حين تقضي إجازتك في إحدى الجزر البعيدة، فلا بد أن المياه الفيروزية تخطف قلبك وعقلك، ما يدفعك للسؤال عن سبب اختلاف ألوان مياه السواحل، فتلاحظ أن بعضها زرقاء صافية، فيما بعضها الآخر يكون رماديًا معتمًا. قد يعتقد البعض أن المياه القاتمة يعني أنها ملوثة، لكن هذا ليس دقيقًا كما سترى.
هناك عوامل مختلفة تلعب دورًا في تحديد لون السواحل
دوران الأرض
تتحرك المياه في محيطات الأرض من الغرب إلى الشرق كنتيجة لدوران كوكبنا، وتخلق هذه الحركة ظاهرة تُسمى “الموجات المتقلبة” على طول بعض السواحل، حيث تتحرك المياه السطحية إلى الخارج، وتحل محلها مياه باردة أكثر عمقًا، وغنى في الرواسب.
في المحيط الهادي، حيث تمتد المياه من الساحل الشرقي لليابان، إلى الفلبين، وأستراليا إلى السواحل الغربية من الولايات المتحدة، وغرب المكسيك، وتشيلي، فمن الملاحظ أنها قد تأثرت بهذا العامل؛ ما يجعل لون المياه رماديًا مائلًا للبني.
وعلى النقيض، فإن المياه قبالة جزر البهاما، وجمهورية الدومنيكان لا تقع تحت تأثير الموجات المتقلبة، حيث تلعب الشعاب المرجانية، والبنى المادية كحواجز، تكسر قوة المياه المتحركة، وتشتت طاقتها. فتصل الأمواج إلى الساحل هادئة ما يمنع تشكل أنماط المياه المتماوجة. ليست جزر البهاما أو الدومنيكان وحدهما اللتان تتمتعان بمياه صافية، وهدوء المياه ليس السبب دائمًا لإكساب مياه صافية كريستالية.
فبعض المسطحات المائية، كتلك الموجودة قبالة الفلبين، وهاواي، وجزر توركس وكايكوس، توجد فيها الكثير من الأمواج ومع ذلك تبقى صافية، فما السبب؟
السبب.. ما بداخل المياه
المياه الرمادية غنية أكثر بالمغذيات بشكل أكبر من المياه النقية المتلألئة، وذلك لأن المياه المعتمة موطن لأنواع من الكائنات الحية، مثل العوالق النباتية كالطحالب، والهائمات الحيوانية، كقنديل البحر، والتي تجعل المياه تبدو معتمة. كما أن الرواسب تلعب دورًا، فعلى طول بعض السواحل، الجسيمات مثل الرمل والطمي تزيد من قتامة لون المياه حيث تبقى طافية على السطح لفترات طويلة. وبالنسبة للرواسب على السواحل الصافية، فقد تكون أثقل وأكثر خشونة، حيث تكون قد تشكلت من أصداف المرجان الميت وأجزائه.
الخلاصة، أن بعض الشواطئ قد تكون أكثر قتامة من غيرها، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها أكثر قذارة أو تلوثًا، أو أقل استحقاقًا للتمتع.
وكالات