفية التي سيتم بها تنفيذ المطار الأممي المقترح على أرض الواقع والنظر في طرق تحقيق ذلك في غياب المصالحة بين فتح وحماس، وعودة السلطة الفلسطينية الكاملة إلى قطاع غزة
كما أن المطلوب دراسة آلية عمل بعثة الاتحاد الأوروبي العاملة على معبر رفح وتحديد الكيفية التي يمكن أن تكون بمثابة نموذج لإدارة الأمم المتحدة للمطار المقترح في غزة