بائعو الحسبة "سيعاقبون " والمواطنون يجب أن "يشتكوا"
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(%)   AIG: 0.18(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.32(0.75%)   AZIZA: 2.57(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.45(2.68%)   BPC: 3.78(0.53%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(0.00%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70( %)   NIC: 3.05( %)   NSC: 2.95(3.91%)   OOREDOO: 0.76(1.33%)   PADICO: 1.03(0.98%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.03(0.96%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(0.00%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95(0.00%)   TNB: 1.20(2.44%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 21 تموز 2016

بائعو الحسبة "سيعاقبون " والمواطنون يجب أن "يشتكوا"

الحسبة أو سوق الخضار مصطلح أصبح في أيامنا هذه مرتبطاً بالمكان الذي يجتمع فيه باعة الخضار والفواكه، إذ يعرضونها على بسطات منشورة في كافة أرجاء المنطقة، ويلجأ إليها كل من يرغب بالتزود بما يريد من خضار وفاكهة.

 بأصوات الباعة وازدحامات المشترين أصبحت تشتهر الحسبة في أيامنا، وقد اختلف معنى الحسبة اليوم عما كان عليه، فقديماً كانت الحسبة لها وظائف مهمة ومتعددة، ولها قواعد اجتماعية وأخلاقية، مثل منع تعرض الرجال للنساء بالقول أو بالفعل، ومنع الجهر بالألفاظ المخلة بالحياء أو المنافية للآداب، و المحافظة على النظافة في الطرق، والرأفة بالحيوان، ومراقبة الحانات وشاربي الخمر، وتبرُّج النساء، وغيرها.

وبعبارة عامَّة كل ما يَتَعَلَّق بالمجتمع وأخلاقه، والظهور فيه بالمظهر اللائق، كما تناولت أمورًا اقتصادية، فكان عمل المحتسب الأساسي منع الغش في الصناعة والمعاملات، وبخاصة الإشراف على الموازين والمكاييل وصحَّتها ونسبها.

أما الحسبة اليوم فتعني أصوات الباعة منادين على بضاعتهم وتجوال المشترين للبحث عن سعر أفضل لما يحتاجون ويشترون. وتفتقر اليوم تلك الأسواق إلى ما يمكن تسميته أخلاقيات التعامل مع المشتري حيث ينتشر بين الباعة فئات لا أخلاقيين في تعاملهم واحترامهم لأجواء الحسبة، يتلفظون بألفاظ نابية غير آبهين بمن حولهم من نساء ورجال أو أطفال، عدا عن سوء التعامل في مفاوضات الشراء بينهم وبين المشترين.  ولا تغيب عن المار من هناك أعين هؤلاء الباعة وهي تفصل وتتبع إحدى المارات من الفتيات وتسمعها كلمات المعاكسة و"التطقيس"، ولهذا يتجنب كثيرون إرسال زوجاتهم أو أقاربهم من النساء "للحسبة" خوفاً عليهن من "تجار السوء" كما أسماهم البعض.

تلوث سمعي

تجولنا في "حسبة رام الله والبيرة " ورصدنا تصرفات بعض الباعة وأجرينا مقابلات مع مرتادين لها كانت ردودهم حول سؤالنا عن رأيهم بتعامل أصحاب البسطات معهم خلال عملية الشراء وكيف يرون الأجواء هناك، كانت الردود كالآتي:

المواطن خليل الشريف موظف حكومي يقول "أمر من الحسبة يومياً لأشتري ما يحتاج المنزل من خضار وفاكهة، البائعون هنا تجد منهم من يتعامل معك بأريحية واحترام ولكن هذا لا يعني أن تصطدم ببائع "جلف" بالتعامل، لا تستطيع مناقشته وخصوصاً في السعر، وإذا ما ناقشته ستفتح على نفسك باباً غير محمود عقباه".

المواطنة نهاد سالم من سكان مدينة رام الله تقول "ألجأ إلى الحسبة للتبضع منها، وأحاول أن أشتري ما أحتاجه بسرعة ومن مدخل الحسبة وأتجنب التسوق من الداخل فهناك باعة لا يقدرون وجود نساء يبتعن ويتسوقن، فلا يحافظون على ألفاظهم وخصوصاً خلال حديثهم مع بعضهم، وكثيراً ما يمر على مسمعي ألفاظ مزعجة وسيئة، وأنا هنا أطالب المسؤولين بتوظيف مراقبين على الباعة وتصرفاتهم، لأن الحسبة مكان عام يدخله الجميع ويقضون فيه فترة ليست قصيرة خلال التبضع وبالتالي هم بحاجة إلى الشعور بالأمان والراحة وخصوصاً النساء والفتيات".

