واحدة من أسوأ المشكلات التي يمكن ان تصيب صحّة الاسنان، هي فقدان المينا، أي المادة الصلبة التي تغلف الاسنان وتحميها. لذلك عند فقدان هذه الطبقة، يصبح الفم معرضاً للإصابة بالتسوّس، لأن الهجوم الجرثومي يصبح أكثر سهولة، ما يعزّز احتمالات الاصابات بأمراض فموية أخرى أيضاً.

في البداية، لا بدّ ان نوضح ان الاسنان تشتمل على جزأين: الجزء البارز والجذور. أما المينا فتغلف الجزء البارز وتتكون من شبكة كثيفة من البلورات المعدنية من الكالسيوم. تحتها، هناك ما يسمّى العاج، وهي المادة التي تشبه في تركيبتها العظام، يرتكز دورها على تغليف العصب والشرايين التي تمدّ السن بالدم.

المؤكد أن المينا تصبح معرضة للتآكل مع مرور السنين، لكن عند تبنّي العادات التي سنعرضها لكم في هذا التقرير، يصبح تآكلها أبطأ، فتنعمون بحماية أكبر.

السكريات: إن استهلاك كمية عالية من السكريات، وبشكل منتظم، يسرّع تآكل المينا. فالبكتيريا تتغذى من السكر وتفرز في المقابل أحماض اللاكتيك التي تسرّع تآكل المينا. ومعلوم ان السكر لا ينحصر وجوده في الحلويات والسكاكر، بل يتعداه الى المشروبات الغازية والعصائر على انواعها. لذلك، يفضّل الامتناع عن شربها او على الاقل الحدّ منها. كما يفضّل استخدام "القشة" (الماصّة) عند شرب السوائل المدعّمة بكمية من السكر، بهدف تقليص نسبة تعرض الأسنان لهذه السوائل الضارة.

الفيتامين دي: عادة ما تفرز العظام هذا الفيتامين عند التعرض لأشعة الشمس لنحو 10 دقائق يومياً، أما عندما يعاني المرء نقصاً في هذا الفيتامين، فإنه يتعرض لسلسلة من الاختلالات، منها سرعة تآكل المينا.
التعرض لعدوى خلال مرحلة الطفولة، عند تكوّن الاسنان الاساسية؛ الاصابة بالجدري او الحصبة او سواهما من الالتهابات، يعرض الأسنان لاختلالات حادة.

التقيّؤ المستمرّ: عند الاصابة بأمراض معينة كالبوليميا، او سواها من الامراض التي تسبب تقيؤاً مستمراً. الاحماض المعوية التي تصعد الى الفم تسرّع تآكل المينا.

الكلور: إذا كنتم تمارسون رياضة السباحة بشكل منتظم، فهناك احتمال كبير للتعرض للكلور الذي تحتوي عليه احواض السباحة. وهذا بدوره يضرّ بالأسنان.

صرير الأسنان: ظاهرة شائعة لدى الكثير، لا تسرّع في تآكل الاسنان فقط، بل تتسبّب بتكسرها أيضاً.

الإهمال: عدم الاعتناء بصحّة الاسنان، عبر تنظيفها بشكل مستمر، على الاقل مرتين يومياً؛ فالإهمال يعني عدم التخلص من بقايا الطعام، ما يتسبّب تالياً بتكاثر الاحماض التي تبري المينا.

الحرقة: واحدة من اكثر الامراض الشائعة، لا بل تعدّ مرض العصر. تتسبّب الحرقة بصعود أحماض المعدة باتجاه المريء، وصولاً الى الفم مروراً بالحنجرة. هذا الامر لا يتسبّب بالتهابات وبانزعاج كبيرين وحسب، بل يقضي تدريجياً على مينا الاسنان. لا بل يعدّ واحداً من المسبّبات الرئيسة التي تتهدد المينا.

الفرشاة والمعجون: إن استخدام فرشاة أسنان صلبة والضغط بقوة على الاسنان عند فركها يومياً، يتسبب بالقضاء على المينا. لذلك، من المستحسن استخدام الفرشاة ذات النوعية اللينة او الناعمة. إنما في كل الاحوال، من المستحسن استشارة اختصاصي الاسنان، ليرشدكم الى الخيارات الافضل لكم. كما ينصح باستخدام معجون أسنان مدعّم بالفلور.

الأدوية: تناول بعض الادوية بشكل مكثف، كالإسبرين والأدوية المضادة للحساسية وأقراص الفيتامين سي، تتسبّب في تآكل المينا.

المياه: من الضروري شرب المياه، لكي يبقى الفم رطباً. فاللعاب يضطلع بدور اساسي في حماية الاسنان والحفاظ على سلامتها. فهو يحمي المينا عبر مدّها بالكالسيوم والمعادن. كذلك، يحارب الاحماض وبقايا الطعام والبكتيريا العالقة.

وكالات