رامي عبد الهادي
التقدم الاقتصادي الأمريكي لم يأت من فراغ، يتجلى ذلك بوضح عند التعرف على الكم الهائل من المؤسسات الأمريكية التي ابتكرت على مدار السنوات الأخيرة مناهج وخطط عمل أفرزت مشروعات وشركات صغيرة تحول بعضها فيما بعد إلى شركات عملاقة تمثل أعمدة أساسية في الاقتصاد الامريكي الحديث.
من خلال جولة لموقع "الاقتصادي" على عدد من المؤسسات الريادية الامريكية خلال القمة العالمية للريادة التي نظمت في حزيران الماضي في الولايات المتحدة، تمكنا من الاطلاع على العديد من التجارب، وأهم ما استفدنا منه هو استماعنا لخبراء ريادة أكدوا أن البداية تكون من المدرسة، حيث حرصت المؤسسات التعليمية الأمريكية على تدريس “ريادة الأعمال” في مختلف المراحل التعليمية، فالاستاذ يبدأ تعليم الطلاب في المرحلة الابتدائية مبادئ ريادة الأعمال، وغرس مهارات العمل الحر في نفسيتهم وأفكارهم، وعبر هذه البرامج التدريبية يتم تعليمهم بناء خطة عمل ودراسة جدوى، وتعلم أساسيات إدارة المشروع، وكذلك بناء اسم للمنتج لدى الزبائن بتقديم خدمات ذات جودة عالية.
أما الجامعات فلديها العشرات من الدوائر الخاصة بدعم الريادة من خلال توفير مختبرات ابداع وصالات مجهزة بكافة التقنيات يذكر منها- Broad Institute - Harvard Innovation Lab Innovation Café- .
التقينا خبراء في مجال الريادة منهم البروفيسور جودي جورون من جامعة هارفرد ومدير معهد "روك لدعم الريادة" والذي أكد أن “الثروة الريادية” أكبر قوة اقتصادية عرفناها حتى الآن؛ وذلك لأن "الثروة الريادية" التي جذبت اهتمام الناس والمستثمرين استطاعت النهوض وخلق فرص عمل وشركات قابلة للنمو والربح وبالتالي المساهمة في تخفيض البطالة ايضا.
عشرة أمور يمكن تلخيصها للمميزات والفوائد الناتجة عن خلق أي ريادي أعمال وهذا ينطبق علينا في فلسطين:
وبالإضافة إلى ما استعرضناه فيما يتعلق بالدور الذي تلعبه "الريادة" في تطوير الأعمال في مختلف البلدان، نؤكد بأن لها أهمية مضاعفة في البلدان النامية، ونحن في فلسطين أكثر حاجة من غيرنا لدعم ريادة الأعمال، فهي تمثل أحد الوسائل الفعالة في التغلب على العقبات التي تعترض نمو الاقتصاد الفلسطيني، وابرزها صغر السوق، وعدم تمكن الفلسطينيين من السيطرة على ثرواتهم الطبيعية بسبب الاحتلال، لهذا فإن على القطاعين العام والخاص في فلسطين التعاونلوضع استراتيجية وطنية من شأنها أن تؤدي إلى دعم "ريادة الأعمال" وصولا إلى تحقيق أهداف اقتصادية واضحة المعالم لعل أهمها خلق مزيدفرص العمل وتقليل نسب البطالة المتزايدة.