أما أبو معروف فكان رده "بعض الباعة في حسبة رام الله والبيرة يجب إيقافهم عن البيع هنا، إنهم يفتقدون للاحترام في التعامل، كنت قد اصطدمت ببائع لا يزيد عمره عن 30 عاماً، وعند احتجاجي على سعر ما أريد شراءه رد علي بسوء ولما أخبرته أنني كبير وبعمر والده، أصبح يتهكم علي ولم أجد سوى مغادرة المكان لتجنب المشاكل، أنا أطالب المسؤولين بنشر شرطة آداب في مداخل الحسبة، حتى يصبح هناك رادع ومانع لمثل هذه التصرفات".

الشاب هاني الريماوي يقول "أصابع يدك ليست كلها واحدة، وكذلك الباعة في الحسبة، فمنهم المحترم ومنهم السيء في التعامل، وكما صندوق الفاكهة إذا تلفت حبة أفسدت الجميع وكذلك سمعة التجار هنا، فمجرد وجود بائع سيء هذا سيعكس صورة سيئة عن الباقين، لذلك يجب على المسؤوولين هنا أن يوقفوا أي بائع سيء السمعة عن البيع هنا، ويجب توظيف مراقبين على الباعة هنا".


لا علاقة للبلدية

مدير دائرة الصحة في بلدية البيرة الدكتور إياد دراغمة قال إن قضية أخلاقيات البائعين ليست من صلاحيات البلدية، حيث لا قانون يجيز لموظف البلدية إيقاف أو معاقبة أي شخص تلفظ بألفاظ نابية أو تصرف لا أخلاقي.

وأضاف دراغمة "هناك مدير السوق ومراقبون على السوق ولكن هؤلاء تقتصر صلاحياتهم على مراقبة البضاعة ونوعيتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، أما بخصوص معاقبة البائع كونه تلفظ ألفاظاً بذيئة أو تصرف تصرفاً غير لائق مع المشتري فهذا ليس من ضمن صلاحياتهم. وأنا هنا أقول وأشدد على إيجاد قانون يعاقب ويردع هؤلاء، فمثلما هناك قانون يعاقب الذي يسب الذات الإلهية يجب أن يكون هناك قانون يعاقب ويحاسب المتلفظ بألفاظ نابية".  

سيعاقبون

وباتصالنا مع مدير العلاقات العامة في الشرطة المقدم لؤي ارزيقات ، كان رده على سؤالنا بدور الشرطة في هذا الشأن "إن الشرطة متواجدة في كافة المحافظات وكافة الأماكن، لفرض الأمن والأمان، وبخصوص قضية تصرفات بعض الباعة نحن لا نستطيع إيقاف أي شخص كان إلا من خلال شكوى تردنا، فإذا وردنا شكوى ضد بائع أو أي شخص تلفظ بألفاظ نابية ومخلة بالآداب نقوم باستجوابه ومعاقبته، لهذا أنا أهيب بالمواطنين التوجه إلى أقرب مركز شرطة والتقدم بشكوى حتى نستطيع اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق هؤلاء".

وقال ارزيقات "هناك دوريات مستمرة للشرطة الفلسطينية بالزي الرسمي والمدني تجوب الشوارع والمناطق المختلفة، ولا تتردد هذه الدوريات بتلبية نداء أي مواطن يشتكي".

أما بخصوص وجود نص قانون في هذا الشأن، أفاد ارزيقات "هناك قانون يعاقب ويردع كل من يتلفظ بألفاظ نابية مخلة بالآداب العامة، فالشارع له حرمته، والقانون يعاقب كل من يخدش الحياء العام".

يذكر أنه قديماً كان رجال الحسبة عبارة عن أشخاص متفرغين لإنكار المنكرات الظاهرة سواء بشكل تطوعي أو  بمرتبات من "بيت مال المسلمين".

 

 

 

 

نقلا عن الحياة الجديدة

Loading...